سنابل الأمل .. متابعات
تعرض محمد سليم الزراعي (33 عامًا) لحادث سير قبل 13 سنة، في منطقة الحوبان بتعز، ونُقل حينها إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية في العمود الفقري في أحد مستشفيات المحافظة.
لم يكن التدخل الجراحي دقيقًا، حيث أدى خطأ طبي إلى شلل الأطراف السفلية للزراعي. تلك الحادثة أفقدته القدرة على الحركة، وبدأ مرحلة محزنة من الحياة في الأيام الأولى من الحادثة.
الزراعي لم يسمح لتلك الإعاقة أن تجعله عبئًا على الأسرة والمجتمع، ولم يسمح لليأس أن يسيطرا عليه طويلًا، كانت تلك المعاناة التي واجهها في الحياة سببًا لإبداعه في مجال صناعة الأجهزة التعويضية التي يحتاجها المعاقون حركيًا.
يتحدث الزراعي لـ«المشاهد»، ويقول: “كنت أتوقع أن أقف على قدميّ خلال عام واحد من الحادث، لكن مرت السنون، ولم تتحسن حالتي”. بعد سنوات من العيش مع تلك الإعاقة، ابتكر الزراعي جهازًا تعويضيًا لنفسه، بهدف مساعدته على الحركة والاعتماد على النفس.
يضيف الزراعي: “عندما كنت قعيدًا، لم يراودني اليأس ولو للحظة. كنت أتنقل بسيارتي، بعد تحويل قيادتها يدويًا، كل يوم، إلى مقر عملي في صندوق رعاية وتأهيل المعاقين الذي عملت به بعد إصابتي. قدراتي المهنية في مجال التصنيع كانت أفضل من قدرات كثير من المتخصصين في مجال الهندسة الصناعية”.
يؤمن الزراعي بأن الإعاقة ليست عائقًا أمام قوة الإرادة، وهذا ما دفعه إلى تصنيع عجلات يتم تركيبها على كرسي متحرك لتسهيل عملية التنقل، ويمكن استخدام العجلة لذوي الإعاقة الذين يجدون صعوبة في الحركة والتنقل.
مشروع يخدم المعاقين
تقدم الزراعي للمشاركة في المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الابتكارية التي انطلقت 30 أبريل/نيسان 2023، وكانت فكرة مشروعه عن تصنيع وصيانة الأجهزة التعويضية. بعد التقديم، تلقى اتصالًا، وطُلب منه الحضور إلى الهيئة، وتم حينها ضم اسمه إلى قائمة المشاركين.
يضيف: “تلقينا تدريبًا لمدة 10 أيام، تعرفنا خلاله على خطوات عمل المشاريع، ثم بعدها بدأت مرحلة التحكيم والمنافسة على المراكز. حصدت في تلك المنافسة على لقب أفضل مصنع أجهزة تعويضية محلية”.
مجيب مصلح، أستاذ الذكاء الاصطناعي لدى جامعة تعز، والعميد الأكاديمي للدراسات العليا في الجامعة، يرى أن المشروع الذي قدّمه الزراعي سيخدم فئة كبيرة من المعاقين في اليمن، حيث تتزايد نسبة المعاقين بشكل ملحوظ بسبب الحرب والنزاع الذي تشهده البلاد.
يضيف مصلح أن هذا المشروع سيوفر على الناس الكثير من المال والوقت، من خلال تصنيع أجهزة تتناسب ونوع الإعاقة الحاصلة، مقارنة بالاجهزة العالمية التي قد لا تتناسب مع حاجات المعاقين.
يؤكد الزراعي أن الكراسي المتحركة المستوردة لم تحل معاناة المعاقين، بالإضافة إلى غلاء سعرها، ويأمل أن يفتح مشروعه الخاص بتصنيع كراسي للمعاقين، الذي سيكون له أثر إيجابي على العديد منهم، وسيساعدهم على المشاركة بقوة في جوانب الحياة المختلفة.
المصدر .. المشاهد