40 متطوعا.. هل يكفي لرعاية 1300 من ذوي الإعاقة بالأغوار الجنوبية؟
سنابل الأمل / متابعة
بجهود ذاتية، يعمل زهاء 40 متطوعا ومتطوعة من مختلف مناطق لواء الأغوار الجنوبية، في برامج التأهيل المجتمعي لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة بمناطق الأغوار كلها والذي يقدر عددهم بحوالي 1300 شخص أغلبهم من الأطفال.ويعتبر مشروع التأهيل المجتمعي لرعاية الاشخاص ذوي الاعاقة والذي تنفذه جمعية التأهيل المجتمعي بالاغوار الجنوبية البرنامج الوحيدة لرعاية المعاقين وتأهيل العاملين المتطوعين من أبناء المنطقة في رعايتهم.ووفق مشاركين بالعمل التطوعي بالأغوار الجنوبية، فإن الأغوار تضم أعدادا كبيرة من الأشخاص ذوي الإعاقة يفوق الارقام المقدرة ولا يمكن حصرها لأسباب مجتمعية، مؤكدين أن هذه الفئة تعاني من غياب الرعاية التخصصية ما يجعل أمر رعايتهم وتأهيلهم مسؤولية الجمعيات الأهلية المحلية.
ووسط غياب المراكز المؤهلة لرعاية وتأهيل الاشخاص ذوي الاعاقة وذويهم يصبح دور العمل التطوعي أكثر أهمية وفعالية في تقديم الخدمات المختلفة للمواطنين.
وأكد رئيس الجمعية الوطنية للتأهيل المجتمعي فتحي الهويمل أن برنامج التأهيل المجتمعي أحد برامج الجمعية ويعتبر من البرامج الناجحة الذي يخدم الأشخاص ذوي الإعاقة في الأغوار الجنوبية.ولفت إلى أن من أهم أسباب وعوامل نجاح برنامج التأهيل المجتمعي هو وجود المتطوعين من أبناء المنطقة والتي تعمل الجمعية على توفير الخبرة والتدريب الكافي لديهم في برنامج التأهيل المجتمعي، ومن بينهم من لدية القدرة على العلاج الطبيعي، والعلاج النطقي، واختصاصيي التربية الخاصة، إضافة إلى تقبل أسرة الشخص ذوي الإعاقة لفريق التأهيل المجتمعي.وبين أن الجمعية تعمل من خلال هؤلاء المتطوعين على تمكين الأسر التي لديها إعاقات والمجتمع المحلي من تدريب وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة واتاحة الفرصة بشكل متساوي للعيش بشكل طبيعي في بيئته، بالاعتماد على مصادر الأسرة والمجتمع في تمويل وإدارة هذه الخدمات وضمان قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة على الوصول بإمكاناتهم البدنية والذهنية إلى مستواها الأقصى ومساعدتهم على التوافق مع البيئة ومساعدة ذاتهم.وأشار إلى أن الجمعية تنفذ برنامج التأهيل من خلال العديد من المتطوعين والبالغ عددهم 40 متطوعا ينفذون النشاطات التي كان لها دورا كبيرا في تحسين وتغيير المفاهيم القديمة عن الإعاقة والتي كانت مبنية على اساس العزل والشفقة، وتحول نحو مفهوم الدمج الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة وحماية حقوقهم في الحياة الكريمة والتعليم والعمل والحياة الاجتماعية النشطة بما يتوافق مع قدراتهم ودمجهم في المجتمع وحماية حقوقهم.
وبين الهويمل بان عدد الاشخاص ذوي الاعاقة في الأغوار الجنوببة يقدر بحوالي 1300 حالة اعاقة والعمل جار على حصر أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال فريق البحث الميداني وتحويل عدد كبير من الحالات الى مركز الحسن للتشخيص المبكر للحصول على تقارير طبية.
ولفت الهويمل إلى جهود أهالي الاشخاص ذوي الاعاقة وتعاونهم وتعاون المؤسسات الرسمية والأهلية ومنظمات المجتمع المدني في انجاح البرنامج بمختلف المواقع بالاغوار الجنوبية.
من جهتها، أكدت مسؤولة التأهيل المجتمعي في الجمعية الوطنية سهاد الخليفات ان البرنامج ينفذ مجموعة من النشاطات في منطقة الاغوار الجنوبية من بينها إجراء مسح الخدمات المجتمعية لجميع مؤسسات القطاع العام والقطاع الخاص والجمعيات والاندية بهدف التأكد من تهيئة البيئة المناسبة والخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة.
واشارت الخليفات إلى أن المشروع قدم خدمة علاج النطق والتربية الخاصة والتي ينفذها من خلال معالج النطق والمتطوعين واستفاد منها 409 حالات بواقع 1718 جلسة، إضافة إلى برنامج التأهيل المجتمعي الذي نفذ 7 دورات تدريبية استفاد منها 46 متطوعا ومتطوعة بهدف رفع كفاءاتهم واكسابهم المزيد من الخبرات.كما نفذ 14 ورشة عمل للمتطوعات ولجنة الأمهات الداعمة والطفل واستفاد منها 150 سيدة.
وقالت مسؤولة العلاقات العامة في الجمعية فاطمة الشعار إن الجمعية أطلقت العديد من المبادرات للأطفال ذوي الإعاقة إستفاد منها حوالي 113 طفل و طفلة وساهمت في صقل مواهبهم واستغلال طاقاتهم بالإضافة إلى تنمية قدراتهم الإبداعية.
وأشارت إلى عقد عدد من الاجتماعات للمتطوعين في التأهيل المجتمعي بلغ عددها 96 اجتماعا بهدف الاطلاع على سير عمل البرنامج ومناقشة الأمور التي تهم التأهيل المجتمعي والتي من شأنها تحسين أداء العاملين وتقديم أفضل الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة.
وأشارت إلى أن البرنامج يضم 40 متطوعا ومتطوعة لديهم الخبرة والتدريب الكافي في برنامج التأهيل المجتمعي.واكد ابراهيم الخنازرة احد المتطوعين ان البرنامج يقدم كل ما يلزم للمتطوعين من أجل توفير المعرفة الضرورية والتأهيل المناسب للأشخاص ذوي الإعاقة إضافة إلى ذويهم في كيفية التعامل مع حالات الاعاقة المختلفة داخل الاسرة، مشددا على اهمية الدورات التدريبية وورش العمل التي يتم تنفيذها بالأغوار الجنوبية.
وتؤكد ميساء ابراهيم من الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية في الغور الصافي أن إعاقتها أضافت لها بؤسا فوق البؤس الذي تعيشه المرأة بالأغوار الجنوبية لفقدان فرص العمل وغيرها من الفرص، مشيرة إلى أن إعاقتها وغياب التأهيل لها مثل غيرها من أصحاب ذوي الاعاقة بالمنطقة يزيدان من المعاناة، معتبرة أن هناك حاجة إلى التدريب والتأهيل عن طبيعة حالات الإعاقة بالأغوار الجنوبية وكيفية التعامل معها للتخفيف من معاناة الأسر بالمنطقة.
الغد