جهاز لتشخيص التوحد في 3 دقائق

0 10

سنابل الأمل/ متابعات

الدكتورُ فؤاد الشعبان

كشفَ الدكتورُ فؤاد الشعبان- الباحث الرئيسي بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي في جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسَّسة قطر- عن مشروع بحثي للمعهد بالتعاون مع مستشفى كليفلاند كلينك الأمريكي لتطوير جهاز يسهم في سهولة تشخيص التوحد عند الأطفال في غضون 3 دقائق فقط.

وأضافَ في حوار مع الراية: إنَّه ليس من السهل على أي شخص تشخيص أو كشف المرض، ومن ثم فإن هناك عملًا حاليًا على جهاز يتتبع حركة العين، وقد خضع لأبحاث عالمية، ونحن في معهد قطر بدأنا مع كليفلاند كلينك الأمريكي مشروعًا بحثيًا في هذا الصدد.

وأوضحَ أنه يمكن لهذا الجهاز تشخيص المرض في عمر مبكر يصل إلى 6 أشهر، لافتًا إلى أن الشيء المهم في هذا الجهاز هو عدم الاعتماد على خبرة الشخص المشغل له، كما أن فترة الفحص لا تتجاوز ما بين 3-4 دقائق، وهو حاليًا في المراحل النهائية للتسويق.

وأشارَ إلى أنَّ النسخة القطرية من هذا الجهاز سوف ترى النور خلال الفترة القليلة المقبلة، وسوف يكون له تأثير إيجابي كبير في اكتشاف حالات الإصابة بالمرض، ومن ثم التدخل العلاجي السريع في التوقيت المناسب.

وقالَ: إنّه يقود فريق أبحاث في مركز بحوث الاضطرابات العصبية بمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، حيث تتركز الأبحاث بشكل خاص عن اضطراب طيف التوحد في قطر، موضحًا أن الفريق قام بإجراء استبانة عن نسبة الإصابة بطيف التوحد في قطر تضمنت مشاركة 93 مدرسة ابتدائية و9 آلاف عائلة في قطر.

ولفت إلى أنه تم نشر أولى نتائج هذه الأبحاث في 2019 والتي أشارت إلى أن نسبة الإصابة هي 1 من كل 87 طفلًا يولدون في قطر، موضحًا أنها تعتبر نسبة أقل من النسب العالمية، مبينًا أن قطر واحدة من 37 دولة في العالم قامت بتوثيق معدلات الإصابة بطيف التوحد.

وتابع: إن دراسات عالمية في الولايات المتحدة الأمريكية تشير إلى أن 1 من كل 36 طفلًا، يصاب بالتوحد في الأعمار حتى 8 سنوات.

وأشار إلى أنَّ إحصاءات المصابين بالتوحد من عمر عام إلى 16 عامًا تشير إلى أن عددهم يصل إلى 5 آلاف مصاب، مشددًا على أهمية دور الأهل في دعم هذه الفئة، بالإضافة إلى تضافر جميع مؤسسات الدولة لخدمتهم، وتسهيل حياتهم من خلال برامج الدمج والتعليم المتواصل.

تطوير ذوي التوحد يعتمد على تحديد حالة الإصابة

أوضحَ د. فؤاد الشعبان أنَّ تطوير وتعليم ذوي التوحد ليس أمرًا صعبًا خاصةً في حال التشخيص المبكر، وتحديد معدل الإصابة ما بين متوسطة أو شديدة، وهناك نماذج كثيرة حول تطور الكثير من الحالات المصابة بالتوحد، وعلى سبيل المثال نجد إيلون ماسك صاحب منصة «X»، وغيره من المشاهير العالميين لديهم طيف من التوحد، ولكن قد يكون من الصعب تمييز أنهم مصابون بالتوحد؛ لأن درجات وأطياف التوحد متنوعة.

وتابع: إنه حتى الآن لا يوجد أي علاج للشفاء من التوحد، ولكن يتم استعمال بعض الأدوية لعلاج بعض الأعراض التي تنتج عنه، مثل: فرط الحركة، واضطرابات الجهاز الهضمي، والإعاقة الذهنية، والتشنجات، والصرع وغيرها.

أبحاث للتركيز على مخاطر وعوامل الإصابة

نوَّه د. فؤاد الشعبان بأنَّ فرق البحث تركز أيضًا على المخاطر أو العوامل التي تؤدّي إلى الإصابة بطيف التوحد والتي تنحصر في عددٍ من الأمور في مقدمتها العامل الجيني، بالإضافة إلى العوامل البيئية، موضحًا أن التفاعل بين هذه العوامل يؤدّي لارتفاع معدلات الإصابة.

وأشار إلى أنَّه على سبيل المثال في حال وجود إصابة في إحدى العائلات بالتوحد فإن نسبة الخطورة لإصابة طفل آخر تصل إلى ما بين 10-20 %، وكذلك الأمر بالنسبة للتوائم، فإن نسبة الإصابة في حال كان أحدهما مصابًا، تصل إلى 90%، موضحًا أن هناك نسبةً لعدم إصابة الاثنَين.

وأضافَ: إنه بالنسبة للعوامل البيئية فإنها ترتبط بظروف الحمل، خاصة في حال إصابة الأم بالسكري فإن نسبة المخاطر تكون أعلى، وكذلك في حال إصابتها بالتهابات فيروسية أو تناول بعض العقاقير خلال الحمل، وكذلك نقص الأكسجين للطفل خلال الولادة لأي سبب، وتأخر أو تعثر الولادة، ولذلك فإن الأطفال الذين يولدون بعملية قيصرية تكون نسبة تعرضهم للمرض أكثر.

ذوو التوحّد يتزوجون وينجبون أطفالًا أصحاء

قالَ د. فؤاد الشعبان: ذوو التوحد يمكنهم الزواج والتعايش بصورة طبيعية، وغالبًا لا ينجبون أطفالًا مصابين بالمرض، وهناك حالات كثيرة لذلك، موضحًا أن التوحد يختلف حسب الطيف الذي يصيب الشخص.

ولفتَ إلى أنَّ أحدث الدراسات والتي تم نشرها مؤخرًا في جامعة حمد بن خليفة هي أن زواج الأقارب ليس سببًا في الإصابة بالتوحد، ولكنه قد يكون له علاقة بشدة الإصابة في حال وجود عامل أو مسبب، مثل وجود إعاقة ذهنية بين أحد الزوجَين، ومن ثم فإن نسبة الإصابة بالتوحد تكون أعلى، وليس زواج الأقارب هو السبب المباشر للإصابة، وأكَّدَ أن الدراسة الجديدة، التي نشرت في مجلة «التوحد واضطرابات النمو»، ورغم أن دراسات سابقة تشير لوجود صلة محتملة، فهي تشير إلى خلاف ذلك، موضحًا أن الدراسة التي شارك فيها علماء وباحثون من مؤسسة كليفلاند كلينك الطبية وجامعة أوريغون للصحة والعلوم الأمريكية قامت بفحص 891 طفلًا، سواء من المصابين باضطراب طيف التوحد أو بدونه، حيث كشفت النتائج عدم وجود ارتباط كبير بين قرابة الوالدين، وخطر الإصابة بالتوحد.

قالَ الدكتور فؤاد الشعبان: إنَّ هذه النتائج لا تتعارض مع المعتقدات السائدة فحسب، بل تسلط الضوء أيضًا على أهمية الدراسات المعتمدة على الأدلة في تشكيل فهمنا للحالات الطبية المعقدة، مثل: اضطرابات طيف التوحد، لافتًا إلى أنه مع استمرار المجتمع العلمي في كشف الظروف والأسباب المحيطة بالتوحد، فإنَّ مثل هذه الدراسات تمهّد الطريق لتشخيص أكثر دقة وتدخلات فعّالة وأنظمة دعم معززة للأفراد والعائلات المتأثرة بهذا الداء.

12 بحثًا متنوعًا حول معدلات الإصابة والتشخيص

أكّدَ د. فؤاد الشعبان أنّه كلما كان التدخل العلاجي مبكرًا، كانت نتيجة تطور الطفل أفضل، ولذلك فإن هناك أبحاثًا في قطر حول كيفية تطوير أجهزة وتقنيات الكشف المبكر عن التوحد، لافتًا إلى أنه في حال التشخيص في العام الأول من العمر والبدء في العلاج يكون التطور أفضل.

وأوضح أنَّ الفريق البحثي بالمعهد ساهم بأكثر 12 بحثًا علميًا حول معدلات الإصابة وزواج الأقارب والتشخيص والتطور وجميعها أبحاث منشورة ومثبتة علميًا، لافتًا إلى أنَّ البحث الواحد يستغرق سنوات

الراية

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق