جامعات تقفز فوق الـ «إمسات» باختبارات أخرى لأصحاب الهمم

سنابل الأمل/ متابعه

طالب أولياء أمور بتسهيل التحاق أصحاب الهمم بالجامعات، مؤكدين أن الدولة تقدم العديد من الامتيازات لأصحاب الهمم، ومنها السماح بتقديم طلبات للحصول على إعفاء من اختبار الإمسات المؤلف من 5 مواد دراسية ويعتبر البوابة الوحيدة لدخول الجامعات، مؤكدين أنه في المقابل هناك جامعات في الدولة ترفض الاكتفاء بإعفاء وزارة التربية والتعليم لطلبة أصحاب الهمم من اختبار الإمسات، وتجبرهم على إجراء اختبار آخر للتمكن من الالتحاق بالجامعة.

أكد عدد من المسؤولين الأكاديميين في أبوظبي أنه إذا كان الطالب مصنفاً من أصحاب الهمم، تقوم بعدها الأخصائيات بالنظر في التقارير المقدمة من قبل الطالب أو بمقابلته ليتسنى معرفة حالته وإطلاع الطالب وولي أمره على الخدمات التي تقدمها الجامعة للطلبة من أصحاب الهمم، إضافة إلى بعض الصعوبات التي قد يواجهها بناء على الحالات الفردية لكل طالب من أصحاب الهمم.

رفض الإعفاء

والتقت «الخليج» مع عدد من أولياء الأمور الذين تحدثوا عن هذه القضية، حيث قالت ديما راضي والدة الطالبة يارا هادي خربوطلي من أصحاب الهمم والتي تعاني طيف التوحد إنها بذلت الكثير من الجهود للحصول على الإعفاء من اختبار الإمسات، وأن آلية التقديم والحصول على الإعفاء تتم عن طريق مدرسة الطالب في الثانوية عبر تقديم طلب لوزارة التربية والتعليم بالإعفاء، وهي خطوات بسيطة ولكن الإشكالية تكمن في عدم المعرفة بالخطوات الواجب اتباعها، حيث يجب إرسال طلب الإعفاء للوزارة مرفق معه التقرير الطبي للحالة وتقرير أكاديمي بحالة الطالب ومستواه الدراسي، مطالبة الوزارة بضرورة التركيز على تثقيف أولياء أمور أصحاب الهمم، بكيفية الحصول على الخدمات المقدمة من قبلها.

وأكدت أن هناك أكثر من جامعة ترفض إعفاء وزارة التربية والتعليم للطلبة أصحاب الهمم من اختبار الإمسات خاصة الوافدين، وتجبرهم على إجراء الاختبار للتمكن من الالتحاق بالجامعة، مشيرة إلى أن العديد من أولياء أمور أصحاب الهمم بعد يأسهم من حجز مقعد أكاديمي لأبنائهم، يتجهون للحصول على دورات تعليمية خفيفة مخصصة لهم، وفقاً لما تطرحه بعض الجامعات.

وأشارت إلى أن هناك العديد من أصحاب الهمم بعد التخرج في المدرسة يجلسون في المنازل ومن ثم يعانون السمنة والكآبة، على الرغم من الكلفة الدراسية المرتفعة التي تصل إلى 90 ألف درهم سنوياً.

طلبات عدة

وقالت رشا رواس والدة الطالبة حلا من أصحاب الهمم: إنها عانت الكثير للحصول على إعفاء وزارة التربية والتعليم من اختبار الإمسات، حيث تقدمت بطلبات متعددة على فترات، مؤكدة أن هناك جامعات ترفض إعفاء الوزارة من اختبار الإمسات وتطلب إجراءه مرة أخرى، وأن اختبار الإمسات المكون من 5 مواد دراسية، هو بوابة الطالب الوحيدة إلى الجامعة، مطالبة وزارة التربية والتعليم بضرورة تخصيص مناهج واختبارات تتماشى مع حالات أصحاب الهمم المختلفة، عبر تقليص المواد الدراسية المقررة على باقي الطلبة.

وأوضحت أن أسباب الرفض تتمثل في طلب تقارير طبية متخصصة جديدة، وكذلك طلب تقارير أكاديمية مفصلة عن حالة الطالب الدراسية.

ووافقتها الرأي نادية محمد والدة الطالب علي من أصحاب الهمم، حيث قالت إنها حاولت التقدم لأكثر من جامعة في الإمارات وجميعهم صمموا على إجراء اختبارات إضافية في اللغة الإنجليزية وغيرها، علاوة على إعفاء وزارة التربية والتعليم من اختبار الإمسات، الأمر الذي أرق ابنها نفسياً وأفقده أحساس الثقة بالنفس.

آلية القبول:

وأشارت إدارة التسجيل في جامعة زايد إلى أن آلية التحاق الطلبة من أصحاب الهمم بالجامعة تشمل تقديم طلب على موقع الوزارة مع إبراز التقرير الطبي لحالة الطالب ليتم إعفاؤه من اختبارات الإمارات القياسية (الإمسات)، ومن ثم المتابعة مع الجامعة بقسم التسجيل والقبول، ويجب على الطالب من أصحاب الهمم اجتياز اختبار الجامعة لتقييم مستوى الطالب بمادة الرياضيات واللغة الإنجليزية، وكذلك عليه اجتياز المقابلة مع متخصصي مكتب التسجيل والقبول، ويعتمد قبول الطالب على تقرير مفصل من إدارة التسهيلات الطلابية يوضح بأن الطالب مؤهل للقبول في الجامعة.

وقالت فاطمة القاسمي، مدير إدارة التسهيلات الطلابية بجامعة زايد، إن الجامعة تقدم مجموعة واسعة من الخدمات للطلبة من أصحاب الهمم من ذوي الإعاقات المختلفة لضمان تعزيز نجاحهم الأكاديمي والاجتماعي، وبما يتوافق مع احتياجات الطالب الفردية.

وأوضحت أن الجامعة تقدم خدمات عديدة منها تهيئة المناهج التعليمية وجعلها متاحة للطلبة من ذوي الإعاقة البصرية من أصحاب الهمم، وتدريب الطلبة المكفوفين من أصحاب الهمم على التنقل والحركة، والتنسيق مع جميع إدارات الجامعة، لضمان سهولة حصول الطلبة من أصحاب الهمم على الخدمات المتاحة.

وأضافت أن العدد المسجل من أصحاب الهمم لدى إدارة التسهيلات الطلابية حالياً يبلغ حوالي 350 طالباً وطالبة.

•مشاكل صحية

وقال صبري عباس، مدير شؤون الطلبة، ومدير أول بالإنابة لمكتب الدعم الطلابي في جامعة أبوظبي إنه يتم سؤال الطلبة عند تقديمهم طلب الالتحاق بالجامعة عما إذا كانوا يعانون أي مشاكل صحية أو عما إذا كانوا مصنفين من أصحاب الهمم، تقوم بعدها الأخصائيات بالنظر في التقارير المقدمة من قبل الطالب أو بمقابلة الطالب ليتسنى لهن معرفة حالة الطالب وإطلاع الطالب وولي أمره على الخدمات التي يمكن أن تقدمها الجامعة للطلبة من أصحاب الهمم.

وأشار إلى أن عدد الطلبة من أصحاب الهمم والحالات التي تتطلب عناية خاصة يزيد على 30 طالباً وطالبة في الجامعة، وتعتمد الأخصائية الاجتماعية آلية محددة ومعمول بها من قبل الجامعة، للموافقة على اعتبار الطالب من أصحاب الهمم.

شروط الالتحاق

وقالت ليلى كروما مدير أول القبول والتسجيل في جامعة أبوظبي يتم إبلاغ الطالب إذا كان من أصحاب الهمم حول إمكانية قبوله في الجامعة من عدمه، ويتم أيضاً إبلاغ الطالب بالوسائل التعليمية المطلوبة، لضمان انسيابية العملية التعليمية خلال سنوات الدراسة في الجامعة، وعادة يتم استثناء أصحاب الهمم من قبل الوزارة من شروط الإمسات وذلك لمساندة الطالب، وجامعة أبوظبي تتواصل مع الوزارة للحصول على هذا الاستثناء، وتدرس كل حال على حدة.

تطوير السوربون

وقالت منى الوهيبي، مسؤول قسم نجاح وسعادة الطلاب، جامعة السوربون أبوظبي: لا توجد تخصصات محددة للطلبة من أصحاب الهمم بل يمكنهم الالتحاق في أي من برامج الجامعة المتوفرة.

وأضافت: نحرص في جامعة السربون أبوظبي على تحقيق الالتزام التام بحقوق أصحاب الهمم في التعليم، ونسعى إلى ضمان حصولهم على خدمات متناسبة مع احتياجاتهم، وتقديم مناهج واسعة ومتوازنة وملائمة لتطوير معارفهم وقدراتهم، مشيرة إلى أن أصحاب الهمم الملتحقين في الجامعة، يعدون مندمجين بشكل كامل مع بقية الطلبة حيث يمارسون حياتهم الجامعية تماماً كسائر أقرانهم من الطلبة.

وأضافت: «تضم جامعة السربون أبوظبي حالياً حوالي 28 طالباً من أصحاب الهمم في الحرم الجامعي المجهز بجميع الإمكانات والتقنيات، لتسهيل عملية التعلّم، ونحن في طور التخطيط لتطوير الحرم الجامعي، ليكون أكثر شمولاً وقدرة على استيعاب أعداد أكبر من الطلبة أصحاب الهمم».

إعاقةتعليم معاقينذوي الاعاقةمعاقين
Comments (0)
Add Comment