الأسلوب الأفضل للتعامل مع الأشخاص المعاقين

سنابل الأمل/ متابعات

تم سن القوانين وإبرام الاتفاقيات التي تنظم حياتنا ومختلف شؤوننا. وعند البحث في القوانين والقرارات المتعلقة بتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، نجد أن الوطن العربي يعد من أوائل المناطق في العالم التي اهتمت بهذه الفئة ورعتها، مما يدل على الوعي المتجدد والمسؤولية التي نتحملها جميعًا، انطلاقًا من مبدأ “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”. وهذا هو ما أود أن أبدأ به حديثي عن آداب التعامل مع ذوي الإعاقة.

إن مفهوم الإتيكيت، بمعناه البسيط، هو مجموعة من القواعد والضوابط المتعلقة بالذوق واللياقة التي تُستخدم في التعامل مع الآخرين.

من خلال هذا التعريف، نجد أن هناك بعض الأشخاص الذين يجهلون آداب التعامل مع ذوي الإعاقة، وقد يكون هذا جهلًا آخر بجانب الإعاقة نفسها، حيث أن هؤلاء هم من يتولون شؤون المعاقين ومصالحهم. ومن يرغب في البحث عنهم، فهم موجودون في محيطنا.

أتحدث عن أشخاص لا يزالون يعتقدون أن التعامل مع ذوي الإعاقة يجب أن يكون جافًا ومحدودًا. إنهم بعيدون عن فهم معاناة هؤلاء الأشخاص أو الإحساس بهم، ويتجاهلون ردود أفعالهم التي غالبًا ما تكون ناتجة عن تلك المعاناة. يتعالى هؤلاء عن تبادل الحديث مع المعاقين، ويتجنبون التواصل الشخصي الذي قد يتعلق بوضعهم الخاص. ومن أفواههم تنطلق نبرات الاستهزاء والسخرية تجاه ذوي الإعاقة، وغالبًا ما تكون عباراتهم صريحة. بينما نجد آخرين يتصرفون كـ”جنتل” عند الحديث مع شخص معاق، لكنهم يتجنبون النظر إليه. فما فائدة تلك القوانين والاتفاقيات إذا كان هناك من يعيش بين هذه الفئة ولا يعرف كيفية التعامل معهم أو ما يحتاجونه بالضبط؟ ربما يعود السبب إلى أننا منحنا إدارة أمورنا لمثل هؤلاء، رغم وجود علماء مختصين في مجالات علم الاجتماع وعلم النفس وغيرهما، وقد جعلناهم يديرون شؤون حياتنا.

إن آداب التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة تحتاج إلى فهم عميق، بدءًا من الكلمات اللطيفة وصولاً إلى استئذان الشخص المعاق قبل مساعدته في حمل أي شيء، ولكن بطريقة لائقة.

نحن بحاجة إلى التحدث إلى المعاقين بنبرة صوت طبيعية، وعدم رفع الصوت، كما نحتاج إلى من يجيد الاستماع دون مقاطعة أو انتقاص من كرامتنا. نحن بحاجة إلى من يصافحنا، حتى لو كانت أيدينا صناعية أو مصابة، حتى لو كانت باليد اليسرى.

كما نحتاج إلى معاملة الأشخاص المعاقين كبار السن بطريقة تتناسب مع أعمارهم، ومناداة المعاقين بأسمائهم لإضفاء روح الألفة والصداقة.

إن حاجتنا تتوقف عند آداب التعامل معنا، فكيفية التعامل معنا هي الأساس، حتى لو أصدرنا العديد من القوانين والقرارات لحماية حقوقنا وتعزيز كرامتنا.

 

المصدر المنال

 

Comments (0)
Add Comment