سنابل الأمل / متابعات
قدمت مبادرة “أرى” التابعة لـ”مؤسسة كلمات” نموذجاً رائداً على مستوى العالم في تمكين الأطفال المكفوفين وذوي الإعاقات البصرية، وضمان حقوقهم في الوصول إلى مصادر المعرفة، إذ تعد المبادرة الأولى من نوعها التي تجري دراسات استقصائية على الأطفال ضعاف البصر والمكفوفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال وشرق أفريقيا، وصاحبة أكبر جهد في نشر المعرفة لهذه الفئة من الأطفال، حيث وزعت منذ انطلاقها في العام 2017 عشرات آلاف الكتب الميسرة على مدارس ومؤسسات من القطاعين الحكومي والخاص في عدد من البلدان العربية والأجنبية.
وجاءت هذه الجهود الاستثنائية للمبادرة استناداً لنتائج الدراسات المتخصصة التي أجرتها، فقد كشفت شحاً في عدد الكتب الميسرة في الوطن العربي، وعدم قدرة معظم الأطفال المكفوفين على الوصول إليها، وفجوة مقلقة في حصولهم على فرص عادلة ومتكافئة مع زملائهم المبصرين، وهو ما قاد المبادرة لإنتاج 30 ألف كتاب ميسر مطبوع بصيغة “برايل”، ومطبوع بأحرف كبيرة، وكتاب صوتي، قدمتها لأكثر من 45 جهة في 11 دولة، إضافة إلى تزويد المدارس في جميع أرجاء دولة الإمارات العربية المتحدة بالكتب الميسرة بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي.
وتوزعت قائمة الدول المستفيدة من مبادرة “أرى” على ثلاث قارات هي آسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية، وضمت كلاً من: دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، ودولة الكويت، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، ودولة فلسطين، والمملكة المغربية، وسلطنة عمان، وجمهورية الجزائر، والولايات المتحدة الأميركية.
ويمثل هذا الإنجاز المرحلة الأولى من أهداف المبادرة الرامية إلى دعم الأطفال المكفوفين وضعاف البصر وذوي الإعاقات البصرية وتزويدهم بالكتب الميسرة بتنسقيات يسهل عليهم استخدامها بهدف تنمية قدراتهم المعرفية، وتسليط الضوء على الجهود الموجهة نحو تعزيز اندماجهم في مجتمعاتهم، إضافة إلى نشر الوعي بقضاياهم، وتعريف الناشرين بالتقنيات والأدوات المستخدمة في صناعة الكتب الميسرة.
ولم تكتف المبادرة بهذه الإنجازات المحلية والدولية، وإنما عملت على إنتاج أكثر من 100 كتاب إلكتروني بصيغة (Epub3)، لتتيح الفرصة أمام الأطفال ضعاف البصر وذوي الإعاقات البصرية الأخرى الوصول لمكتبة متنوعة يمكنهم من خلالها تعديل وتكييف حجم خط النصوص وألوانها بما يتناسب مع احتياجاتهم.وقالت آمنة المازمي، مديرة مؤسسة كلمات: “نحتفي اليوم بالانتهاء من توزيع الدفعة الأولى من الكتب الميسرة، حيث تحققت هذه النجاحات والإنجازات بفضل رؤية الشيخة بدور القاسمي، مؤسسة ورئيسة مؤسسة كلمات، ودعمها الكامل وجهودها المباركة في مساعدة المكفوفين وضعاف البصر، وتكريس حقهم الإنساني الطبيعي في الوصول إلى المعرفة، وتعزيز مشاركتهم في الحياة الثقافية والإبداعية أسوة بأقرانهم”.وأشارت المازمي إلى أن الخطط المقبلة تتضمن تشكيل “حلقة نقاش أرى”، التي تقام الشهر الحالي للأفراد المكفوفين وضعاف البصر، والمؤسسات المعنية بالإعاقات البصرية، ودور النشر، حيث تشارك مؤسسة كلمات مع الحضور إنجازاتها وأهدافها المستقبلية، وتستمع إلى احتياجاتهم وأهدافهم، للتعاون معاً في توفير الكتب الميسرة من خلال تفعيل الترخيص الذي حصلت عليه للاستفادة من “معاهدة مراكش”.
وحول أهمية الجهود التي تقودها مبادرة “أرى”، عبر عدد من ممثلي الجهات المستفيدة من المبادرة عن حجم تأثيرها على آليات حصول الأطفال على المعرفة، وتسهيل اندماجهم في مجتمع الطلاب، خاصة في المراحل العمرية الأولى لهم على مقاعد الدراسة.
وقالت الدكتورة نجاح الخلايلة، مديرة أكاديمية المكفوفين بمدرسة عبدالله ابن أم مكتوم للمكفوفين، في عمان: “الجميل في المبادرة التي قدمتها مؤسسة كلمات أن الطالب سيقرأ القصة بنفسه، وهذه القصص لا تشعر الطالب بالملل، وإنما بحب التعلم، وتفضي قراءتها إلى تجميع حصيلة كبيرة جداً من الكلمات الجديدة يتمكن الأطفال من استخدامها في حياتهم اليومية والأكاديمية والمدرسية”.
بدورها، قالت إنشراح سعادة، رئيسة قسم التواصل الاجتماعي في المدرسة الأسترالية الدولية: “كانت المكتبة مكاناً مظلماً وغامضاً للأطفال المكفوفين، ولكن بعد أن وفرت مؤسسة كلمات الكتب الميسرة التي تتضمن قصصاً مكتوبة بطريقة “برايل”، أصبحت المكتبة عالمهم المفضل المليء بالخيال والأحلام”.
من جهتها، قالت خولة بشارات، أم الطفلة الكفيفة تالا:
“إن القصص التي حصلنا عليها من مؤسسة كلمات والورش التي قدمتها المؤسسة طوال العام، تهدف إلى الوصول إلى الطفل الكفيف لتشعره بأنه جزء من العالم وأنه قادر على أن يكون مثل زملائه من الأطفال المبصرين”.