عسر القراءة لدى الأطفال مشكلة اجتماعية ونفسية

سنابل الأمل/ متابعات

يعد عسر القراءة صعوبة تعلّم شائعة في عمليات القراءة والكتابة والإملاء لدى الأطفال، وهي لا تتأثر بمستوى الذكاء لدى الطفل، والكثير من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب لديهم ذكاء طبيعي ويتلقون التعليم المناسب ودعم الوالدين، لكنهم يجدون صعوبة في بعض مهارات التعلم.

وقالت أنيته هوينجهاوس، من الرابطة الألمانية لعسر القراءة وعسر الحساب، “إن عسر القراءة لدى الأطفال يعني مواجهة صعوبات في القراءة تتضمن صعوبات في تهجئة الكلمات وكتابة الكلمات وسرعة القراءة وفهم مضمون النص”.

وأوضحت هوينجهاوس أن “عسر القراءة لدى الأطفال له أسباب عدة، أبرزها الاضطراب البيولوجي العصبي الناجم عن خلل وراثي يؤدي إلى عدم اتصال الروابط العصبية ضمن مركز اللغة في الدماغ بشكل كاف”.

وتشمل الأسباب الأخرى أيضا ضعف السمع أو البصر أو مشاكل التركيز بسبب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. كما قد يرجع عسر القراءة إلى مشاكل اجتماعية ونفسية مثل انفصال الوالدين أو التعرض للتنمر.

وعلى أية حال ينبغي استشارة طبيب نفسي أو أخصائي تخاطب فور ملاحظة علامات عسر القراءة لدى الطفل لتحديد السبب الحقيقي الكامن وراء العسر والخضوع للعلاج في الوقت المناسب.

حوالي 95 في المئة من حالات عسر القراءة يمكن أن تعالَج إذا تلقت مساعدة فعالة في وقت مبكر، وهناك العديد من المناهج التعليمية الخاصة بالمصابين بهذا الاضطراب

وعادة ما يتم اكتشاف هذا الاضطراب في المرحلة الابتدائية، ورغم أنه يمكن ملاحظة أعراضه في أي عمر فإن بعضها قد يظهر عادة في الطفولة المبكرة، وقد يتعلم من يعانون من عسر القراءة الزحف والمشي والتحدث وركوب الدراجة في وقت متأخر مقارنة بأقرانهم.

ويشير الخبراء إلى أن حوالي 95 في المئة من حالات عسر القراءة يمكن أن تعالَج إذا تلقت مساعدة فعالة في وقت مبكر، وهناك العديد من المناهج التعليمية الخاصة بالمصابين بهذا الاضطراب، فإذا حصل من يعانون من عسر القراءة على تدريب صوتي فعال في رياض

الأطفال والصف الأول فسيواجهون مشكلات أقل بكثير في تعلم القراءة ممن لم تتم مساعدتهم حتى الصف الثالث. ويعد الطبيب النفسي أو طبيب المخ والأعصاب أفضل من يقوم بتشخيص عسر القراءة، إلى جانب طبيب الأطفال أو أخصائي علم النفس التربوي.

وقد يحتاج الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى تدريس إضافي ومعلم خاص لتحسين قراءتهم، أو مجموعات مشتركة مع حالات مماثلة، لكن استشارة الطبيب النفسي ضرورية لتنمية قدرتهم على الثقة بأنفسهم.

كما أن دور الأبوين في المنزل لا يقل أهمية عن الدعم النفسي والتدخل الطبي، فيجب عليهما مساعدة الطفل على إتقان القراءة عن طريق تبسيط المهام بحيث يطلبان منه أن يميز شيئاً واحدا جديدا (حرفا أو كلمة..) كل مرة، وبعد إتقانه للحرف الأول بصورة تامة ينتقل الوالدان إلى تعليمه الحرف الآخر المقابل، مع اللجوء إلى التكرار، على أن تكون فترة التدريب قصيرة حتى يتاح للطفل تثبيت ما تعلمه من مهارات جديدة.

 

العرب

 

Comments (0)
Add Comment