دامج- مبادرة أممية في مصر لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة باستخدام التكنولوجيا

0 13

سنابل الأمل .. متابعات 

سعياً لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في مجال استخدام التكنولوجيا، أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر مبادرة بعنوان “دامج”. وتهدف هذه المبادرة إلى تدريب ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة بمهارات تكنولوجيا المعلومات وتحفيز الابتكار التكنولوجي بهدف تلبية احتياجاتهم وتسهيل ظروفهم في الحياة اليومية.

 

“دامج” هي مبادرة استحدثها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر بهدف تمكين ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة باستخدام التكنولوجيا من خلال عدة محاور، منها رفع الوعي المجتمعي بأهمية استخدام التقنيات الحديثة للاستفادة من قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، كما تقول الأستاذة عبير شقوير، مساعدة الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمصر:

 

“يولي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أهمية كبيرة لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة باستخدام التكنولوجيا من خلال ثلاثة محاور رئيسية، أولها رفع وعي الجمهور بشكل عام وذوي الإعاقة وأقاربهم بشكل خاص، وتوعيتهم بالتكنولوجيا المساعدة لهم، لا سيما في مجالي التعليم والتدريب. فقمنا بتنظيم عدد من الندوات أثناء جائحة كورونا للتوعية بأهمية التكنولوجيا المساعدة، ووصل عدد الندوات إلى اثنتي عشرة ندوة، منها ما كان على المستوى الأفريقي والعربي، واستهدفت السيدات وذوي الإعاقة، وركزت على استخدام التكنولوجيا في قضايا التعليم العالي”.

 

أما المحور الثاني فهو يتعلق بتطوير تكنولوجيا مساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاون مع الجهات الحكومية لرفع الوعي بإتاحة الخدمات التي تقدمها الدولة لهذه الفئة، منها مثلا “منصة الدردشة عبر الانترنت بالشراكة مع إحدى الشركات، وهي منصة خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقات السمعية والبصرية، فتم تزويدهم بالمعلومات عن فيروس كورونا مثلا، ومن كان يرغب منهم بإجراء اختبار طبي لحالته يتم توصيله بوزارة الصحة وكل هذه المحادثات كانت تتم بلغة الإشارة المصرية”.

 

ويشير السيد حازم سالم أحد مؤسسي مبادرة “دامج” إلى أن التكنولوجيا المساعدة تخلق أدوات تسهل الحياة بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية والبصرية لدمجهم في المجتمع بشكل أسرع، وذلك بتمكينهم من تصفح المواقع الإلكترونية بشكل سلس:

“التكنولوجيا المساعدة تعمل على تسهيل الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم بشكل كبير في المجتمع، ودامج هي أداة تساعد الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية والبصرية وضعاف السمع والبصر في تصفح أي موقع الكتروني بشكل سلس لفهم المحتوى باستخدام ألوان الشاشة وتحويل الحروف إلى لغة إشارة، ليصل إلى المعلومات كأي شخص يرغب في ذلك”.

 

ويقول الأستاذ طارق سليم، وهو مهندس متخصص بشبكات إنترنت الأشياء، إننا نحتاج إلى منصة تجمع كل الأدوات التكنولوجية التي تساعد ذوي الإعاقة للعمل باستقلالية تامة، وهذا ما نقوم به من خلال شركتنا على حد قوله، ومضى قائلا:

 

“تحتاج مصر إلى منصة تجمع الأدوات التكنولوجية التي تساعد ذوي الإعاقة بمختلف إعاقاتهم وشركتنا Access Live قامت بتجميع تلك الأدوات، واستطعنا أن نصل إلى الأشخاص ذوي الإعاقة في منازلهم ونبصرهم بتلك الأدوات وكيفية استخدامها”.

أما ياسمين جمال من مؤسسات مبادرة دامج تحكي عن تجربة موقع إلكتروني يساعد الأطفال ذوي الإعاقة على الالتحاق بالمدارس:

 

“لدينا موقع إلكتروني يوفر الخدمات المتنوعة للأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة الأطفال للالتحاق بالمدارس، ونعمل على تدريبهم وتأهيلهم كي تكون لديهم فرصة كبيرة للالتحاق بالمدرسة ونعمل على رفع الوعي ومكافحة التنمر في هذه الفئة سواء في الأسرة أو المدرسة، ونحلم بأن نوفر أكبر عدد من الأطفال لدخول المدارس”.

والتقينا (آية) من الصم وضعاف السمع وهي من المستفيدات من مبادرة دامج وسألناها عن مدى استفادتها من المبادرة. تحدثت آية باستخدام لغة الإشارة وقمنا بترجمة كلامها:

 

“دامج مبادرة حلوة جدا، تساعد الصم وضعاف السمع على التعرف على المواقع الإلكترونية بطريقتين، الأولى عبارة عن رسم خط للغة الإشارة بوضوح، والطريقة الثانية هي فيديوهات بلغة الإشارة تساعدنا في التعرف على محتوى المواقع الإلكترونية. وهذا يسهم كثيرا في دمجنا، ولكننا نحتاج أن يتم تعميم تلك الأفكار في كل المواقع”.

يشار إلى أن عددا كبيرا من الأشخاص ذوي الإعاقة يفتقرون للمهارات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وريادة الأعمال وغيرها من المهارات اللازمة لبدء مشاريعهم الخاصة.

 

وتستهدف مبادرة (دامج) لتمكين ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة باستخدام التكنولوجيا تمكين هؤلاء الأشخاص من خلال دعمهم بمهارات تكنولوجيا المعلومات وتحفيز الابتكار التكنولوجي لتلبية احتياجاتهم وتسهيل ظروفهم في الحياة اليومية والحصول على فرص لائقة للتدريب والعمل.

وقد نصت المادة (18) من قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر على أن تلتزم الدولة بتوفير فرص الإعداد المهني والتدريب الوظيفي للأشخاص ذوي الإعاقة وفقا لاحتياجاتهم، باستخدام التكنولوجيا الحديثة وأساليب الدمج الشامل، بهدف بلوغ أقصى قدر من الاستقلالية، مع ضمان الجودة والسلامة والأمان داخل مؤسسات الإعداد المهني وجميع سبل الإتاحة المكانية والتكنولوجية.

 

 

منقول / خالد عبد الوهاب لأخبار الأمم المتحدة

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق