سنابل الأمل/ متابعه
شاب سوري أطلق على نفسه الشيف المعاق يتحدى الظروف بصناعة المحتوىوسط ظروف صعبة وبيئة جبلية قاسية كسر محمد أبو النور الصخر بقرية سيجر غربي مدينة إدلب، وحوله إلى مطبخ صغير وستديو تصوير بمساعدة عائلته، بعد أن فقد ساقيه ببرميل متفجر منذ ثماني سنوات بقصف لقوات النظام السوري بريف حلب.وفي ستديو أهّله بجزء من منزلٍ غير مجهّز، يقدّم محمد أبو النّور المنحدر من مدينة حلب، محتوى على موقع “يوتيوب” بقناة تحمل اسم “الشيف المعاق”، وذلك من مكان إقامته في بلدة “سيجر” بريف إدلب الغربيّ.
كان “أبو النور” (25 عاماً)، قد فقد طرفيه السفليين، في عام 2015، بقصف جوي بالبراميل المتفجّرة على منزله السكني في حي “الحلوانية” في مدينة حلب، وتهجّر منها بعد عامٍ، إلا أنّ الرغبة في تأمين مصدر رزق يناسب حاله الصحيّ، وتجاوز أزمة النزوح والبطالة، التي دفعته باتّجاه استثمار هواية الطبخ، على طريقة “اليوتيوبر”.وفي حديث خاص لـ “أخبار الآن” يقول: “قبل إصابتي كنت عامل في الإنشاءات وأعيش حياة طبيعية جدًا مثل غيري و أغمي عليّ في ذلك اليوم بعد أن نزل برميل متفجر على منزلي وفي تلك اللحظة غبت عن الوعي وبعد أن استيقظت شعرت بإرهاق في جسدي بشكل كبير، ووجدت بجانبي دماء وأشلاء وركام وقد كنت مصابًا لم أشعر بالجرح في قدمي وكنت قد تخيلت أنني في حلم وكابوس، وقلت لنفسي لأعود للنوم كوني متعب وبعد وقت طويل استيقظت وأخبرني الطبيب أنه الله جبر مصابك كونه تم قطع قدمي الاثنتين”.
وأضاف: “بعد أن هاجرت إلى إدلب وقدمت إلى هنا، أصبحت أبحث عن عمل في كل المصانع والورش لأعين عائلتي وفي أحد المرات رفضني أحد أصحاب المصانع بطريقة بشعة جدًا حيث قال بالحرف أنه يريد شخص بقدميين، كوني معاق لا يمكن استقبالي وهذا ما ولّد حسرة كبيرة في قلبي، وتركت فكرة البحث عن عمل وبعد فترة من ضغوط نفسية ومادية وإثر هذه الضغوطات، شاهدت فيديو لأحد الأشخاص وهو يطبخ ومن هنا ولدت في ذهني فكرة أن أكون “الشيف المعاق” ومن هنا قررت استثمار هوايتي وهي الطبخ وكسب مردود مادي منها خاصة أنني أعيش ظروفًا صعبة وكنت أهدف لنشر ثقافة الطبخ السوري للأشخاص اللذين يعيشون خارج سوريا.
وبدأت في هذه الفكرة وكوني أعيش في مكان جبلي بدأت في تجهيز ستديو الطبخ وبدأت الحفر مع عائلتي لمدة شهر وعشر أيام تقريبًا لتجهيز هذا المكان وبعد وقت أصبح الستديو جاهزًا بإمكانيات جدًا بسيطة وكانت زوجتي هي العنصر المساعد و المحفز لي، فكانت تقوم بالتصوير، وترشدني في زوايا التصوير والملاحظات الفنية، ومن ثم أقوم بدمج هذه الفيديوهات في المونتاج بواسطة جهاز كومبيوتر بسيط جدًا ومن هنا لاقت قناتي على اليوتيوب رواجًا كبيراً جدًا وأطلقت عليها اسم “الشيف المعاق”.وتباع لـ “أخبار الآن”: “سبب تسميتي للقناة بهذا الاسم “الشيف المعاق” جاء بعد طردي من قبل الشخص الذي تكلمت عنه والذي أخبرني كونك معاق لا يمكن استقبالك وهذه نظرة الناس للشخص المعاق ومن هنا قررت أن أثبت للناس أن الشخص المعاق يمكنه تقديم أشياء ليس بإمكان الشخص السليم تقديمها وكما يقال الله يأخذ من هنا يعطيك من جانب أخر”. وينهي محمد أبو النور حديثه حول الأرباح التي يجنيها من قناته “الشيف المعاق”: “لم أستطع حتى الآن جني أي ليرة سورية كون سوريا تعيش عقوبات خارجية والتي أثرت عليّ ولم أستطع أن أجني أي مبلغ مالي ولكن رغم ذلك أنا مستمر في هذا الطريق”.و تعتبر صناعة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي من أبرز النشاطات التي لاقت انتشارًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل التسابق بين المستخدمين على إعداد ونشر المحتوى واختيار طريقة معالجة الأفكار وعرضها وتقديمها للجمهور بأنماط متعددة بين مكتوب ومسموع ومرئي، بهدف جذب الجمهور للمشاهدة وتحقيق الأرباح من عائدات الإعلانات وغيرها.
وفي خضم ما تشهده مواقع التواصل الاجتماعي من زخم في المحتوى بأنواعه المختلفة، كان للشمال السوري نصيب منه، حيث بدأ بعض الأشخاص العمل في صناعة المحتوى المرئي “الفيديو” ونشره على مواقع فيسبوك ويوتيوب وتيك توك، وتختلف المواضيع من شخص إلى آخر بحسب الاهتمامات والإمكانات المتاحة التي يملكها صانع المحتوى، نستعرض في هذا التقرير عدد من صناع المحتوى الذين يحاولون الاستمرار في ظل ظروف وتحديات صعبة للغاية.
أخبار الآن