أول مكفوف يحصل على الماجستير فى «تكنولوجيا التعليم».. أبوطالب: حلم حياتى التعيين معيدًا فى الجامعة
سنابل الأمل/ متابعات
بعد 13 عاما من المحاولات والتمسك بالحلم، حصل مؤخرا الباحث الكفيف محمد أبو طالب، على درجة الماجستير بتقدير امتياز، من كلية التربية جامعة سوهاج، عن بحثه «بيـئة للتعلـم بإستراتيجية الصـف المعكوس لتنمـية مهارات استخدام برمجيات الكمبيوتر وتقدير الذات للطلاب ذوى الإعاقة البصرية» الذى بدأ فى إعداده منذ عام 2012.
ويعد أبوطالب أول شخص ذى إعاقة بصرية «مكفوف» يحصل على درجة الماجستير فى «تكنولوجيا التعليم» فى مصر والشرق الأوسط، ويعمل أبوطالب حاليا مدرب كمبيوتر وتقنيات مساعدة بمركز نور البصيرة لذوى الإعاقة بجامعة سوهاج.
يقول أبوطالب: «منذ التحقت بالعمل مدرب كمبيوتر وتقنيات مساعدة فى مركز نور البصيرة لذوى الإعاقة بجامعة سوهاج وحلم حياتى أن أتعين معيدًا فى الجامعة».
ويضيف: «واجهت صعوبات كثيرة كان أهمها عدم توافر مراجع باللغة العربية على شبكة الإنترنت، وانتصرت على البيروقراطية بالتمسك بالأمل والحلم وعدم اليأس، وأهدى هذا الإنجاز إلى روح والدتى التى كانت تشجعنى وتدعمنى وتعطى لى طاقة للاستمرار».
وتناولت الرسالة كيفية استخدام الكمبيوتر وبرمجياته كأحد أهم النواحى التعليمية فى العالم المعاصر والمستقبلى، كونها أمرا ضروريا وأحد الأسس التى يجب على التربويين وواضعى المناهج مراعاتها، لمواكبة العصر وتطوراته المتلاحقة فى مجال الرقمنة والمعرفة اللامحدودة.
وشددت الرسالة التى أشرف عليها الدكتور حسام الدين محمد مازن، أستاذ تكنولوجيا التعليم، والدكتور يسرى مصطفى السيد، أستاذ تكنولوجيا التعليم بجامعة سوهاج، على أن الإعاقة البصرية تعد من الإعاقات التى تظهر بشكل واضح فى مجتمعنا، وتزداد المشكلات المصاحبة لذويها فى مراحل حياتهم خاصة فى المرحلة الجامعية، الأمر الذى يجعلهم يفتقدون تقديرهم لذواتهم ومن ثم تلعب التكنولوجيا دورًا رئيسيا فى تنمية تقدير الذات لديهم، ومساعدتهم على مسايرة المجتمع ومواكبة التقدم التكنولوجى الذى يمكنهم من العيش باستقلالية.
فقد لاحظ الباحث بطبيعة عمله كمدرب كمبيوتر وتقنيات مساعدة فى مركز نور البصيرة لذوى الإعاقة بجامعة سوهاج واطلاعه عن قرب على مستوى الطلاب ذوى الإعاقة البصرية بالجامعة فى الكمبيوتر، والإمكانات المادية والبشرية المتوافرة لمساعدتهم والاطلاع على نتيجة طلاب الفرقة الأولى فى مقرر الكمبيوتر، واتضح للباحث ضعف مستوى الطلاب فى مقرر الكمبيوتر، وقام بمناقشة بعضهم، وذلك لمعرفة مدى تمكنهم من التعامل مع برمجيات الكمبيوتر المختلفة، وبمتابعة الباحث لسلوكيات الطلاب وتصرفاتهم فى أثناء وجودهم بالمركز لاحظ وجود ضعف فى مستوى تقدير الذات لديهم.
ويوضح الباحث أن الرسالة تهدف إلى تنمية بعض المهارات المعرفية والأدائية فى استخدام برمجيات الكمبيوتر وتقدير الذات لدى الطلاب ذوى الإعاقة البصرية من خلال بحث فاعلية بيئة للتعلم بإستراتيجية الصف المعكوس.
وتأتى أهمية الرسالة من كونها تقدم بيئة تعليمية بإستراتيجية «الصف المعكوس» لذوى الإعاقة البصرية قد تفيد أعضاء هيئة التدريس بالجامعة والمحاضرين والباحثين فى مجال ذوى الإعاقة فى تصميم موضوعات الكمبيوتر لهذه الفئة، كما تقدم بعض الأدوات المصممة وفقا للمعايير العلمية مثل أدوات جمع البيانات كقائمة استخدام برمجيات الكمبيوتر وبطاقة معايير تصميم بيئة تعليمية بإستراتيجية الصف المعكوس وأدوات للتقييم كالاختبار التحصيلى للمعارف المصاحبة لدراسة مقرر الكمبيوتر وبطاقة ملاحظة للمهارات الأدائية لاستخدام برمجيات الكمبيوتر التطبيقية ومقياس تقدير الذات.
وتوصلت الرسالة إلى مجموعة من النتائج أهمها تفعيل بيئة للتعلم بإستراتيجية الصف المعكوس لتنمية المهارات المعرفية لاستخدام برمجيات الكمبيوتر للطلاب ذوى الإعاقة البصرية، وتنمية تقدير الذات للطلاب ذوى الإعاقة البصرية.
وأوصت الرسالة بضرورة توجيه نظر المسئولين فى مجال التربية والتربية الخاصة نحو الاهتمام بإستراتيجية الصف المعكوس وأهميتها لذوى الإعاقة البصرية بشكل خاص وذوى الإعاقة بشكل عام، ولفت نظر القائمين على تطوير المقررات بكليات الجامعة إلى أهمية استخدام الأساليب والإستراتيجيات والتقنيات التكنولوجية، وتحفيز الباحثين فى الميدان التربوى لإعداد بحوث ودراسات متنوعة حول كيفية تنمية مهارات استخدام برمجيات الكمبيوتر للطلاب ذوى الإعاقة البصرية، وتدريب معلمى ذوى الإعاقة البصرية على تنمية تقدير الذات للطلاب ذوى الإعاقة البصرية.
الاهرام