«انطلاقة التحدي3» تحتضن المعاقين وتنمي قدراتهم البدنية والفنية

سنابل الأمل/ متابعات
في احتفاء خاص بالمعاقين الموجودين على أرض الدولة شهدت أبوظبي الأسبوع الماضي فعالية رياضية كبرى ممثلة في البطولة التي نظمها مركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة، والتي انطلقت تحت شعار «انطلاقة التحدي 3»،

وشاركت فيه عديد من مراكز ذوي الاحتياجات والمدارس في الدولة، الذين ملأوا جنبات الصالة المغطاة بنادي الجزيرة حيوية ونشاطاً بما قدموه خلال هذا اليوم. اشتمل المهرجان الرياضي على عدد من الفعاليات والأنشطة الخاصة بذوي الاحتياجات تكرس فيهم الثقة بالذات والقدرة على ممارسة الأنشطة التي يؤديها كافة فئات وأفراد المجتمع، وقد أعطى إشارة بدء الدورة الشيخ محمد بن خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، تلا ذلك عزف السلام الوطني مصحوباً بوصول الفرق والمراكز المشاركة، ودخولها بشكل منظم وبديع إلى ساحة البطولة. عرض غنائي تم تقديم عرض غنائي جميل بمشاركة طالبات إحدى المدارس حيث استقبله الحضور بعاصفة من التصفيق فور انتهاء ما أدوه من عروض مبهرة، اعجاباً بأدائهن الراقي وحرصهمنعلى مشاركة زملائهن من ذوي الإعاقة لهذه الفعالية المميزة. تلاه عرض لا يقل روعة ودهشة عن سابقه تشاركت فيه طالبات إحدى المدارس مع واحد من ذوي الإعاقة وقدموا ألواناً من الحركات الإيقاعية والألعاب البهلوانية المدهشة، وأخذ الطالب في تقديم استعراض شيق انتزع به التصفيق والاعجاب بقدرته على تأدية حركات صعبة ومتميزة في آن، ثم كان انطلاق البطولة مع مباراة كرة القدم بين فريق من ذوي الإعاقة ومنافسه من الأسوياء، حقق فيها ذوو الإعاقة مفاجأة للجماهير عبر تسجيلهم هدفين متتاليين في الفريق المنافس على غير المتوقع إلى أن استفاق منافسوهم، وبدأوا في التسجيل ليحققوا التعادل ثم التقدم ويعود ذوو الإعاقة للتسجيل من جديد واحراز التعادل لتنتهي بعدها بدقائق المباراة وسط اعجاب الحضور بالعزيمة واللياقة التي يمتع بها ذوو الإعاقة، وهو ما ظهر في باقي فعاليات الدورة الرياضية التي نظمت من أجل ذوي الإعاقة. الحياة الكريمة عن هذا المهرجان الناجح قال حسام صابر المشرف بمركز تنمية القدرات وهو الجهة المشرفة على الحدث، إن تنظيم هذه الدورة يعد استمراراً لرسالة المراكز التي تعني بذوي الاحتياجات في رفع المعاناة عن ذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم المساعدة لهم وإزالة الآثار النفسية المترتبة لديهم حول الإعاقة، وأيضاً حتى يكون لذوي الاحتياجات الخاصة تواجد في كل المناسبات والفعاليات ولنستطيع إيصال صوتهم للجميع بأن لهم الحق في الحياة الكريمة. وأشار إلى أنه بعد النجاح المبهر الذي حققته البطولتان السابقتان الذي نجح مركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة في تنظيمهما جاءت استعدادات لتنظيم تلك البطولة الرياضية الثالثة (انطلاقة التحدي 3 ).

والتي حققت نجاحاً وإقبالاً من جهات ومؤسسات عديدة في المجتمع، سارعت جميعاً إلى مد يد العون لذوي الإعاقة ومشاركتهم يومهم الرياضي الذي صار عيداً يتكرر كل عام.

وأوضح صابر أن المسابقات شملت كرة القدم والسباحة وجري التتابع وسباق الحواجز وكرة السلة وشارك في المنافسات الفئة العمرية من ست سنوات وما فوق. كما امتازت البطولة لهذا العام بمشاركة اثنتي عشرة مؤسسة متخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة بواقع 13 لاعبا من كل مركز موزعين على الألعاب المختلفة وبرعاية مجموعة من المؤسسات الحكومية والخاصة والتي تولي اهتماما مستمرا لهذة الفئة وحضورا جماهيريا من الأهالى والمهتمين بأنشطة ذوي الإعاقة وطلاب بعض المدارس تحدي الإعاقة .

كما أشار صابر إلى أن هذه الدورة تأتي في إطار سعي مراكز ذوي الاحتياجات على دمجهم في المدارس العادية والمجتمع، من هنا تعد البطولة بطولة لهؤلاء الطلاب في تحدي إعاقتهم ليثبتوا للعالم أجمع أن لهم حق في الحياة أسوة بغيرهم وأن لديهم امكانات قد تكون محدودة ولكنهم يستطيعوا أن يتخطوا إعاقتهم ويثبتوا أنهم أبطال قادرون على المشاركة ببطولات رياضية اسوة بغيرهم.

وتمثلت أهداف بطولة انطلاقة التحدي3 في خلق روح التنافس بين الطلاب والإحساس بالفوز، بث روح التنافس بين المراكز المشاركة لصالح ذوي الاحتياجات الخاصة، إدخال الفرحة في قلوب أولياء أمور طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، ونشر الوعي بين طلاب المدارس وتعزيز فهم القضايا المرتبطة بالعجز الناتج عن الإعاقة وإبراز ما لدى المعاق من قدرات خاصة، توفير فرص التكافؤ للمعاقين من خلال مشاركتهم في أنشطة مساوية لأنشطة أقرانهم الأسوياء، إبراز المتميزين من ذوي الاحتياجات الخاصة وتقوية الثقة بأنفسهم، تحسين وتطوير الأداء الحركي لدى ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال المشاركة في المسابقات الرياضية، تعزيز الصفات الإيجابية والتعاونية لدى الفرد من خلال أنظمة اللعب والنشاط التي من خلالها يتكيف الفرد لمصلحة المجموعة والتي ترتكز على مبدأ احترام القوانين والمساواة والعدل. إلى ذلك أكد صابر على أن منافسات البطولة جرت في جو من الألفة والسعادة من جميع المشاركين سواء منظمين أو مدارس أو جهات راعية أو المراكز المشاركة، والتي أعرب جميعهم عن شكرهم وتقديرهم لمركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة على تنظيم هذه البطولة الرائعة، وعلى الحفاوة البالغة التى قوبلوا بها من منظمي البطولة، كما أثنوا على التنظيم الرائع للبطولة بدءا من استقبال الضيوف والمدارس والمراكز المشاركة، طابور العرض، الفقرات الغنائية التى أدتها تلميذات مدرسة انترناشيونال كومينتى، المبارة الاستعراضية التى جرت بين طلاب مركز تنمية القدرات ولاعبي نادي الجزيرة الرياضي.

نادي الجزيرة

من ناحيته أعرب أحمد محسن الحامد رئيس مجلس إدارة مركز تنمية القدرات عن سعادته بالانجاز الراقي الذي تم تحقيقه للأهداف المرجوة لهذة الفئة في البطولة الرياضية للسنة الثالثة، كما اشاد بدور نادي الجزيرة على ما يقدمه من دعم متواصل في شحذ همم ذوي الاحتياجات الخاصة، والدفع بهم نحو النجاح والاستمرارية في البطولات الرياضية، التي تجسد تكاتف المجتمع بكافة فئاته من اجل رعاية وتنشيط مبادرات ومواهب ذوي الإعاقة والتي تمتلك من إبداعات وقدرات خلاقة ومواهب قد لا تتوافر في الكثير من الأصحاء. ووجهت سميرة سالم مؤسس ومدير مركز تنمية القدرات، الجهة المنظمة للحدث، شكرها وتقديرها الى سمو الشيخة سلامة بنت طحنون بن محمد آل نهيان لرعايتها البطولة للسنة الثالثة ولحضور الشيخ طحنون بن خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان وللجهات الرسمية والخاصة التى ساندت البطولة الرياضية، مؤكدة أن مثل هذه المبادرات تساهم في دمج ذوي الإعاقة في المجتمع. وأضافت انطلاقا من مبدأ تكافؤ الفرص للجميع وتحقيقا لرسالة المركز نؤكد دعمنا ومساندتنا لذوي الاحتياجات الخاصة والعمل على تعزيز فهم القضايا المرتبطة بالعجز الناجم عن الإعاقة.

كما أشارت إلى أن تنظيم مثل هذه الفعاليات والأنشطة يهدف إلى إعداد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للدمج في المجتمع، ونشر الوعي الثقافي عن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتغيير النظرة إليهم وكيفية التعامل معهم والتأكيد على أن هؤلاء الأطفال لديهم من القدرات والامكانات ما يؤهلهم لكي يصبحوا أبطالاً رياضيين مثل أقرانهم العاديين.

الدمج الاجتماعي

وقالت إن هذه البطولة حققت نتائجها في الدمج الاجتماعي للأطفال المعاقين مع أقرانهم العاديين من خلال مشاركة أطفال المدارس في تشجيع وتحفيز المعاقين أثناء منافسات البطولة. كما ساهمت البطولة في نشر مزيد من الوعي بالمعاقين وكيفية التعامل معهم وتقبلهم والتي تجسدت في تغير سلوكيات أطفال المدارس في التعامل مع المعاقين وتشجيعهم على المشاركة في هذه البطولة مقارنة بطولة العام الماضي والتي تنم على اكتساب هؤلاء الطلاب لثقافة تقبل المعاق والإيمان بقدراته وإمكاناته وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي له.

من جانبهم أشاد مديرو مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة المشاركون بالبطولة، بالدعم الذي تحظى به فئات ذوي الاحتياجات الخاصة بالدولة بفضل الرعاية الكريمة من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله وتوجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، لرعاية ومساندة مؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة وإعطائها الأولوية ضمن خطة إمارة أبوظبي للتطوير ودمج هذه الفئة في المجتمع. نشأة رياضة المعاقين تعود نشأة رياضة المعاقين إلى جو ثمان الطبيب بمستشفي «مستيكم ما ندفيل» بانجلترا وذلك أثناء الحرب العالية الثانية، حيث بعدها لاحظ الطبيب جو ثمان الخمول والكسل وفقدان الثقة بالنفس التى يعانى منها المعاقون الذين تسببت الحرب العالمية في مرضهم، فأقاموا في المستشفى دون أي نشاط. وفكر في إنشاء ألعاب ستيل ماندفيل للمشلولين عام 1948، لكي يساعد هؤلاء المعاقين على استعادة معنوياتهم وتوازنهم النفسي والجسمي، حتى يكون دمجهم في المجتمع من جديد خصصت ألوان من النشاط الرياضي يتناسب وقدراتهم البدنية والحركية التى أوصلتهم الإصابة إليها.

المصدر: أبوظبي مهرجان رياضي شامل بنادي الجزيرة

المصدر / الاتحاد

Comments (0)
Add Comment