دراسة جديدة: تشخيص التوحد بين المسنين شبه غائب ويهدد حياتهم.. مخاطر صحية وعزلة اجتماعية

0 7

سنابل الأمل / متابعات

كشفت مراجعة علمية شاملة نُشرت في دورية Annual Review of Developmental Psychology، ونقلها موقع New Atlas، أن غالبية البالغين المصابين بالتوحد فوق سن الأربعين لم يحصلوا على تشخيص رسمي لحالتهم، حيث تصل النسبة إلى 90%، الأمر الذي يتركهم دون رعاية أو دعم مناسب.

ووفقًا لدراسة أجراها باحثون من جامعة كينغز كوليدج لندن، فإن هذه الفئة تواجه تحديات خطيرة، إذ ترتفع احتمالية إصابتهم بالخرف المبكر أربع مرات، وتزداد مخاطر التفكير الانتحاري لديهم بستة أضعاف، فضلًا عن متوسط عمر أقل بست سنوات من أقرانهم غير المصابين.

نقص التشخيص.. مخاطر متراكمة

أظهرت تحليلات السجلات الصحية في المملكة المتحدة أن 89% من المصابين بالتوحد بين سن 40 و59 عامًا، و97% ممن تجاوزوا 60 عامًا، يعيشون دون تشخيص رسمي. وهو ما يعني أن 9 من كل 10 بالغين كبار السن يواجهون هذه الحالة دون أي اعتراف طبي أو اجتماعي، ما يضاعف من عزلتهم وتدهور صحتهم.

الدكتور جافين ستيوارت، الباحث الرئيسي، أوضح أن غياب التشخيص يحرم هذه الفئة من الدعم الضروري ويجعلها أكثر عرضة للأمراض المرتبطة بالعمر مثل العزلة الاجتماعية، أمراض المناعة، مشاكل القلب والجهاز الهضمي، إضافة إلى باركنسون وهشاشة العظام والتهاب المفاصل.

نمط عالمي متشابه

ورغم أن الدراسة ركزت على المملكة المتحدة، إلا أن النمط يبدو متكرراً حول العالم. ففي الولايات المتحدة، ارتفعت معدلات التشخيص بين عامي 2011 و2022، خاصة بين الشباب والنساء والأقليات، بينما يظل كبار السن خارج الإحصاءات الرسمية بسبب التعريفات التاريخية الضيقة للتوحد التي ركزت على “التوحد الطفولي” والذكور.

دعوة لنهج شامل مدى الحياة

الدراسة شددت على أن كبار السن المصابين بالتوحد يواجهون صعوبات في العمل والعلاقات وفي الحصول على الرعاية الصحية، حيث تتركز الخدمات غالباً على الأطفال. وأكدت الباحثة المشاركة البروفيسورة فرانشيسكا هابي أن “فهم احتياجات المصابين بالتوحد مع تقدمهم في السن يمثل قضية صحية عامة عاجلة”، داعية إلى تبني نهج شامل مدى الحياة، يدعم الأبحاث طويلة الأمد، ويطور خدمات صحية واجتماعية مخصصة لهذه الفئة.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق