سنابل الأمل/متابعات
النجاح لا يأتى من القدرة الجسدية، بل يأتى من إرادة لا تقهر، وكفاح مستمر، ومن أصحاب الإرادة القوية محمد محمد، الذي سخّر إرادته لتحويل الظلام إلى نور يضيء به طريقه نحو مستقبل أفضل.
صاحب الـ24 عامًا، حرم من نعمة البصر، لكنه لم يحرم من نعمة البصيرة، حصل على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية، وتم تعيينه ضمن نسبة الـ5% لذوى الإعاقة، حيث قال: «لم أكن أعلم أن الحياة ستكون بتلك الصعوبة، لكنى راض بقضاء الله وقدره، وقابلت التحدى بالأمل، فأنا تلقيت تعليمى بمدرسة النور للمكفوفين، وتعلمت فيها الكتابة والقراءة بطريقة «برايل»، وطورت مهارتى فى النحت من خلال الورش والأفران التي تستخدم الطين الأسوانى، علاوة على قدرتى على عمل نماذج تعليمية للمكفوفين من خلال الكرتون والورق.
وتابع: «قدمت مجسمات من الكارتون لمكتبة الإسكندرية، وشاركت فى فترة الجامعة بمسابقة، وحصلت على مركز أول عام ٢٠٢٠، شاركت فى عدة مسابقات لوزارة الثقافة وحصلت على عدة مراكز وشهادات»، مضيفًا: «بعد أن التحقت بالجامعة شعرت، بحالة من اليأس، لكن مركز طه حسين للمكفوفين بمكتبة الإسكندرية، قدم لى الدعم ومنحنى فرصة، خلال الاحتفال السنوى بمخترع طريقة برايل» لويس برايل» بعرض لوحاتي، المجسمة ومنحوتاتى من الطين الأسوانى.
وأوضح أن أبرز الصعوبات التى واجهها خلال فترة الدراسة بالجامعة، هى عدم وجود كتب بطريقة «برايل»، وكنت أعتمد على الاستماع وأخذ دروس خصوصية خارج الجامعة، علاوة على مساعدة والدتى التى كانت تقرأ لى المنهج، لذلك أتمنى أن يكون بالجامعات كتب خاصة بالمكفوفين بطريقة «برايل»، فهذا الأمر منعنى من استكمال دراستى بعد الليسانس للحصول على الماجستير.