آيات مطير” تهزم الإعاقة السمعية وتنتصر بحلوياتها الشهية –
سنابل الأمل/ متابعات
هل بدأت دولة الكيان الاحلالي تنفيذ ما كان سببا رئيسا لمخاوف الخالد طاقاتهم وابداعاتهم كثيرة، هم الفئة الأكثر حساسية في المجتمع، والأكثر تمتعاً بروح الدعابة والمرح، عالمٌ صامت تحركه إشارات الأيادي وتمتمات الشفاه ومع ذلك، يعيشون حالة خاصة من الإحساس المرهف والإرادة القوية ربما يحسدهم عليها السامعون منا.
آيات محمد سليم مطير البالغة من العمر 40 عاماً، من مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، من ذوي الاحتياجات الخاصة التي جعل حادث عرضي وقع بحياتها فتاة تنضم إلى فئة الصم.
فقدت آيات سمعها بسبب حادث دهس تعرضت له منذ صغرها، ليؤثر بشكل كبير على سمعها، ففقدته جزئياً، ثم مع الوقت فقدته كلياً، ولا تستطيع أن تسمع أحداً إلّا بحالة واحدة وهي وضعها لسماعة صناعة عن طريقها تستطيع آيات أن تسمع من يحدثها وتترجم عن طريق الشفاه حديثها مع الآخرين.
مشروع “sweets land”..
نجحت آيات، في تحويل مشروع منزلي بدأته قبل فترة إلى متجر مختص ببيع مختلف أنواع الحلويات، والتي توظف موهبة الرسم التي تتقنها في إخراج المنتجات بصورة غير تقليدية.
وبدأت مطير وهي أم لطفلين مشروعها من مطبخها الخاص منذ عام 2015 كمشروع اونلاين، وقبل أسبوع واحد فقط افتتحت متجرا خاصا لبيع الحلويات بعد دعم لها من قبل مؤسسة دولية.
وتضيف مطير التي تحدثت معنا عن طريق آلة السمع التي ساعدتها بسماع أسئلتنا في “أمد للإعلام”، إنّ موهبتها في صناعة الحلويات بدأت منذ الصغر وأصبحت تبدع في إنتاج جميع الأصناف، وذلك بعد تشجيع الأهل والأصدقاء قررت العمل في هذا المجال قبل عدة سنوات، واعتمدت على التسويق الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي باسم “سويتس لاند”.
وتابعت: “بعد النجاح الكبير الذي لاقاه مشروع الحلويات وكثرة الاقبال، قررتُ تطوير العمل من خلال افتتاح المتجر واستقبال الزبائن داخله للطلب والاستلام”.
اختارت اسم “sweets land” لمتجرها كناية عن تنوع الحلويات التي تقدمها.
وخلال حديثها مع “أمد للإعلام”، شددت أنّ “كثير من الزبائن يطلبون أصنافاً غير منتشرة بالأسواق المحلية، وبمجرد تذوقها أستطيع أن أصنعها مجدداً وبجودة مميزة”.
تحديات وصعوبات..
وواجهت “آيات” صعوبات عديدة بعد فقدانها السمع، منها عدم قدرتها على التواصل مع الآخرين، كما صعوبة التحدث والتواصل مع الناس، ما جعلها تشعر بالعزلة عن الآخرين.
ولفتت مطير، بأن هدف مشروعها هو دمج ذوي الإعاقة في المجتمع وألا يكونوا عالة على أحد، بل أن يكونوا مُنتجين ومبدعين يواجهون العجز بالدعم والتشجيع والحب ممن حولهم، مضيفة أن شغفها كان عبارة عن فن بأنواعه مارست فيه أشكال مختلفة مثل الحرق على الخشب والرسم والتشكيل اليدوي وتزيين الكيك، وأنها بدأتْ بالتفكير بدمجهم جميعًا لإعطاء قيمة للحلويات ودمجها بالأشكال الفنية وابتكار طرق ونكهات وأصناف جديدة
وتحدثت زوجة أخيها أماني (52) عاماً مع “أمد”، حيثُ قالت: إنّ “العائلة كانت المصدر الأهم لها في مساندتها ودعمها وتركيب سماعة لها تساعدها على التواصل، بالإضافة إلى التحدث معها بشكل مستمر”.
ولاقت مطير بحسب حديث زوجة شقيقها، تشجيعاً لها بتميز أطباق الحلويات التي تصنعها وأنها مميزة ومختلفة عن باقى الأصناف الموجودة في الاسواق.
وترى مطير أن الأشخاص من ذوي الاعاقة يعانون في غزة من نظرة المجتمع لهم وعدم قدرتهم على الاندماج وقلة فرص العمل لهم، داعية إلى ضرورة تغيير هذه النظرة لأن الأشخاص من ذوي الاعاقة لديهم مواهب كبيرة وقدرات عالية.
تصميم وإرادة..
وتصمم الموهوبة آيات، على ضرورة دمج ذوي الإعاقة السمعية بالمجتمع، كونه لا يوجد عائق سوى اللغة وهذا لا يقلل من شأنهم بل يعطي الجميع حقه بالتمتع بالحياة والقدرة للتغلب على الصعوبات.
ونوهت في حديثها مع “أمد”، أنّها حظيت بالدعم والتفاعل الإيجابي حول متجرها ما جعلها تتخطى إعاقتها وكسر الحاجز الذي كانت تعتقد أنه سيواجهها في العالم
وأشارت، إلى أنّ الحياة كانت ثقيلة عليها سابقاً ومحطّمة للأشخاص ذوي الإعاقة، وآن الآم للمجتمع أن يتقبل اندماج هذه الفئة فيه وإعطاء مساحة واسعة لتطويرهم واستيعابهم.
أمد