مريم الزيودي تنتزع الذهب من قلب أوروبا

0 6

سنابل الأمل / متابعات

من ساحل الشارقة إلى قلب أوروبا، حملت مريم الزيودي، لاعبة نادي خورفكان لأصحاب الهمم، تطلعاتها وطموحاتها إلى بطولة الجائزة الكبرى لألعاب القوى، التي استضافتها التشيك ضمن روزنامة الاتحاد الدولي لرياضة أصحاب الهمم.

 

كانت مشاركتها هناك محطة فارقة في مسيرتها الرياضية، توّجت خلالها بميداليتين ثمينتين؛ ذهبية في رمي الرمح، وبرونزية في قذف القرص، لتؤكد من جديد مكانتها بين أبرز بطلات الإمارات في الساحة الدولية.

 

الهواء البارد، والسماء الملبدة بالغيوم، والمنافسات عالية المستوى، لم تضعف من عزيمتها، بل منحتها دافعاً إضافياً للتركيز والمثابرة، مستندة إلى تحضيرات مكثفة، ومسيرة طويلة من الالتزام والإصرار.

 

استعداد وحماس

وفي تصريحات لـ «البيان»، عبرت مريم الزيودي عن سعادتها الكبيرة بما حققته في البطولة، مؤكدة أن هذه المشاركة كانت من أكثر التجارب التي شعرت خلالها بالحماس والجاهزية، قائلة: «كانت المنافسات جميلة، والاستعداد جيداً جداً، والحماس كان في أعلى مستوياته، وهذا انعكس على أدائي داخل الملعب.. شعرت أنني جاهزة لخوض هذا التحدي، وكانت الأجواء محفزة للغاية، سواء من حيث التنظيم أم الحضور الجماهيري أم حتى الروح القتالية بين المشاركات، هذه الأجواء عززت ثقتي بنفسي، ومنحتني شعوراً أن كل ما بذلته من جهد في الفترة الماضية لم يذهب سدى».

 

وعن تعاملها مع الضغط الذهني الذي يسبق البطولات، خصوصاً في المشاركات الخارجية التي تشهد عادة منافسة عالية ومتابعة جماهيرية وإعلامية، أوضحت مريم أنها تعتمد على منهج بسيط لكنه فعال، قائلة: «أحاول دائماً الاندماج في أجواء البطولة والتركيز على ما يمكنني تقديمه داخل الميدان، دون التفكير كثيراً في النتائج أو قوة المنافسات.. أدرك أن التفكير الزائد قد يؤثر سلباً على الأداء، لذلك أحرص على البقاء هادئة ومتماسكة، استحضر تدريباتي السابقة، وأتذكر الهدف الذي أتيت من أجله.. هذه الطريقة تساعدني كثيراً على الحفاظ على تركيزي، والتعامل مع كل محاولة بثقة وهدوء، وكأنها تمرين أخير قبل التتويج».

 

دروس

وحول الدروس التي خرجت بها من هذه المشاركة، قالت مريم: «أدركت أن الإصرار والتحدي يجب أن يكونا أكبر، وأن الحماس هو الوقود الحقيقي لكل مشاركة.. بطولة التشيك منحتني دفعة جديدة للاستعداد بشكل أقوى لما هو مقبل، خصوصاً أنني واجهت لاعبات يمتلكن خبرة وتجربة كبيرة على الساحة الدولية، وهذا حفزني على تطوير أدائي والعمل على تحسين بعض التفاصيل الفنية». وأضافت: «كل بطولة أخوضها أتعلم منها شيئاً جديداً عن نفسي كمنافسة، وعن احتياجاتي كرياضية.. التجربة في التشيك كانت غنية من جميع النواحي، سواء من حيث التحديات الذهنية أم الفنية، وأشعرتني أن سقف الطموح يمكن أن يرتفع دائماً، إذا ما اقترن بالتدريب والانضباط والرغبة المستمرة في التطور».

 

مكاسب

وعن أهمية هذه المشاركة على صعيد التصنيف الدولي والاستحقاقات المقبلة، أكدت مريم أن لها وزناً كبيراً في مسارها الرياضي، قائلة: «هذه البطولة تعد من المحطات المهمة جداً، لأنها ترفع من تصنيفي وتضعني ضمن قائمة اللاعبات القويات في الفئة، وهو ما يزيد من فرصي في المشاركات الدولية المقبلة، ويقربني أكثر من حلم التأهل للألعاب البارالمبية».

 

وتابعت: «كل نقطة في التصنيف تعني خطوة إضافية نحو الهدف الأكبر، والمشاركة في مثل هذه البطولات الكبرى تمنحني أيضاً خبرة احتكاك مهمة، وتعزز ثقتي في قدرتي على المنافسة في وجه أقوى الرياضيات على مستوى العالم.. بالنسبة لي، بطولة التشيك كانت بمثابة اختبار للجاهزية، ورسالة أن الطريق لا يزال مفتوحاً أمام من يؤمن بنفسه ويستمر في السعي».

 

كلمة على المنصة

وعند سؤالها عما إذا أتيحت لها الفرصة لإلقاء كلمة قصيرة على منصة التتويج، ردت مريم بكلمات تحمل الكثير من العمق والإصرار، قائلة: «تحمل الصعاب، والإصرار على التحدي، والمثابرة على التدريب… هي المراحل التي توصلك إلى القمة، وإلى منصات التتويج.. النجاح لا يأتي سريعاً، بل يحتاج إلى وقت وجهد وتجربة كل محطة في الطريق».

 

وعن أكثر لحظة لا تنسى من رحلتها إلى التشيك، لم تتردد في اختيار لحظة التحدي الحقيقي، قائلة: «أكثر لحظة بقيت في ذاكرتي هي تلك التي واجهت فيها منافسات من الفئة نفسها، في أجواء مليئة بالقوة والإصرار.. شعرت حينها أنني أخوض تجربة استثنائية، اختبرت فيها نفسي وقدراتي».

 

الييان

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق