سنابل الأمل / تحرير
نجح فريق بحثي في الجامعة الأمريكية بالشارقة في توظيف تقنيات التزييف العميق لخدمة فئة الصم وضعاف السمع في دولة الإمارات. قاد هذا المشروع الإنساني المبتكر الدكتور عثمان طارق وشارك فيه المهندس شهزب نعيم، وذلك بهدف تحويل تقنية ارتبطت في الغالب بالاحتيال الرقمي إلى أداة لتعزيز التواصل والشمولية.
كيف يعمل الابتكار؟
طور الفريق نموذجًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنتاج مقاطع فيديو واقعية تحاكي أداء مترجمي لغة الإشارة المحترفين. تسمح هذه الأداة للمتخصصين في مجالات مثل التعليم والصحة، وحتى الشخصيات العامة، بالتواصل مباشرة مع الصم دون الحاجة إلى إتقان لغة الإشارة. أنتج الفريق أكثر من 1200 مقطع فيديو، وأكد خبير مستقل من جامعة إلينوي أن دقتها تتجاوز 90%، مما يثبت قدرتها على سد فجوة حقيقية في مجالات رئيسية.
أهمية المشروع
تأتي أهمية هذا الابتكار في ظل التحديات العالمية المتزايدة، حيث تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 2.5 مليار شخص سيعانون من درجات متفاوتة من فقدان السمع بحلول عام 2050. لا يقتصر تأثير فقدان السمع على الجانب الإنساني فحسب، بل يمتد ليشمل الجانب الاقتصادي، حيث تبلغ كلفته العالمية تريليون دولار سنويًا.
الجانب الأخلاقي والتوسع المستقبلي
حرص الفريق على معالجة المخاوف الأخلاقية المرتبطة بتقنية التزييف العميق، إذ صمم قاعدة البيانات بطريقة تدعم خوارزميات الكشف عن المحتوى المزيف، لتقليل احتمالات الاستغلال السلبي وضمان سلامة المستخدمين.
تتميز هذه التجربة بتعاونها مع جامعات دولية مرموقة مثل موناش وجامعة إلينوي، مما يبرهن على أن الابتكار المؤثر اجتماعيًا يمكن أن ينبثق من أي مكان. يخطط الفريق حاليًا للتعاون مع الجهات المحلية والمؤسسات التعليمية والصحية لاختبار النموذج عمليًا وتطبيقه على نطاق أوسع.