كيف يؤدي مصطلح عمى العقل اطفال التوحد

سنابل الأمل / متابعات

لطالما استخدم مصطلح “العمى العقلي” في وصف الأطفال المصابين بطيف التوحد، وتعني نظرية “العمى العقلي” أو “العمى الذهني” أن الأطفال المصابين بالتوحد ومتلازمة إسبرغر تتأخر لديهم بعض مهارات التطور العقلي؛ مما يجعلهم يعانون من درجات من العمى الذهني؛ ونتيجة لذلك يجدون سلوك الآخرين محيرا ولا يمكن التنبؤ به، كما أن قدرتهم على التخيل محدودة.

ولكن في السنوات الأخيرة، أظهرت الدراسات الجديدة أن المصطلح غير دقيق على الأرجح، وقد يحد فعليًا من احتمالات الاتصال العاطفي لدى هؤلاء الأطفال.

ويمكن أن تكون لعواقب التصنيف غير الدقيق لمجموعة من الأشخاص وقدرتهم على الاتصال آثار بعيدة المدى، تتباين من خلال التفاعلات اليومية الصغيرة مع الأطفال المصابين بالتوحد، إلى خلق بيئات غير آمنة لهم، إضافة إلى خطر تعرضهم للتمييز.

ما عمى العقل؟

ظهرت عبارة “عمى العقل” أول مرة عام 1985 في إشارة إلى ما يسمى “العجز العقلي” الذي أظهره الأفراد المصابون بالتوحد.

أو ما يعني القدرة على وضع نفسه في مكان شخص آخر، لتخيل أفكاره ومشاعره، وهي نظرية أسس لها البروفيسور سايمون بارون كوهين؛ وهو أستاذ في أقسام علم النفس والطب النفسي بجامعة كامبريدج.

من جانبها، تقول الدكتورة كارين ج. باركر، الأستاذة المشاركة في قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية الطب بجامعة ستانفورد والخبيرة في بيولوجيا الأداء الاجتماعي إنه لفهم مصطلح “العمى العقلي” من المفيد معرفة مدى ارتباطه بمفهوم آخر يُعرف باسم “نظرية العقل”.

وتعني “نظرية العقل” القدرة على تمييز أو توقع ما سيفعله الشخص نفسه أو أشخاص آخرون وفهم أن للناس الآخرين معتقدات، ونوايا، ورغبات، وآراء مختلفة.

على سبيل المثال أنا أحب شيئا ما، وليس بالضرورة أن يحبه الآخر، أو أنا أرى شيئا لا يراه الآخرون؛ لذا فالآخر لا يعرف ما أفكر فيه، والعكس صحيح، وهو ما كان يرى العلماء أنه لا يتحقق بصورة كبيرة لدى أطفال التوحد، ومن ثم يفتقد هؤلاء القدرة على التعاطف مع الآخرين وتفهم ردود أفعالهم.تقول الدكتورة باركر “يشير مصطلح العمى العقلي إلى الافتقار التام لنظرية العقل لدى الأشخاص المصابين بالتوحد، وهو ما لم تؤكده معظم الأبحاث.

من المهم أن ندرك أن كل شخص مصاب بالتوحد هو فرد له تحدياته ونقاط قوته”.

لذلك فإن استخدام عبارات مثل أعمى العقل لوصف مصاب التوحد الذي يفتقر إلى التعاطف يؤذي الطفل وأسرته، وينتقص من قدراته الذهنية، ولا يستند إلى حقائق علمية دقيقة.

ويرفض العلماء وصف عمى العقل لأنه يشير إلى أن القدرة العاطفية لا يمكن تحسينها أو تطويرها، بينما ما يحدث لدى أطفال التوحد هو العكس تماما، لأنه يمكن تطوير كفاءة القدرات العاطفية بالتدريب، حتى وإن لم يكن بنفس كفاءة الطفل النموذجي.

طفل التوحد والخداع

يميل الطفل البالغ من العمر 3 سنوات إلى فهم أن مجرد لمس الصندوق لا يكفي لمعرفة ما بداخله، بينما يتأخر الأطفال المصابون بالتوحد ومتلازمة أسبرغر في هذا.

كما لا يمكن لطفل التوحد فهم الخداع بسهولة؛ فمثلا لو تظاهرت أنك أكلت لعبته وابتلعتها، سيصدق بالفعل أنك قمت بذلك، حتى لو أعدت إظهارها، سيبحث عنها في فمك، وهو في الوقت نفسه يفترض أن الجميع يقول الحقيقة، ويصاب بالصدمة والانفعال الشديد حينما يكتشف غير ذلك.

يرجع العلماء أن طفل متلازمة إسبرغر قد يتأخر 3 سنوات عن الطفل النموذجي في فهم ما يؤذي مشاعر الآخرين، رغم ارتفاع معدل الذكاء لديه، وتأكيدا على أن مصطلح العمى العقلي غير دقيق، فإن تأخر اكتساب مهارة فهم مشاعر الآخرين لا يعني أنها لا تتحقق تماما لدى أطفال التوحد.

حقائق

لا يوجد علاج طبي معروف للتوحد، ولكن العلاجات السلوكية جيدة التنظيم لها آثار مفيدة، ويمكن أن تحدث مستويات عالية من التعلم التعويضي.

_يمكن تطوير كفاءة القدرات العاطفية لدى طفل التوحد بالتدريب حتى وإن لم يكن بنفس كفاءة الطفل النموذجي (بيكساباي)

_عبارة “عمى العقل” ظهرت أول مرة عام 1985 في إشارة إلى افتقار القدرة على وضع طفل التوحد نفسه في مكان شخص آخر (بيكسلز)

 

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

 

 

 

أسباب طيف التوحداطفال التوحدالأشخــــــاص ذوي الإعاقةتعليم معاقينذوي الاعاقةطيف التوحد
Comments (0)
Add Comment