سنابل الأمل/ متابعات
طيف التوحد هو اضطراب عصبي سلوكي يؤثر على نمو الطفل، ويتسبب في جعل الطفل يتواصل بصعوبة مع من حوله، إلى جانب أنه يجعل سلوكيات الطفل متكررة ومحدودة.
وتختلف شدة أعراض الاضطراب من شخص لآخر، ولهذا يُطلق عليه طيف، وتظهر الأعراض عادةً خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر، وقد يلاحظها الأهل فجأة بعد فترة نمو طبيعي، كما يُعتبر الذكور أكثر عرضة للإصابة بالتوحد مقارنةً بالإناث، ويُلاحظ أن ظهوره لا يرتبط بعوامل مثل مستوى المعيشة أو التعليم.
التغذية العلاجية لطيف التوحد
يعاني العديد من الأطفال المصابين بالتوحد من انتقائية شديدة في تناول الطعام، وقد يقتصر نظامهم الغذائي على نوعين أو ثلاثة فقط، وفيما يلي بعض الاستراتيجيات الغذائية المستخدمة لتحسين سلوكيات تناول الطعام لدى أطفال التوحد:
الحمية الخالية من الغلوتين والكازين (GFCF Diet)
تقوم هذه الحمية على استبعاد الغلوتين (بروتين موجود في القمح والشعير) والكازين (بروتين موجود في الحليب) من النظام الغذائي.
ويُعتقد أن بعض المصابين بالتوحد قد يعانون من متلازمة تسرّب الأمعاء، مما يسمح بدخول هذه البروتينات غير المهضومة إلى مجرى الدم، وبالتالي التأثير على وظائف الجهاز العصبي، ورغم بعض التقارير الإيجابية، إلا أن فعالية هذه الحمية لم تثبت علميًا بشكل قاطع.
تجنّب المركبات الفينولية والساليسيلات
انخفاض قدرة الجسم على تكسير هذه المركبات قد يؤدي إلى تراكم ناقلات عصبية مثل السيروتونين، مما قد يؤثر على السلوك.
الابتعاد عن الإضافات الغذائية الصناعية
يفترض أن بعض المواد المضافة مثل الأسبارتام، والغلوتامات أحادية الصوديوم، والألوان الصناعية (مثل E110، E102، E122)، وبنزوات الصوديوم، قد تؤثر سلبًا على سلوك الأطفال المصابين بالتوحد.
استخدام المكملات الغذائية
أظهرت بعض الحالات وجود اختلالات في عمليات التمثيل الغذائي أو الوظائف الحيوية لدى الأطفال المصابين بالتوحد، مما قد يستدعي تناول جرعات عالية من الفيتامينات والمعادن، مثل فيتامينات A، B6، C، والزنك والمغنيسيوم، ومع ذلك فإن استخدام هذه المكملات يجب أن يكون تحت إشراف طبي، خصوصًا لأن الجرعات المقترحة قد تتجاوز الحدود الآمنة.
نصائح غذائية لأطفال التوحد
فيما يلي بعض الإرشادات التي تساعد في تحسين تجربة التغذية لدى الأطفال المصابين بطيف التوحد:
تنظيم مواعيد الطعام: يُفضّل تقديم الوجبات في أوقات منتظمة وفي بيئة هادئة لتقليل التوتر الناتج عن التغيرات المحيطة.
الانتباه للحميات المقيدة: يجب التأكد من أن الحميات الغذائية التي تستبعد مكونات معينة لا تؤدي إلى نقص غذائي، ويفضل استشارة اختصاصي تغذية قبل البدء بأي حمية.
توفير خيارات متنوعة: يُمكن أن يساعد إشراك الطفل في التسوق أو اختيار الأطعمة في تقبله لأصناف جديدة، مع مراعاة الحساسيات الفردية تجاه الطعم، اللون، أو الملمس.
أسباب اضطراب طيف التوحد
لا تزال الأسباب الدقيقة لحدوث التوحد غير معروفة، ولكن يُعتقد أنها تعود إلى خلل في مناطق محددة من الدماغ مسؤولة عن المعالجة الحسية واللغة، كما تشير الأبحاث إلى وجود عوامل جينية قد تزيد من خطر الإصابة.
وتشمل العوامل التي قد تزيد من احتمال إصابة الطفل بالتوحد:
- تقدّم عمر الأبوين.
- تعرض الأم أثناء الحمل لبعض الأدوية أو المواد الكيميائية.
- إصابة الأم بمرض السكري أو السمنة.
- تناول أدوية معينة مثل أدوية الصرع أثناء الحمل.
- وجود أمراض وراثية مثل اضطراب بيلة الفينيل كيتون أو الإصابة بالحصبة الألمانية أثناء الحمل.
الوطن