سنابل الأمل /قراءات
“النظرة الجانبية” سلوك ملحوظ و شائع بين أغلب أطفال التوحد
تعالوا نعرف الأسباب المحتملة بناءً على فهم علمي بسيط للدماغ الحسي وطبيعة الطفل التوحدي .
“النظرة الجانبية” أو ما يُعرف بالـ Side Glancing، هي نظرة الطفل من طرف عينه بدل النظر مباشرة. السلوك ده بيظهر كتير عند الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد. ورغم إن الشكل الخارجي للسلوك ممكن يظهر غريب أو يثير القلق، إلا إنه في الحقيقة طريقة طبيعية ومنطقية يتفاعل من خلالها الطفل مع العالم حواليه.
ماهي الأسباب المحتملة ؟؟؟
—
1. الحساسية الحسية الزايدة
أطفال كتير عندهم توحد بيكون عندهم حساسية مفرطة من المؤثرات البصرية مثال الإضاءة القوية أو الألوان الزاهية أو حركة أي شيء أمامه عندما الطفل ينظر من الطرف، هذا يقلل شدة المنبهات اللتي توصل لعينيه، فيحس براحة أكتر. بمعنى تاني، النظرة الجانبية بتكون وسيلة ذكية للطفل من أجل تخفف الضغط الحسي أو ( الحمل الحسي )
—
2. التحفيز الذاتي البصري (Visual Stimming)
أحيانًا، الطفل بيستخدم النظرة الجانبية كوسيلة للتحفيز الذاتي.
أي يراى من الزاوية لأنه يستمتع برؤية الضوء أو الأشكال وهي تتحرك بشكل معين لما يراها من الزاوية. السلوك هذا يهديه ويساعده ينظم نفسه لما يكون متوتر أو فرحان.
—
3. تجنب التواصل البصري المباشر Avoiding direct eye contact
بعض الأطفال المصابين بالتوحد يحسوا بتوتر أو قلق من التواصل البصري المباشر.
فلما ينظروا من طرف اعينهم، يقدروا يلاحظوا اللي حواليهم من غير ما يحسوا بالضغط أو التوتر اللي يأتي من النظر المباشر لأعين الناس.
—
4. طريقة مختلفة لمعالجة المعلومات البصرية
لديهم طريقة فريدة في تحليل الصور والمعلومات اللتي يروها.
أطفال التوحد غالبًا يركّزوا على التفاصيل الصغيرة بدل الصورة الكاملة، والنظر من الزاوية يساعدهم أن يروا الحاجة بالطريقة اللتي تريحهم وتجعلهم يركزوا أكتر.
—
5. وسيلة للتركيز أو التنظيم Self regulation method
أحيانًا، النظرة الجانبية تساعد الطفل يركّز.
لما ينظر من الزاوية، هو كأنه يقلل المشتتات اللتي حواليه، فيقدر بعد ذلك أن يركز على حاجة معينة أكتر، سواء كانت لعبة أو حركة.
—
هل سلوك النظرة الجانبية يعتبر مشكلة؟
غالبا ، لا.
سلوك النظرة الجانبية ليس مؤذي ولا يحتاج “تصحيح”. هو ببساطة أسلوب الطفل في التفاعل مع البيئة من حواليه. لكن لو السلوك أصبح متكرر جدًا أو يؤثر على تعلّمه أو أمانه، ممكن نستشير أخصائي من أجل تقييم أعمق.
—
إزاي ندعم الطفل؟
تقبل الإختلاف
لا تجبر الطفل على التواصل البصري، ودعه يتفاعل بطريقته.
لاحظ متى وليه بيعمل كده؟: هل عندما يكون قلق؟ أو عايز يرتاح؟
خفف الإضاءة والمشتتات البصرية من حواليه وخلي الجو مريح بصريًا.
افهم احتياجاته الحسية لأنها ليست تصرف غريب ولا مشكلة يلزم اصلاحها ، هي إسلوب فريد يعبر فيه الطفل عن نفسه ويتفاعل مع العالم.
ومن هذا المنطلق نفهم لماذا أول خطوة لدعم الطفل ومساعدته يشعر إنه مرتاح .