سنابل الأمل/متابعات
أطلق مركز الشفلح للأشخاص من ذوي الإعاقة في العاصمة القطرية الدوحة فعالية توعوية بعنوان “ميز التوحد”، ضمن أنشطة شهر التوعية بطيف التوحد، وذلك خلال الأيام من 17 إلى 23 إبريل/ نيسان الجاري، في مجمع الحزم.
وتقام الفعالية تحت شعار “طيف: رحلة فهم واحتواء”، وتهدف إلى رفع الوعي المجتمعي بطيف التوحد من خلال تجربة حسية تفاعلية تحاكي الواقع اليومي للأشخاص من ذوي التوحد، وتسلّط الضوء على التحديات التي يواجهونها في الإدراك والتواصل والتفاعل مع محيطهم.
محطات تفاعلية تنقل الزائر إلى عالم مختلف
تتضمن الفعالية 4 محطات رئيسية، تبدأ بمحطة التحفيز الحسي المفرط، إذ يواجه الزائر مؤثرات بصرية وسمعية حادة لمحاكاة الشعور بالازدحام الحسي. ثم ينتقل إلى محطة الأصوات العالية التي تبرز صعوبة التركيز في بيئة مليئة بالأصوات المتداخلة.
وتليها محطة التواصل الاجتماعي، إذ يمر الزائر بتجربة تحاكي التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي التوحد في فهم الآخرين من خلال رسائل مشوَّشة وغير واضحة.
وتُختتم الجولة بغرفة الإنجازات، التي تعرض قصص نجاح ومواهب منتسبي المركز وشخصيات ملهمة من ذوي التوحد في العالم.
رسائل أمل وإلهام
وأوضحت عائشة محمد المنصور، رئيسة قسم الإنتاج الفني بمركز الشفلح، أن غرفة الإنجازات تهدف إلى تحفيز أولياء الأمور والمجتمع على رؤية الإمكانات الكامنة لدى الأشخاص ذوي التوحد.
وقالت للجزيرة مباشر “الفكرة من الجناح أن يرى الزوار أن الأشخاص ذوي التوحد قادرون على الإنجاز وصناعة الفرق. عرضنا نماذج لفنانين وأبطال ورياضيين من العالم، إلى جانب شخصيات من الشفلح، بدءًا من الطفولة، لإبراز أن الاهتمام والرعاية المبكرة تصنع الفارق”.
تجارب إنسانية تترك أثرًا
من جانبها، عبَّرت منى محمود جمال الدين، وهي إحدى الزائرات، عن تأثرها الشديد بالتجربة، قائلة “الفعالية رائعة. كنت ألتقي بأطفال لديهم توحد، لكن لم أكن أفهم شعورهم. اليوم شعرت فعلًا بما يمرون به”.
أما نادين الفيصل، وهي مشاركة في الفعالية، فقالت للجزيرة مباشر “الصخب والضوضاء كانا مزعجين جدًّا. أدركت كيف يعيش الأشخاص ذوو التوحد وسط كل هذا الوقت. علينا كأفراد ومجتمعات أن نوفر لهم بيئات أكثر راحة واحتواءً”.
دعوة إلى الفهم لا التعاطف فقط
كما أشار بلال أحمد، وهو اختصاصي تربية خاصة ومرشد تربوي بمركز الشفلح، إلى أن الهدف من الفعالية هو تقريب الزائر من التجربة الحسية لاضطراب طيف التوحد.
وأكد قائلًا “الغرف الحسية تساعد في توعية المجتمع بشأن التحديات اليومية التي يواجهها الأشخاص من ذوي التوحد، والتي كثيرًا ما تكون ناتجة عن اضطرابات في الاستجابة للمؤثرات الحسية. من خلال هذه التجربة، ندعو الناس إلى الفهم أولًا، لأن الفهم هو أساس الاحتواء”.
خطوة نحو مجتمع أكثر شمولًا
لم يكن “ميز التوحد” مجرد فعالية توعوية، بل تجربة إنسانية حملت رسائل أمل وفهم، فمن خلال خوض الزوار تجارب حسية تحاكي تحديات التوحد، برزت أهمية الرؤية من زاوية الآخر، وفُتحت آفاق جديدة نحو مجتمع أكثر احتواءً وشمولًا.
المصدر : الجزيرة مباشر