«شجرة توت» تفتح أبواب الفن أمام ذوى الهمم الموهوبين

سنابل الأمل / متابعات

يبدو أنها شجرة وارفة الظلال، تماما كما أرادت لها الشابة ديانا سعد عندما أطلقت «مؤسسة شجرة توت»، والهادفة إلى اكتشاف الموهوبين من ذوى الهمم ودعمهم بالدمج فى المشهد الفنى والثقافى المصري، وأبعد من ذلك إذا أمكن. خاصة وأن «شجرة توت» قد نجحت مؤخرا فى إطلاق أول مهرجان من نوعه فى الشرق الأوسط لتطوير قدرات الفنانين من ذوى الهمم وربطهم بدوائر الإبداع فى مصر والعالم.

 

عن بداية «شجرة توت»، وإطلاق النسخة الأولى من مهرجان «آرت أبيليتى هاب»، تتحدث ديانا (31 عاما) إلى «الأهرام»، فتقول: «أنا خريجة كلية إعلام، قسم الإذاعة والتلفزيون. وبخلاف دراستي، أملك شغفا كبيرا بالفن والمسرح. ومع ذلك كله، كانت تجربتى فى مجال تعليم وتنمية ذوى الهمم. وخلال هذه الرحلة، لاحظت غياب أى جهود لدمج وقبول ذوى الهمم بالأنشطة الفنية والثقافية، على خلاف جهود قوية لدمجهم فى مجالات أخرى، يتقدمها التعليم».

 

وتتذكر ديانا واقعتين محفزتين، روتها أمامها فتاة تعانى من ضعف النظر الحاد وترتدى عدسات طبية سميكة عن استبعادها من الانضمام إلى الفريق المسرحى فى جامعتها، ثم ما كان من تعرض زملاء لها من ذوى الهمم من صعوبات منعتهم من حضور عرضها المسرحى. وهنا أدركت ديانا ضرورة تغيير ذلك الواقع سواء لأصحاب المواهب من ذوى الهمم، أو للمهتمين منهم بمتابعة الأنشطة الفنية وحضور فعالياتها.

 

والسبيل إلى ذلك كان، وفقا لديانا، بإطلاق «شجرة توت» عام 2021، التى تشرح، أولا، سر تسميتها، فتقول: «المسمى يعكس فلسفة المؤسسة فى تقديم الدعم واستمراره على مدار العام، وليس فقط خلال أيام أو مناسبات معينة، تماما كما يظهر (التوت) مرة واحدة فى العام، لكنه ملون ومتنوع مثل قدرات ذوى الهمم». وتكمل فى شرح أنشطة «شجرة توت»، فتوضح أنها تقدم العديد من الورش، والبرامج الفنية والثقافية للفنانين من ذوى الهمم، والتى تركز على الفنون الأدائية والسينما والمسرح.

 

وكان الحدث الأهم، هو تنظيم المهرجان الفنى الخاص لهذا العام فى يونيو الماضي، والذى استضافته «الجريك كامبوس» بالقاهرة، ونال دعم السفارة الإسبانية مع مؤسسات أخرى. وعن مهرجان «آرت أبيليتى هاب»، تقول ديانا: «يعد حدثا فريدا قصدنا منه ربط الفنانين المصريين من ذوى الهمم مع غيرهم من فنانى دول أخرى مثل إسبانيا ونيجيريا وإيطاليا. وتضمن العديد من الفعاليات والعروض، ومشاركة متخصصين مثل مدرب التمثيل رمزى لينر». وكان المهرجان قد شهد مشاركة عدد كبير من النجوم مثل : محمود حميدة والموسيقى عمرو سليم، والفنان الشاب مينا أبوالدهب، والمخرجة الشابة مى أمجد.

 

ولا تنسى ديانا مكالمة أحد الفنانين من ذوى الهمم والذى قرر تغيير مسار حياته بعد مشاركته فى فعاليات المهرجان، إذ وجد تقبلا ودعما واسعا.

 

ديانا التى حازت جائزة ضمن أكثر المصريات المؤثرات لعام 2022، تحلم بالانتظام فى تنظيم «آرت أبيليتى هاب»دوريا، وأملها أن يستقطب فنانين أكثر من دول شتى . وتختتم صاحبة «شجرة توت» بمناشدة أهالى ذوى الهمم، فتقول: «آمنوا بقدرات أبنائكم، واعملوا على تطويرها، نحن كمجتمع نحتاج لتقبل بعضنا، وفهم احتياجاتنا سواء كانت تعليمية أو جسدية أو تواصلية، الاندماج ليس فقط هدفا بل ضرورة».

 

الأهرام

 

Comments (0)
Add Comment