سنابل الأمل/ متابعات
وثقت الجزيرة مباشر بعض المعاناة الإنسانية التي يكابدها ذوو الإعاقة وعائلاتهم في مخيم نور شمس شرقيّ طولكرم، بعد ازدياد وتيرة الاقتحامات مؤخرا في الضفة الغربية لتشمل مخيمات كاملة، خصوصًا في الشمال.
وتصف “صمود أبو حمدي” أشد اللحظات كربًا على طفلها نور المصاب بمتلازمة داون قائلة: “عند اقتحام جنود الاحتلال للمنزل وتكبيل والده، يفقد نور صوابه ويدخل في نوبة بكاء وصراخ فأبدأ بالبكاء معه، لعدم قدرتي على تهدئته”.
وأضافت صمود أن الطفل نور (9 سنوات) يعاني من فوبيا الأصوات والظلام جراء قطع الاحتلال المتواصل للتيار الكهربائي، وارتفاع أصوات التفجيرات والرصاص موضحة أنه “يبكي ويصاب بذعر شديد، ويخشى من انقطاع الكهرباء حتى خلال النهار، لذا أوفر له كشافات في المنزل لتقليل خوفه”.
أما وطن شعبان (6 سنوات) المصابة بداون أيضا، فاخترق رصاص الاحتلال نوافذ منزل عائلتها ونثر زجاجها عليهم، مما أثار هلع الطفلة.
وتقول ندى شعبان والدة وطن: “تستمر وطن بالحديث عما سمعته حتى بعد انسحاب الاحتلال، أضطر أحيانًا لمغادرة المنزل مع بوادر اقتحام الاحتلال خوفًا على البنت”.
وتحول طبيعة بعض الإعاقات دون قدرة أصحابها على التعبير عن ذواتهم كحالة “أمين العارف” (31 عاما)، الذي تجد عائلته صعوبة في إخراجه من المنزل، وفي أحد الاقتحامات التي كان فيها وحيدًا بالمنزل، ورد إلى عائلته أنه تعرض للضرب من جنود الاحتلال.
وروت والدته: “حين عدت إلى المنزل وجدته على الحالة التي تركته بها دون أي علامات تدل على اعتداء، ولكونه لا يستطيع التعبير، لم نفهم ما حدث خلال غيابنا”.
وأضافت الأم أنه أصبح من الصعب عليها الخروج من المنزل لئلا يبقى ابنها وحيدًا، لكونه لا يستطيع التعبير أو الدفاع عن نفسه.
ما السيدة تغريد أبو شرقية فتقيم مع شابين من ذوي الإعاقة، وزوج يتنقل على كرسي متحرك، مما يجعل مسؤوليتها تفوق المعتاد.
ولاحظت السيدة تغريد خوف ابنها علاء (37 عاما) الذي يتجمد عند اقتحام الاحتلال للمنزل: “خوف علاء من أصوات الانفجارات المحفوفة بالظلام، يمنعه من الذهاب إلى الحمام”.
أما أخوه حمزة (23 عاما) فلا يدرك أيًّا مما يدور حوله ولا يُظهر تعابير ألم أو بكاء إن تعرض للأذى وهو ما يضاعف خوف الأم عليه. ولكنه يرفع صوته أحيانا كما تقول أمه: “حمزة يصدر أصواتًا عالية تجعلني في رعب دائم من اجتذاب جنود الاحتلال للمنزل”.
وقالت الأم بصوت مرتجف: “أُصبح كالأطفال عندما أشعر أن هناك اقتحامًا، أرتبك وأخشى عليهم الثلاثة كثيرًا”.
واستطردت “تغريد” التي عاث جنود الاحتلال في منزلها دمارًا كبيرًا أتلف أدوات وأجهزة طبية لأبنائها: “في أحد الاقتحامات التي لم نكن حينها بالمنزل، سرقوا النقود من حصالة علاء، كما دمّروا وسلبوا معدات ذوي الاحتياجات الخاصة في منازل الجيران”.
“إيلا وميلا الأشقر” ابنتا أخت علاء وحمزة تدركان رغم صغر سنهما أثر الاقتحامات -التي لطالما أرعبتهما- على خاليهما، وعبرتا عن قلقهما بالقول: “بنخاف يدخل الاحتلال عليهم فجأة ويضربوهم”.
تمادت اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي لتصل جمعية نور شمس لتأهيل المعاقين التي تقدم خدماتها لـ180 من ذوي الاحتياجات في المخيم، ووفق رئيسة الجمعية نهاية الجندي: “الاحتلال خلع أبواب الجمعية وخرب محتوياتها، وأتلف الأجهزة الحسية ومعدات العلاج الطبيعي فيها”.
كما وثقت نهاية الجندي انتهاكات الاحتلال بحق ذوي الإعاقة وعائلاتهم، فضلا عن فقدان عددٍ من معدات الجمعية التي قد تكون أتلفت أو سرقت.
المصدر : الجزيرة مباشر