سنابل الأمل .. كتب . محمد العماري
مع اقتراب عام دراسي جديد، يطرح السؤال نفسه: لماذا لا تشرك المدارس الخاصة ذوي الإعاقة في كوادرها التعليمية؟ ومع تزايد عدد المدارس الخاصة في البلاد، يبقى هذا السؤال دون إجابة واضحة.
في الوقت الراهن، لا تزال الفرص الوظيفية في القطاع الحكومي محدودة، مما يزيد من أهمية دور القطاع الخاص، بما في ذلك المدارس الخاصة، في توفير فرص العمل. ومع ذلك، هناك تقصير واضح في تفعيل القانون الذي يلزم المؤسسات الخاصة بتوظيف 5% من ذوي الإعاقة. رغم وجود كوادر مؤهلة من ذوي الإعاقة الحركية، السمعية، والبصرية، إلا أن نسبة توظيفهم في المدارس الخاصة تكاد تكون معدومة.
إن ذوي الإعاقة ليسوا فقط قادرين على العمل، بل يمتلكون المهارات والخبرات التي تؤهلهم للمشاركة الفعالة في العملية التعليمية. هناك العديد من ذوي الإعاقة الحاصلين على شهادات عالية في مجالات التعليم، الإدارة، وتقنيات التعليم، وهم قادرون على تقديم قيمة مضافة للمدارس الخاصة.
دمج ذوي الإعاقة في المدارس الخاصة لا يعزز فقط من حقوقهم في الحصول على فرص عمل متساوية، بل يساهم أيضاً في نشر ثقافة قبول الآخر وتفهم التحديات التي يواجهونها. إن وجود معلمين ومعلمات من ذوي الإعاقة يمكن أن يكون نموذجاً إيجابياً للطلاب، مما يعزز من قيم التعايش والاحترام المتبادل.
نوجه نداءً إلى مدراء المدارس الخاصة، للقيام بدورهم في دمج ذوي الإعاقة ضمن كوادرهم التعليمية. هذا الدمج ليس فقط التزاماً قانونياً، بل هو واجب إنساني وأخلاقي. إن الاستثمار في تدريب وتوظيف ذوي الإعاقة سيعود بالفائدة على الجميع، من خلال تقديم بيئة تعليمية شاملة ومتنوعة.
ندعو وزارة التربية والتعليم إلى اتخاذ خطوات أكثر حزماً لإلزام المدارس الخاصة بتطبيق القانون الخاص بتوظيف ذوي الإعاقة. كذلك، نحث المدارس على العمل بشكل وثيق مع منظمات المجتمع المدني والجمعيات المعنية بذوي الإعاقة لتوفير برامج تدريبية وتأهيلية تساهم في دمجهم بفعالية في العملية التعليمية.
إن التعليم الشامل والمتنوع هو ما نطمح إليه جميعاً، ولن يتحقق ذلك إلا بتكاتف الجهود والعمل المشترك من جميع الأطراف. دعونا نعمل معاً لجعل العام الدراسي الجديد بداية حقيقية لدمج ذوي الإعاقة في مدارسنا الخاصة، وإتاحة الفرصة لهم للمساهمة في بناء مستقبل أفضل لنا جميعاً.