مسارا عصبيا جديدا يوضح كيف يستطيع الدماغ تعديل حساسية اللمس في الوقت الفعلي

0 6

سنابل الأمل / متابعات

كشف باحثو جامعة جنيف عن حلقة تغذية راجعة عصبية تسمح للدماغ بتعديل حساسيته للمس بشكل فوري وفقا للسياق، مما يفسر سبب اختلاف الإحساس باللمس في مواقف متشابهة.

هذه الآلية الجديدة تربط بين المهاد والقشرة الحسية الجسدية، وتعمل على تضخيم أو تخفيف الإشارات الحسية الواردة، مما يمنح الدماغ قدرة ديناميكية على التحكم في الإدراك.

– المهاد: أكثر من مجرد محطة ترحيل للإشارات

عند لمس أي جسم، تنتقل الإشارات العصبية من الجلد إلى القشرة الحسية الجسدية، وهي المنطقة المسؤولة عن تفسير المعلومات اللمسية. قبل وصول هذه الإشارات، تمر عبر المهاد، الذي لا يكتفي بنقل المعلومات، بل يتواصل أيضا مع القشرة في حلقة مستمرة من الإرسال والاستقبال.

الدراسة أوضحت أن جزءا محددا من المهاد يمكنه تعديل حساسية الخلايا العصبية الهرمية في القشرة، مما يجعلها أكثر استجابة للمحفزات.

– خلايا عصبية هرمية بقدرات فريدة

ركز الفريق البحثي على المنطقة العلوية من الخلايا العصبية الهرمية في القشرة الحسية الجسدية للفئران، وهي غنية بالتفرعات الشجيرية (التغصنات) التي تستقبل الإشارات الكهربائية.

عند تحفيز شعيرات الفئران – المكافئة للمس عند البشر – تبيّن وجود حوار دقيق بين إسقاطات المهاد والتغصنات، يؤدي إلى زيادة حساسية الخلايا بدلاً من مجرد تنشيطها.

– الجلوتامات في دور جديد

باستخدام تقنيات متقدمة مثل التصوير المجهري ثنائي الفوتون، والبصريات الوراثية، والتسجيل الكهربي، تمكّن الباحثون من فهم آلية هذا التعديل.

فعادةً يعمل الناقل العصبي الجلوتامات على تنشيط الخلايا العصبية عبر استثارتها كهربائيًا، لكن في هذه الآلية الجديدة، يرتبط الجلوتامات بمستقبلات بديلة في منطقة محددة من الخلية العصبية الهرمية، مما يغيّر من حالتها ويجعلها أكثر استعدادا للاستجابة للمحفزات المستقبلية.

آلية غير مسبوقة لتعديل الإحساس

على عكس آليات التعديل المعروفة التي تعتمد على التوازن بين الخلايا المثيرة والمثبطة، فإن هذه الآلية الجديدة توفر وسيلة مباشرة للمهاد لتعزيز أو كبح نشاط القشرة.

هذا يعني أن الإحساس باللمس لا يعتمد فقط على الإشارات القادمة من الجلد، بل أيضا على التفاعل الديناميكي بين المهاد والقشرة.

– آثار على فهم الإدراك واضطرابات التوحد

تشير النتائج إلى أن هذه الآلية قد تفسر التغيرات في الإحساس أثناء النوم أو اليقظة، حيث تتبدل عتبات الحساسية الحسية، كما أن أي خلل فيها قد يسهم في اضطرابات مثل اضطراب طيف التوحد، حيث يعاني الأفراد من استجابات حسية غير متوقعة أو مفرطة.

 

 

المصدر: ديلي ميل البريطانية

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق