هل يمكن علاج التوحد عند الكبار وأهم طرق العلاج

سنابل الأمل/متابعات

عند الحديث عن التوحد، فإن أول ما د يتبادر إلى أذهاننا هو ما يبذله الوالدين من أجل علاج هذا الاضطراب لدى أطفالهم في عُمرٍ مُبكر، ومع ذلك فإن الكثير من الحالات قد تصل إلى عُمر مُتقدمٍ دون أن تحظى بالعلاج اللازم لمرض التوحد بأنواعه.

 

هذا التأخر قد يحدث عن جهلٍ بأهمية العلاج المُبكر ودورهِ، أو افتقاد إمكانية الوصول إلى العلاجات الطبية المُثلى، وفي هذا الملف نتناول سُبل علاج التوحد عند الكبار، ونصائح التعامل مع هذه الحالة من بل المُحيطين.

 

نبذة عن التوحد لدى الكبار

 

مرض التوحد عند الكبار (Autism in adults) هو أحد الاضطرابات العصبية التي تُصيب الجهاز العصبي لدى الإنسان، وتتسبب في الإصابة بالعديد من الأعراض غير المحمودة، والتي قد تُعيق حياة الإنسان وقُدرته على أداء المهام المُختلفة، مثل التواصل مع الآخرين، وتفهّم مشاعرهم.

 

وعلى الرغم من أن أعراض التوحد عادةً ما تظهر في سنٍ مُبكر، إلا أنها قد تتأخر في بعض الأحيان ولا تظهر إلا في أعراضٍ مُتكررة، ويُعاني مرضى التوحد من عدم قُدرة المريض على فهم مشاعر الآخرين والتعامل معها.

 

ما الأعراض التي تظهر على من لديه توحد؟

 

توجد العديد من الأعراض التي من شأنها أن تُسهم في تمييز إصابة الكبار بمرض التوحد، بعضها شائع، والبعض الآخر أقل شيوعًا، وتشمل أبرز علامات التوحد الشائعة لدى الكبار ما يلي:

 

الحساسية الزائدة: في كثيرٍ من الأحيان قد يُعاني مرضى التوحد من الحساسية الزائدة تجاه الأصوات، والأضواء، والرائحة النفاذة، هذه الحساسية من شأنها أن تُعيقهم عن الكثير من الأنشطة اليومية.

 

صعوبة التحدث: يعاني مرضى التوحد من صعوباتٍ مُتعددة على مُستوى التحدث مع الآخرين، وتكوين الجُمل الواضحة والصحيحة، والتواصل العام مع الآخرين وفهم مشاعرهم.

 

الارتباك والقلق الدائم: يتسبب التوحد في فقدان السيطرة على العواطف، والإصابة بالارتباك والقلق المُستمر، وعدم القدرة على التعامل مع المشاعر الشخصية بتفهم، فضلًا عن مشاعر الآخرين.

 

العمل الفردي: يعاني مرضى التوحد الكبار من الميل إلى آداء المهام المُختلفة بمفردهم، مثل ميل الشخص إلى أداء مهام العمل بمُفرده، وأداء الأنشطة المُختلفة (الرياضة، تناول الطعام، المشي، مُشاهدة التلفاز، الأنشطة الترفيهية) بمعزلٍ عن مشاركة الآخرين.

 

الهوس بأمورٍ معينة: مثل الاحتفاظ بأغراضٍ معينة والهوس بها، أو القيام بسلوكياتٍ مُعينة، أو هواياتٍ مُعينة، أوأنشطةٍ بعينها.

 

صعوبات الاستيعاب: يمتاز مرض التوحد لدى كبار السن بمواجهة المريض صعوبةً بالغة في الاستيعاب، مثل استيعاب أفعال الآخرين، وأفكارهم، والتفرقة ما بين المزح والجدّية، وغير ذلك من الأمور.

 

ما أسباب التوحد لدى الكبار؟

 

عادةً ما تبدأ الإصابة بالتوحد من مراحل الطفولة الأولى، ولا توجد أدلةٌ علميةٌ واضحة من شأنها أن تقودنا إلى معرفةٍ دقيقةٍ لأسباب التوحد لدى الكبار، لكن توجد العديد من المُحفزات لهذا الاضطراب، مثل:

 

مشاكل الحمل: في بعض الأحيان قد يُصاب الخُدّج باضطراب التوحد نتيجة بعض المشاكل التي قد يتعرض لها الجنين خلال الحمل، مثل تناول الأم لأدويةٍ مُعينة تنتقل للجنين عبر المشيمة، أو التعرض للسموم والإشعاع الضار خلال فترة الحمل، وكذلك في حال تعرض الأم للعدوى الفيروسية خلال مراحل الحمل الأولى.

 

الاضطرابات الجينية: توجد بعض الاضطرابات الجينية التي تلعب دورًا في تعزيز فُرص الإصابة بالتوحد، والذي قد تظهر أعراضهُ في عُمرٍ مُبكر، أو في أعمارٍ مُتقدمة نسبيًا.

 

الأسباب الوراثية: لوحظ أن الأشخاص الذين لديهم تاريخٌ عائلي للإصابة بالتوحد عادةً ما يُصبحون أكثر عُرضةً للإصابة باضطراب التوحد بمُختلف أنواعهِ دونًا عن غيرهم.

 

هل يوجد علاج للتوحد الذي يُصيب الكبار؟

 

لا يوجد نهائي للتخلص من التوحد عند الكبار، ومع ذلك توجد العديد من الوسائل التي من شأنها أن تُعين مرضى التوحد المُتقدمين في العُمر على الإندماج مع المُجتمع، وقضاء حياةٍ صحية، وعلى رأسها:

 

العلاج السلوكي المعرفي

 

يلعب العلاج السلوكي المعرفي (CBT)​​ دورًا في توعية المريض تجاه الأفكار السلبية، ومساعدته على تخطي التحديات العاطفية، من خلال عددٍ من الجلسات العلاجية، وتستمر هذه الجلسات لفترةٍ زمنيةٍ مُعينة، حسب تقدير الطبيب المعالج، أو أخصائي العلاج السلوكي.

 

كما يلعب العلاج السلوكي دورًا في مساعدة المريض على التعايش مع اضطراب التوحد، والتكيف مع البيئة المُحيطة، بأشخاصها وتحدياتها، إلى جانب دوره في تعزيز نتائج العلاج الدوائي في حال وصفه من قبل الطبيب المُعالج.

 

العلاج الدوائي

 

كما أسلفنا، فإنه لا يُوجد علاجٌ فعال للتخلص من اضطراب طيف التوحد لدى الكبار نهائيًا، ومع ذلك قد يصف الطبيب العديد من الأدوية التي من شأنها أن تُساعد في التخفيف من الأعراض المُصاحبة للتوحد، مثل الاكتئاب الحاد والمُزمن، التوتر واضطراب القلق العام، وغير ذلك من الأعراض.

 

كما يُمكن للطبيب أحيانًا أن يصف بعض الأدوية لمرضى التوحد الذين يُعانون من فرط الحركة، والسلوكيات العدوانية تجاه الآخرين، وكذلك صعوبات النوم.

 

مجموعات الدعم

 

توفر العديد من مؤسسات العلاجية النفسية، وهيئات المُجتمع المدني العديد من ورش العمل، ومجموعات الدعم النفسي لمرضى التوحد، التي تُسهم في جمع مرضى التوحد ببعضهم البعض، وخلق حلقة وصل فيما بينهم من أجل تبادل الأفكار، واكتساب المهارات الحياتية.

 

كما تُسهم مجموعات الدعم في اكتساب الخبرات التي تعينهم على التعامل مع المُحيط، وفهم مشاعر الآخرين، ولا يقتصر دور مجموعات الدعم على تحسين أعراض التوحد لدى الأطفال فقط، وإنما يصلح كذلك للكبار.

 

العلاج الطبيعي

 

في بعض الأحيان قد يُعاني مرضى التوحد الكبار من إعاقاتٍ وأعراضٍ حركية، مثل وهن العضلات وضمورها، بالإضافة إلى التشتت وفقدان التوازن، في هذه الحالات يُمكن للعلاج الطبيعي من خلال مجموعةٍ من الجلسات المُنتظمة أن يُسهم في التقليل من حدة الأعراض وتسهيل حياة المرضى.

 

العلاج المهني

 

يُسهم العلاج المهني للتوحد (OT Occupational Therapy) في مُساعدة مريض التوحد من الكبار على التكيف مع بيئة العمل بما تتضمنهُ من صعوبات، الإضافة إلى زيادة استقلالية المريض، واعتماده على نفسه في أداء الأنشطة المُختلفة، والمُوازنة ما بين الأداء الوظيفي، والنسق الشعوري أو الحسي لمريض اضطراب التوحد.

 

كيف يُمكن لهاربور مُساعدتك؟

 

يتمثل هدف هاربور في تقديم أفضل الخدمات الطبية، باتباع أعلى معايير الجودة والسلامة، وتعزيز مبدأ احترام خصوصية المريض ومُرافقيه، على يد مجموعةٍ من أمهر المُختصين في الطب النفسي، بنهجٍ يوافق أحدث ما توصل إليه العلم على مُستوى العالم.

 

يمتلك المُختصون فهمًا دقيقًا لحالات التوحد عند الكبار، بما يتضمنه من أعراضٍ، وتداعياتٍ، ومُضاعفاتٍ صحية، واحتياجاتٍ نفسيةٍ وجسديةٍ للمرضى، مما يؤهلهم للتعامل مع الحالة، والوصول إلى الطريق الذي يُسهم في التخفيف من الأعراض، وإعادة التأهيل من أجل التعايش مع المُجتمع.

 

ومن أهم الأمور التي يتطلع إليها من يعاني من التوحد من الكبار هي الحصول على الاهتمام من قبل الفريق العلاجي، وهو ما يركز عليه المركز تحت شعار (فريقٌ كاملٌ متكاملٌ لكُل عميل)، هذا النظام العلاجي من شأنه أن يُسرّع من نتائج العلاج وإيصال العميل إلى برّ الأمان.

 

 

المصدر

harborlondon.com

 

 

Comments (0)
Add Comment