محمود عبدالحليم : (تأهيل اطفال التوحد بتكامل المنعكسات)

0 9

سنابل الأمل/ متابعات

اكد الاستاذ محمود عبدالحليم علي ان للمنعكسات دور اساسي في عملية تأهيل اطفال التوحد جاء ذلك في مشاركة الاستاذ محمود عبدالحليم بمحاضرة بعنوان (تأهيل اطفال التوحد بتكامل المنعكسات) ضمن فعاليات ختام (ملتقي رمضان يجمعنا) لفريق خير امة التطوعي بسلطنة عمان, عبر لقاء افتراضي علي تطبيق الزووم .
وصادف ذلك اليوم الثاني من شهر ابريل وهو اليوم الذي تم الإعلان عنه بوصفه اليوم العالمي للتوحد من قِبل الجمعية العامة للأمم المتحدة وذلك للتوعية باضطراب التوحد، وتسليط الضوء على الحاجة للمساعدة على تحسين نوعية حياة الذين يعانون من التوحد حتى يتمكنوا من العيش حياة كاملة وذات هدف كجزء لا يتجزأ من المجتمع.
وقال الاستاذ محمود عبدالحليم :” ان التوحد هو اضطراب نمائي، يحدث في مرحلة مبكرة من الطفولة، ويؤثر في التواصل اللفظي وغير اللفظي والتفاعل الاجتماعي، ويتضمن أنماطًا محددةً ومتكررةً من السلوك، ويؤثر التوحد على عملية معالجة البيانات في المخ وذلك بتغييره لكيفية ارتباط وانتظام الخلايا العصبية ونقاط اشتباكها، إلا أن كيفية حدوث ذلك غير مفهوم تماماً حتى الآن ولكن يظل اهم ما يمكن أن نقدمه لمن يعاني من اضطراب التوحد واُسرهم هو الوعي، التقبل، الحب “.
وابان ان “التأهيل هو عملية اكساب وتنمية المهارات والقدرات لدي الفرد لكي يستطيع هو واسرته ان يتغلبوا علي الاثار الناتجة عن الاعاقة سواء كانت اثار نفسيه او اجتماعية او عقلية او بدنية او مهنيه او تعليمية والهدف من كل ذلك الاندماج في المجتمع”.
وذكر “ان التوحد هو اضطراب نمائي عصبي يحدث في خلايا المخ ويؤثر علي وظائفها, كما انه يحدث في مرحلة مبكرة من الطفولة (قبل بلوغ الطفل سنتين ونصف او ثلاث سنوات) , ويؤثر علي التواصل اللفظي او غير اللفظي والتواصل الاجتماعي والسلوك”.
كما اوضح ان المنعكس هو “عند إعطاء الشخص مثير حسي بطريقة معينة يعطينا رد فعل حركي بطريقة محدده من حيث الاتجاه والشدة والتوقيت, والمنعكسات نظام متكامل يتكون من مثير، ومعالجة، واستجابة, بدي مثير فيقوم المثير بإرسال اشارات للمخ, فيقوم المخ يعمل لها معالجه, بعد ذلك يعطي رد فعل, يظهر رد الفعل في صورة استجابة وضعية أو حركية أو إفراز للغدد أو حركة بؤبؤ العين , والهدف من ذلك تنشيط النمو العصبي وتفعيل آليات الحماية والتطور”.
واشار الي ان “المنعكسات الاولية تنشأ في الجهاز العصبي وبالتحديد ف جذع المخ ثم تنتقل للمخ الأوسط وبعد ذلك تنتقل الي القشرة المخية, وتكون وظيفتها في البداية هي الحماية ثم بعد ذلك تتطور, والمنعكسات هي أول وأقدم الأنماط الوراثية الحركية, وتتكون في الجنين في بطن امه, لكي تساعده ان يتمركز في الرحم وتساعده في عملية التنفس والتغذية والولادة , وسبب وجودها في جذع المخ هو أنها ردود افعال تلقائية اي نشاط فطري في الجهاز العصبي المركزي, فبمجرد حدوث المثير, تتنقل الإشارة الي المخ عن طريق الناقلات العصبية ويقوم المخ بعمل معالجه لهذه الإشارة ويعطي رد الفعل المناسب”.
وذكر ايضا ان “المنعكسات الاولية يكون لها وظيفتان في البداية الاولي هي الحماية والثانية هي التطور والنمو, اما الحماية بمعني إن اذا كان هناك مصدر خطر ينشط المخ لكي يحميه ويعطي إشارة الي الجسم إنه في خطر ويحتاج مساعدة وعندما تصل المنعكسات الاولية الي مرحلة النضج بطريقة صحيحة تقوم بوظيفتها كاملة وتقوم بتطوير اساليب الحماية الايجابية , فتصبح ردود الأفعال صحيحة وسليمة ,واذا كنت في خطر لا تقوم الحماية الايجابية بإيقاف عملية النمو الطبيعي، بمعني ان الخطر لا يقوم بإيقاف النمو, وهذا يشير الي ان الجهاز الحسي سوف يؤدي وظيفته بطريقة طبيعية, ويعطي رد الفعل المناسب لا اكثر ولا اقل من المطلوب, فنجد ان المخ يفهم ويُدرك المثير ويعطي ردود افعال للمثير, وفي حالة انه تم عمل تكامل للمنعكس لن يحدث للمخ انزعاج من المثير وسيتصرف بطريقة طبيعية إما لو المنعكس غير مكتمل فسيكون اي مثير حسي يصل الشخص علي انه مصدر خطر فيدخل في الحماية السلبية وهنا الجهاز الحسي يؤدي وظيفته بطريقة بها خلل, اما اعنف او اقل من المطلوب، وهذا لان “التطور والنمو” بصفه عامة يحدث بهم خلل , ونري ذلك مع أولئك الذين تعرضوا الي صدمه او حادث او اضطراب فيترتب عليه انه يبدأ بالتعامل بطريقة غير طبيعية اللي هو(اضطراب ما بعد الصدمة).
كما اوضح انه “يولد الطفل بـ 20% فقط من الوصلات العصبية في المخ تكون مكتملة النمو، والحركات البدائية -التي تبدوا لنا انها عشوائية ولا يستطيع الطفل ان يتقنها- هي التي تؤدي الي تكامل المنعكسات الاولية عند الطفل, ومعظم المنعكسات تصل الي مرحلة التكامل قبل سن٣سنين وفِي هذا السن يكون قد وصل المخ الي 80% من اكتمال نموه، هذه الوصلات العصبية هي التي تنقل المعلومات من المثير الي الجهاز العصبي عن طريق الأعصاب”.

واشار الي ان “كل جزء في المخ مسؤول عن شيء معين في الجسم واذا كان هذا الجزء به مشكله او خلل فسوف يؤثر ذلك علي الجسم، وكذلك ايضا الإشارات التي تصل من المخ الي العضو (او العكس) اذا حدث فيها خلل سيكون هناك خلل في الكثير من ردود الافعال وهذا بالتحديد ما يتم التركيز عليه في تكامل المنعكسات عندما نتحكم في حركة أجزاء معينة من الجسم ونسمح بالحركة علي المدي الأوسع، يعزز ذلك المسارات العصبية فبالتالي يبدأ يظهر وصلات عصبية جديدة، وهذا يجعل المخ يفكر ويعمل بصورة أفضل وينقل المعلومات بطريقة أسرع، ومن غير حدوث اي تشويش بين أجزاء المخ المختلفة, وبالتالي يحفز الدماغ انها تطلق النواقل العصبية فتتوازن عندنا الانفعالات والمشاعر، وبالتالي خريطة المخ تتسع ويزداد الاستعمال السليم للمخ، وهذا هو المطلوب لكي نصل الي أعلي مستوي من التعلُم واكتساب المعرفة والخبرات” .
واوضح انه “يمكن زيادة مرونة المخ ,وزيادة كفاءة عمل مراكز المخ وتحسين وتطوير وظائفها وايضا تعويض وتكوين وصلات عصبية جديدة لم تكن موجودة قبل ذلك, وبالتالي اذا كان هناك خلل وظيفي في المخ من الممكن ان يتم علاجه, وذلك بتدريبات عبارة عن ضغط في اجزاء معينة في الجسم لمدة معينة وتكرار معين وفي اتجاه معين فيقوم بإرسال اشارات الي المخ, تعمل علي تعديل وتغيير في كيمياء الدماغ، بمعني اننا نقوم بتوصيل معلومات واوامر الي المخ, وكأني اقوم بتعليمه شيء كان من المفترض ان يكون تعلمها من قبل , لولا انه تعرض الي ظروف معينه سببت هذا العطل, ممكن تكون ظروف صعبة في الولادة او الولادة القيصرية او تعرضه لظروف نفسية او ضغط نفسي تعرض له او معادن ثقيلة من التطعيمات او ان نفسية الام كانت صعبة اثناء الحمل او الكثير من الظروف، وهنا المخ كأنه يولد من جديد ويقوم بضبط التفكير، وتتوازن لديهم الانفعالات والمشاعر، وبالتالي تتسع خريطة المخ ويزداد الاستعمال السليم للمخ، وهذا هو المطلوب لكي نصل بهم الي أعلي مستوي من التعلُم واكتساب المعرفة والخبرات.

شفق

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق