تقنيات غير جراحية تقرّب ذوي الإعاقة من براعة اليد البشرية

0 8

سنابل الأمل/ متابعات

 

تشهد تقنيات الروبوتات المساعدة وواجهات الدماغ والحاسوب (BCIs) نقلة نوعية تُحدث ثورة في مجال إعادة التأهيل الحركي واستعادة الاستقلالية للأشخاص ذوي الإعاقة.

 

وتقوم هذه التقنيات بتمكين المستخدمين من التحكم في أجهزة خارجية كالأطراف الاصطناعية باستخدام إشارات الدماغ، دون الحاجة لتحريك أي عضلة.

 

وفي إنجاز غير مسبوق، أعلن فريق بحثي من جامعة كارنيغي ميلون الأميركية بقيادة البروفيسور بن هي عن تطوير نظام جديد لواجهة دماغ وحاسوب غير جراحية، تعتمد على تخطيط كهربية الدماغ (EEG) لتحريك يد روبوتية بمستوى دقيق يشمل حتى أصابع اليد الفردية.

 

ويمكّن النظام المستخدمين من تحريك إصبعين أو ثلاثة بمجرد تخيل الحركة، دون الحاجة لأي حركة عضلية فعلية.

 

وتعتمد التقنية على شبكة عصبية متقدمة قادرة على فك تشفير النوايا الحركية للمستخدم بشكل مستمر ودقيق، وهو ما يتجاوز العوائق التقليدية لتكنولوجيا EEG المرتبطة بضعف الدقة أو البطء الزمني.

 

 باحثون من جامعة كارنيغي ميلون يطوّرون نظامًا ثوريًا يتحكم في يد روبوتية عبر تخطيط الدماغ دون جراحة

 

وتعد هذه القفزة التقنية خطوة فارقة، لا سيما أن الأنظمة السابقة المعتمدة على زراعة شرائح في الدماغ كانت توفّر دقة أعلى لكنها تتطلب جراحة ومتابعة طبية طويلة الأمد، ما يحد من انتشارها. أما النظام الجديد فخارج الجسم تمامًا، ما يعني أنه خالٍ من المخاطر الجراحية، وقابل للتطبيق على فئات أوسع، خصوصًا ذوي الإعاقات الحركية ومصابي الحوادث.

 

ويقول البروفيسور بن هي، الذي قضى أكثر من 20 عامًا في تطوير واجهات الدماغ والحاسوب، إن “تحسين وظيفة اليد يمثل أولوية قصوى لكل من ذوي الإعاقات الجسدية وحتى الأصحاء، إذ يمكن حتى للمكاسب الصغيرة أن تُحدث فرقًا كبيرًا في جودة الحياة”.

 

وأوضح الباحثون أن نظام التحكم الجديد يُحاكي البراعة الطبيعية لليد البشرية، ما يفتح الباب أمام استخدامه في مهام دقيقة مثل الكتابة والتقاط الأشياء الصغيرة، دون الحاجة لمجهود عضلي.

 

كما يسعى الفريق لتوسيع قدرات هذا النظام ليشمل مهامًا أكثر تعقيدًا في المستقبل، مما قد يُحدث تحولًا جذريًا في عالم الأطراف الروبوتية.

 

الدراسة التي نشرت مؤخرًا في مجلة Nature Communications، تمثل دليلًا عمليًا على إمكانية تحقيق تفاعل عصبي مباشر بين الدماغ والآلة دون تدخل جراحي، ما يفتح آفاقًا غير محدودة أمام التكنولوجيا العصبية وتطبيقاتها الطبية والإنسانية.

 

المصدر النقابي الجنوبي

 

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق