تأهيل 123 من «ذوي الإعاقة» نحو… الوظيفة
سنابل الأمل/ متابعات
انطلقت، أمس، النسخة السادسة من المبادرة الوطنية «شركاء لتوظيفهم»، التي تعنى بتأهيل ذوي الإعاقة للعمل، حيث تضم هذه النسخة 123 منتسباً من هذه الفئة، تم توزيعها، بواقع 20 تحتضنهم مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لتدريبهم ميدانياً بمختبرات جامعة الكويت، فيما يتولى بيت التمويل الكويتي ثلاثة منتسبين، وأما الهيئة العامة لشؤون القصّر فستقدم تدريباً لـ100 منتسب لتأهيلهم للتوظيف في القطاعين.
وجاء انطلاق المبادرة بحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة الدكتورة أمثال الحويلة التي أكدت أن المبادرة الوطنية «شركاء لتوظيفهم» أسهمت، منذ انطلاقتها عام 2018، في تنفيذ التزامات الكويت الدولية والدستورية بمجال حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والعمل على تعزيزها، ولا سيما بعد انضمامها لاتفاقية الأمم المتحدة حول الحقوق المعنية بدمج وتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع.
وقالت الحويلة، في تصريح على هامش افتتاح المبادرة، إن «الكويت دائماً ما تشد على أيادي أبنائها المخلصين، ممن يعملون في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقات المختلفة، والسعي لاحتضانهم ودمجهم في مختلف المجالات»، مؤكدة «إصرار القائمين على مبادرة (شركاء لتوظيفهم) والجهات المشاركة معهم، على العمل لتحقيق أفضل النتائج للوصول بالأشخاص ذوي الإعاقة، إلى أعلى درجات المهارة والاتقان الوظيفي بما يتناسب وقدراتهم».
وأضافت «نحتفي، تزامناً مع هذه المناسبة، ببراءة اختراع تعد الأولى من نوعها محلياً، وهي (النظارة الذكية المزدوجة) لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية عبر استخدام الذكاء الاصطناعي، لتحويل الحديث اللفظي إلى نص مكتوب، يتيح لهم الاندماج في بيئة الدراسة والعمل والتفاعل مع المجتمع بجهود الطاقات الشبابية الوطنية».
دعم
من جهتها، أوضحت مديرة إدارة الرعاية الاجتماعية والتربوية في الهيئة العامة لشؤون القصّر تماضر العمر، أن «الهيئة تحرص على تواصل مشاركتها ودعمها للمبادرة في دورتها السادسة، في إطار رسالتها الإنسانية والاجتماعية، وحرصها على القيام بمسؤوليتها المجتمعية تجاه أبنائنا من ذوي الهمم، لتمكينهم من المشاركة الفعالة في دعم مسيرة التنمية».
وأضافت العمر أن «رعاية الهيئة لمثل هذه المبادرة من حساب الأثلاث الخيرية التي تديرها، تأتي من منطلق إدراكها التام لأهمية تأهيل وتطوير وتحفيز ذوي الهمم من أبناء الكويت، لمواجهة تحديات المستقبل، والمشاركة بفعالية في كل مجالات العمل والإنتاج»، مؤكدة أن «الهيئة منفتحة على التفاعل الإيجابي مع كل مبادرة أو اقتراح من شأنه أن يعزز جهودها في هذا المجال».
وأشارت إلى «أهمية البرنامج في تأهيل وتدريب عدد من أبنائنا من ذوي الهمم على عدد من المهارات والأعمال التي تؤهلهم للعمل في عدد من الجهات الحكومية والخاصة، لاسيما القطاع المصرفي وبما يزيد من فرص نجاحهم واندماجهم في المجتمع وتعزيز مشاركتهم في تنمية البلاد وتطورها».
إنجاز مرموق
من جانبه، استذكر رئيس جمعية البناء البشري والتنمية الاجتماعية الدكتور غالب العصيمي، البدايات الأولى لهذه المبادرة الوطنية التي بدأت منذ عام 2018، وكيف وصلت إلى هذا الإنجاز المرموق بعد سلسلة من التحديات التي واجهتها والتي اجتازتها بفضل تعزيز قيمة الشراكة مع الجهات في كل قطاعات الدولة التي آمنت بأهمية دور التأهيل والتدريب في تطوير ونماء أبنائنا من ذوي الإعاقة، وضرورة التسلح ببناء الإنسان الذي يعد الركيزة الأساسية في تطور الأوطان.
وأعلن العصيمي عن «تدشين الدفعة السادسة بـ123 منتسب من أبنائنا ذوي الإعاقة، وكلنا ثقة بأن نتائج المبادرة في نسختها السادسة، ستكون خير رسول وخير ممثل لمبادئ وقيم الوطنية، شاكرين جهود الجمعية وأعضاء هيئتها التدريبية والإدارية في توفير البيئة المثلى للتأهيل والتدريب. ونثمن جهود الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة الشريك الإستراتيجي لهذه المبادرة، ومكتب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لدعم برامج المبادرة ومتابعة نتائجها محلياً ودولياً».
وأضاف «نثمن دعم الهيئة العامة لشؤون القصّر التي تحمّلت تكلفة التدريب لـ100 من المنتسبين لهذه الدفعة، ودعم مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بدعمها لـ20 من المنتسبين سيتم تدريبهم على برنامج مساعد فني مختبر في مختبرات جامعة الكويت، كما نثمن دور بيت التمويل الذي سيتولى تدريب ثلاثة، ونتطلع الى استمرار هذا الدعم بتوفير مقاعد وظيفية لمنتسبي برامج خدمة العملاء في أفرع البنوك، ومتابعة قياس عائد الأثر من الدفعات الخمس السابقة».
نموذج… متفرّد
قالت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم لدى الكويت غادة الطاهر، إن «المبادرة تعتبر نموذجاً متفرداً في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، والعمل على دمجهم في المجتمع بالتعاون بين القطاعات الرسمية والقطاع الخاص».
وأكدت الطاهر أن «البرامج التأهيلية والتدريبية فتحت المجال أمام ذوي الإعاقة للانضمام لمسيرة التنمية في البلاد».
وأوضحت أن منظمة «يونسكو» ومنظمة العمل الدولية ستعملان مع مبادرة «شركاء لتوظيفهم» على تقديم الاستشارات، وقياس معايير التدريب لتكون متوافقة مع المعايير الدولية مشيدة بتجربة المبادرة الرائدة في تأهيل وتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة.
الرأي