رحمة الإسلام بذوي الاحتياجات الخاصة

سنابل الأمل / متابعات

بقلم : دكتورة هند احمد يوسف

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين قال الله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) رحمة للضعفاء والمحتاجين كما كان صلوات ربي وسلامه عليه رحمة للأقوياء والاصحاء ورحمة لذوي الاحتياجات الخاصة من باب أولى
بحثي يتكلم عن رحمة الإسلام بذوي الاحتياجات الخاصة
لقد اهتم الإسلام بذوي الاحتياجات الخاصة اهتماما كبيرا فقد تناول القرآن الكريم هذا الموضوع
مثل الصم والبكم والعرج ولا أجد مثال أدل على ذلك من قصة الصحابي الجليل عبدالله بن أم مكتوم وهو رجل أعمى حيث جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وكان عنده أكابر القوم يدعوهم إلى الإسلام
فأعرض عنه النبي (صلى الله عليه وسلم) فنزلت في حقه عبس وتولى أن جاءه الأعمى الخ نلاحظ في هذه الآيات أن الله سبحانه وتعالى عاتب نبيه وهو النموذج الفريد في الرحمة والتسامح والإنسانية على أعراضه عنه وفي ذلك إثبات على أن ذوي الاحتياجات الخاصة جزء لايتجزء من المجتمع وأن رعايتهم و الاعتناء بهم وتقديم الخدمات المتميزة لهم مبدأ اسلامي يذكر أن بعد هذه الحادثة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبسط له رداه لابن أم مكتوم ويقول له اهلا بما عاتبني فيه ربي وكان بن مكتوم مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستخلفه على المدينة ليصلي بالناس ويرعي شؤونهم الصحابي الجليل عمرو بن الجموح كان رضي الله عنه وأرضاه شديد العرج وكان له أربعة ابناء وكانوا يشهدون المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أراد الخروج لغزوة احد منعوه وقالوا قد عذرك الله ونحن نحارب لك فأتى عمرو بن الجموح النبي صلى الله عليه وسلم فقال له إن بني يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك فوالله إني أريد أن اطأ بعرجتي في الجنة فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم ماعليكم ألا تمنعوه لعل الله يرزقه شهادة فأخذ عمرو بن الجموح سيفه وقاتل حتي استشهد في سبيل الله فقال الرسول صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيدي إن منكم لو أقسم على الله لأبره وإن عمرو بن الجموح منهم ولقد رأيته يطأ بعرجته في الجنة كما حرم الإسلام كل مايخل بتكريم الإنسان أيا كان والذي جعله مكرما في ادميته ومن باب أولى ذوي الاحتياجات الخاصة قال الله تعالى ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم الآيه وقال صلى الله عليه وسلم الكبر بطر الحق وغمط الناس .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أن امرأة كانت في عقلها شيء فقالت يارسول الله إن لي إليك حاجة فقال يا أم فلان انظري اي السكك شئت حتى اقضي حاجتك فخلا معها في بعض الطرق حتى قضى حاجتها على نفس الدرب سار الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان فهو صاحب فكرة إنشاء معاهد ومراكز رعاية لذوي الاحتياجات الخاصة وظف فيها الأطباء والخدام وأجرى لهم الرواتب ومنح راتبا دوريا لذوي الاحتياجات الخاصة وقال لهم لا تسألوا الناس وعين موظفا لكل مقعد أو ضرير
وروى في الحديث القدسي عن رب العزة قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بها ضنين لم أرض له ثوابا إلا الجنة إذا حمدني عليها
وختاما الحمدلله وكفى وسمع الله لمن دعى يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إن أكرمكم عند الله أتقاكم وإن الله لاينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.

وعلى الإنسان أن يحمد الله النعم التي وهبه الله إياها فإن الذي وهب العبد النعم قادر على أن يسلبها منه في أي لحظة فهو الرزاق القادر (وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون.

الجمهورية

إعاقةالأشخــــــاص ذوي الإعاقةذوي الاعاقة
Comments (0)
Add Comment