ملتقى «مدى» منصة تكنولوجية لدعم ذوي الإعاقة

سنابل الأمل/ متابعات

تحت رعاية وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة عقد مركز مدى للابتكار «ملتقى مدى للابتكار2023» الذي هدف إلى مناقشة أحدث الابتكارات وحلول التكنولوجيا المساعدة المعززة للنظام البيئي للنفاذ الرقمي والعمل على إثراء السوق العربية بأحدث البرمجيات إلى جانب تبادل الخبرات والتشاور حول أبرز مواضيع النفاذ الرقمي والتكنولوجيا المساعدة وأبرز التوجهات العالمية في هذا المجال إيمانًا بأهمية خلق عالم أكثر استقلالًا للأشخاص من ذوي الإعاقة.

وأعلن المركز عن فوز 10 مبتكرين خلال جائزة مدى للابتكار 2023 التي تهدف إلى تحسين النظام البيئي للنفاذ الرقمي والتكنولوجيا المساعدة من خلال زيادة عدد الحلول التكنولوجية الداعمة للأشخاص ذوي الإعاقة باللغة العربية في السوقين المحلية والعالمية بالإضافة إلى دعم ريادة الأعمال والمبتكرين في مختلف مراحل عملية تطوير أفكارهم لتحويلها إلى ابتكارات وحلول تكنولوجية شاملة بحضور عدد من المسؤولين في مختلف الجهات إلى جانب المبتكرين والمطورين في قطاع التكنولوجيا.

وكرم السيد فهد محمد الخيارين الوكيل المساعد لشؤون التنمية الاجتماعية بوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة الفائزين بجائزتي مدى للابتكار 2022 وجائزة 2023 فضلًا عن تكريم أعضاء لجنة تحكيم الجائزة.

وخلال الملتقى تم تنظيم جلستين نقاشيتين بمشاركة مجموعة من الخبراء والمختصين في ذوي الإعاقة والتكنولوجيا المساعدة والذكاء الاصطناعي حيث كانت الجلسة النقاشية الأولى تحت عنوان «من الفكرة إلى الأثر: التصميم الفعال للنظم البيئية للابتكار للأشخاص ذوي الإعاقة» سواء على مستوى السياسات والاستراتيجيات وكيفية استخدام وتسخير البحث العلمي والذكاء الاصطناعي مع بيان دور الإعلام في الترويج للنظام البيئي للابتكار، وفي الجلسة النقاشية الثانية تم استعراض قصص نجاح برنامج مدى للابتكار في ظل انطلاقه الفعلي في عام 2017 ووصول بعض المشاركين لاستخدام ابتكاراتهم من قبل أكثر من 150 ألف مستخدم وبعضهم تم احتضانهم ضمن شركات كبرى.

وعبر الملتقى تم تنفيذ معرض مصاحب منقسم لجزءين سواء الفائزين بالجائزة خلال النسخة الماضية وعددهم 5 فائزين وتم دعمهم من قبل برنامج مدى للابتكار إلى جانب الشركات الراعية لمختبر مدى لاب وعددها 18 شركة وهي التي تقدم حلولًا تكنولوجية داخل دولة قطر والتي تم استضافتها للتعريف بهذه التكنولوجيا والتركيز على آخر ما صدر كالتكنولوجيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات ومعالجة اللغة الطبيعية بما يخدم الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز إدماجهم في المجتمع.

وخلال المعرض تم عرض الابتكارات الفائزة خلال النسخة الماضية كتطبيق كلماتي وهو عبارة عن منصة تعليمية تفاعلية للأشخاص الصم بلغة الإشارة القطرية وهي تساهم في تنمية المهارات التعليمية لديهم إلى جانب تطبيق معًا وهو أول تطبيق يدعم التواصل الإلكتروني بين الأشخاص ذوي التوحد فيما بينهم وتطبيق ديبفوني والذي يساعد الأشخاص ذوي صعوبات التواصل بالتعرف على صوتهم غير المفهوم وتحويله إلى كلمات مفهومة باستخدام الذكاء الاصطناعي وتطبيق فيلد أوف فيجن من إيرلندا وهو عبارة عن ملعب صغير يحتوي على تقديم مكان الكرة خلال مباريات كرة القدم للأشخاص المكفوفين ويتم استخدامه للمكفوفين داخل ملعب المباراة، والابتكار الخامس الفائز بمنحة التعريب «بريداكتبل أرابيك» والمستخدم كثيرًا في المملكة المتحدة ولديه طلب محليًا وكان غير متاح وتم إتاحته للأشخاص ذوي صعوبات التعلم وصعوبات التواصل.

أماني التميمي: مواصلة الريادة العالمية في مجال النفاذ الرقمي

قالت السيدة أماني التميمي المكلف بمهام الرئيس التنفيذي لمركز مدى: إن مواصلة الريادة العالمية في مجال النفاذ الرقمي هو هدفنا الدائم، وابتكارُ الحلول المساعدة هاجسُنا المستمر لضمان مستقبل رقمي مستدام وشامل، فمنذ انطلاق برنامج مدى للابتكار الذي يعد مِنَصّةً لصناعةِ الأفكارِ وابتكارِ حلولٍ باللغة العربية تسهم في تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وتدعم استقلاليتهم.

وتابعت: عملنا بجد واتخذنا من الابتكار نهجًا استراتيجيًا بنينا عليه برامجنا ومشاريعنا إلى أن أصبحنا اليوم مركزًا للامتياز في النفاذ الرقمي باللغة العربية في العالم، وما كان لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا مشاركتكم الفاعلة وإسهاماتكم من أجلِ تعزيزِ النظام البيئي الشامل والمستدام وتحفيز دورِ التكنولوجيا لسد الفجوة الرقمية والحد من أوجه عدم المساواة من خلال تمكين وتعزيز الإدماج للجميع، فضلًا عن تشجيع الابتكار وريادة الأعمال.

وأضافت: إن ما يميز نسخة هذا العام هو بروز كوكبة من المبتكرين في مجال التكنولوجيا المساعدة من ذوي الإعاقة من أعضاء نادي مدى للابتكار الذين أثبتوا أنهم بعزمهم استطاعوا وضع الأفكار والرؤى للتغلب على التحديات والمساهمة في التنمية المستدامة.

وأعلنت عن إضافة مجموعة جديدة من الابتكارات باللغة العربية لملف برنامج مدى للابتكار ليصل عددها إلى66 ابتكارًا، وتابعت: إنه بمشاركتكم ودعمكم فإننا عازمون على الاستمرار في تعزيز النظام البيئي للابتكار والتغلب على التحديات وندرة حلول النفاذ الرقمي باللغة العربية من خلال إنشاء برامج مخصصة لتسريع الأعمال لزيادة عدد الابتكارات، ونشر المشاريع البحثية كما نسعى إلى إنشاء سوق للقطاع الخاص لتلبية احتياجات العالم العربي في مجال النفاذ الرقمي والتكنولوجيا المساعدة وتحقيق الأثر الإيجابي العالي على الأشخاص ذوي الإعاقة والمتقدمين في السن.

نور المزروعي: 232 مبتكرًا تقدموا لجائزة 2023

أكدت نور أحمد المزروعي رئيس قسم التكنولوجيا المساعدة في مركز مدى أن جائزة مدى للابتكار هي أوّل جائزة من نوعها عالميًّا تهدف إلى دعم تطوير الحلول المبتكرة التي تعزز إمكانية النفاذ للأشخاص ذوي الإعاقة ضمن مسارات دعم روّاد الأعمال والمنح المباشرة والتعريب والحصول على جائزة بقيمة مليون ريال قطري.

وقالت: الجائزة تتبع مسارين سواء التعريب بشرط وجود حل تكنولوجي متوفر بالسوق ولكن يحتاج أن يكون باللغة العربية فيما يعتمد المسار الثاني على المنح المباشرة مع تواجد الفكرة ونقوم بدعمها وصولًا إلى خروجها للنور.

وتابعت: خلال النسخة الأولى من الجائزة 2022 تقدم 132 مبتكرًا وتم اختيار 5 منهم وفي النسخة الحالية 2023 تقدم للجائزة 232 وسيتم اختيار 10 مبتكرين من المتميزين وذلك عن طريق لجنة التحكيم وفقًا للعديد من المعايير لدراسة كافة الحلول المتقدمة واختيار الأفضل منها، موضحةً أن التقديم للجائزة كان مفتوحًا للجميع للتقدم من كافة دول العالم.

وأوضحت أن مركز مدى طرح الجائزة بفضل الإيمان بقدرات الأشخاص من ذوي الإعاقة والحرص على توفير النفاذ الرقمي الصحيح لهم، والتكنولوجيا المساعدة هي الطريقة الوحيدة لتمكينهم من العيش المستقل وتحقيق كل أهدافهم.

ولفتت إلى أن الحلول التي قدمت كانت لجميع الإعاقات السمعية والحركية والبصرية سواء ضعاف بصر أو مكفوفين مع حرص المركز على الحلول الخاصة بالتعريب في ظل وفرة الحلول خارج الوطن العربي مما يؤهلها للانتشار محليًا وعالميًا باللغة العربية.

وبينت أنه يتم متابعة الابتكارات الفائزة مع تسليم الجوائز المالية على مراحل لحين الإتمام الكامل للمشروع مع توفير الدعم المعنوي والإرشادي للمبتكرين.

د. أشرف عثمان: توظيف التكنولوجيا لتعزيز استقلالية ذوي الإعاقة

أشار د. أشرف عثمان رئيس قسم البحوث والابتكار بمركز مدى إلى أنه قبل انطلاق الجائزة يتم إنشاء جلسات تركيز مع الأشخاص ذوي الإعاقة لتحديد احتياجاتهم وكيفية جعل التكنولوجيا المساعدة تعزز استقلاليتهم وتمكنهم من الوصول إلى المحتوى الرقمي وبناءً عليه يتم تحويل كل هذه الاحتياجات إلى دراسة حالات ومن ثم نشرها على موقع برنامج مدى للابتكار وإطلاقها على مستوى العالم لكل المبتكرين من أجل تقديم أفكارهم وإيجاد حلول لهذه الحالات.

ولفت إلى تطور الجائزة من النسختين الأولى والثانية لاسيما في أعداد المشاركين مع الاهتمام الكبير من الدول العربية للمشاركة في ظل أن عدد المشاركين في النسخة الماضية 152 مشاركًا والنسخة الحالية 232 مشاركًا. وكشف عن التعاون والشراكة مع المؤسسات البحثية في البلاد وخارجيًا على غرار جامعة حمد بن خليفة وجامعة الدوحة للتكنولوجيا والعلوم كفريق بحثي مشترك لإيجاد الحلول لأبرز التحديات التي تواجه الأفراد من ذوي الإعاقة بما يخدم المبتكرين في تطوير ابتكاراتهم وبالتالي العمل على زيادة الأوراق العلمية وزيادة عدد البيانات المفتوحة المصدر.

الراية

 

Comments (0)
Add Comment