متلازمة السعادة أيكيدو… مبادرة لتنمية المهارات الدفاعية لشباب متلازمة داون …سوريا
سنابل الأمل/ متابعات
بروح إنسانية عالية توجه مدرب رياضة الأيكيدو ناصر رستم إلى مجموعة من الشابات والشباب المصابين بمتلازمة داون عبر مبادرة نوعية سعى من خلالها إلى تدريبهم على هذه الرياضة القتالية، بهدف تعزيز ثقتهم بأنفسهم ورفع معنوياتهم، إضافة إلى تعزيز حضورهم الفاعل في المجتمع ووسط أقرانهم من الأصحاء.
المبادرة التي حملت عنوان (متلازمة السعادة أيكيدو) بدأت حسب رستم في حديثه لنشرة سانا الشبابية بفكرة بسيطة ولدت عام 2019 من خلال تدريب عدد من المصابين بمتلازمة داون على رياضة الأيكيدو بما يحمله هذا الفن القتالي ذو الطابع الدفاعي من مهارات، من شأنها أن تدعم هذه الفئة من المجتمع في مواجهة ما يعترضها من مواقف سلبية، حيث تمدهم القدرات القتالية بجرعة عالية من الثقة والاعتداد بالنفس، كما تنمي لديهم إمكانات الاعتماد على ذواتهم والاندماج مع أقرانهم الأصحاء في المجتمع دون الحاجة للمساعدة من قبل الأهل.
ولفت إلى أن المبادرة لاقت تجاوباً وإقبالاً واسعين، حيث وصل عدد المتدربين إلى أكثر من 20 شاباً وشابة يمارسون تدريباتهم خلال أيام محددة في الأسبوع.
ووصف رستم رياضة الأيكيدو بأنها فن قتالي ومهارة دفاعية وتربية للنفس تمنح شعوراً وإحساساً باكتمال الذات، وهي نشاط بدني وانفعالي وعاطفي، يجعل الفرد يتمتع بشخصية مفعمة بمشاعر العزة والرفعة.
وقال: “بدأت أهتمّ بدراسة وتدريب ذوي الإعاقة على هذا الفن بغرض إبراز أهمية ودور النشاط البدنيّ الرياضيّ في التقليل من السلوك العدواني لذوي الإعاقة القابلين للتعلم بالاعتماد على العلاقة بين ممارسة النشاط البدني الرياضيّ والتقليل من السلوك العدوانيّ لدى هذه الفئة بعد معرفة الدور الفعال للنشاط البدني الرياضي في إحداث تغيير سلوكي حقيقي لدى هذه الشريحة من المعاقين القابلين للتعلم، حيث يعتبر النشاط الرياضي بديلاً من البدائل التي يمكن من خلالها الحفاظ على الصحة النفسية لهذه الفئة، كما أنه يشكل مصدرا من مصادر الفرح والبهجة والسرور وبالتالي فإن هذه الممارسة البدنية من شأنها أن تكون لدى هؤلاء الأفراد سلوكاً مقبولاً تجاه أنفسهم ومجتمعهم”.
ولفن الأيكيدو الذي تغلغل إلى قلوب عدد كبير من ذوي الإعاقة والمصابين بمتلازمة داون فوائد وميزات كثيرة بحسب رستم، منها صفاء العقل وحسن التركيز والتأمل والقدرة على استخدام جميع الحواس أثناء ممارستها وتعزيز الثقة بالنفس وبقدرات العقل والبدن، مع وجود توافق عضلي وعصبي أثناء تنفيذ الحركات.
واختتم بالإشارة إلى أن هذا النوع من الرياضة يعتبر سهلاً ولا يتطلب عضلات أو بنية جسدية محددة، فالجميع يستطيع ممارسة هذه الرياضة بالإضافة إلى أنه يمكن لأي فرد من أي عمر تعلمها، حيث تعتمد على مبدأ الدفاع والسيطرة على الخصم، فيمتاز لاعبها بقوة التركيز والهدوء.
وعبر عدد من المشاركين عن سعادتهم وشغفهم بممارسة هذه الرياضة، مبينين أنها تمنحهم الشعور بالسعادة والفرح، إضافة إلى إحساسهم بالمسؤولية والقدرة على الالتزام وتعزيز ثقتهم واعتمادهم على أنفسهم.
يذكر أن فعاليات المبادرة أقيمت في مدينة الفيحاء الرياضية بدمشق.
سانا