سنابل الأمل / متابعات
حوّل الطبيب السعودي المصاب بشلل نصفي “سعد العتيبي” إعاقته الحركية إلى قصة نجاح ملهمة.. يهوى العتيبي تربية الماشية كان يعشق كرة القدم.. تربيته كانت مختلفة منذ الصغر حيث أعتمد على نفسه في كل أموره، حتى يغرس في داخله روح التحدي والصبر، ورمي من قاموسهكل معاني اليأس والاستسلام. مع الأيام وقبل تخرجه من المرحلة الثانوية، تعرضت لحادث مروري بسيارته وقت هطول الأمطار، ما أدى إلى انقلاب السيارة، وأصيب حينها بكسر في إحدى فقرات الظهر، وخلع وتهشم في فقرات أخرى، في حين كان بمعيته صديقه الذي توفاه الله في الحادث، أما فهو فقد أصيب بشلل نصفي.
أول سنة إعاقة
أول سنة من الإعاقة لم يكن سعد العتيبي يعلم أنه مصاب بشلل، كان ينتظر متى يأتي اليوم الذي يمشي فيه على قدمه، بعدها كان يتنقل للعلاج وقابل ناسا من ذوي الإعاقة، رأهم يملكون سيارات وبيوتا، ويعيشون في عالم آخر يجهله كثير من المجتمع، وأخذ الإلهام منهم.
يقول سعد العتيبي لموقع العربية نت: “لقد تعبتُ نفسياً خلال السنوات الأولى، ففي يوم وليلة تفقد قدرة عضوية بجسمك، حتى تغلبت عليها، وتأقلمت مع مجريات الأيام، وانسجمت حياتي مع الآخرين، فبالصبر دائماً أرى مصائب الآخرين، حتى هانت عليّ مصيبتي وتغيرت نفسيتي إلى الأفضل”.
تحقيق الطموح
تابع الدكتور سعد العتيبي سرد قصته للعربية قائلا: “بعد الإصابة في الحادث، أصبحت أتعالج لمدة عام كامل، متنقلاً بين العديد من المستشفيات، من ضمنها مدينة الأمير سلطان، فرأيت الكثير هناك لديهم طموح، حتى بدأت مشاعري تتحرك نحو تحقيق طموحاتي، وأن أصنع شيئا جميلا في مستقبل حياتي، ووضعت نصب عيني مقولة: “الإعاقة ليست إعاقة جسد، وإنما هي إعاقة العقل”.
التخصص في طب الأطفال
يضيف العتيبي: “تم قبولي في كلية الطب، بفضل من الله ثم دعم أهلي ووقفتهم معي وتشجيعي، وكان لأصدقائي الأثر الكبير في رفع همتي ومعنوياتي، ولا يخفى عليكم بأن شعور الإحباط انتابني في بداياتي، فحاولت مراراً وبإصرار أن أكمل هذا المشوار، حتى أثبت لمن حولي بأن اليوم تغلبت على كل العوائق”. بعد تخرجه من كلية الطب، جلس فترة يبحث عن وظيفة، وكان العائل لأهلي بعد وفاة والده، حتى تم قبوله واختار قسم الطوارئ لأنه رأى شغفي فيها، ولأنه كان مجبر يقبل بأي عرض وظيفي، حتى أصبح متخصصا في طب الأطفال.
مجلة الاعاقة