سنابل الأمل / متابعات
تخيّل أنه بمجرد بزوغ فكرةً ما في رأسك، سرعان ما تتحوّل مباشرة إلى حركة ملموسة أمامك، مثل «ذراع روبوتية تلتقط شيئًا، أو مؤشر شاشة يستجيب لإرادتك»، هذا لم يعد مجرد خيال علمي، بل بات واقعًا تجسده تجربة علمية جديدة تفتح بابًا واسعًا أمام مرضى الشلل لاستعادة جزءً من استقلاليتهم.
كيف يعمل النظام؟
نجح فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس (UCLA) في تطوير واجهة دماغ – حاسوب (Brain–Computer Interface) غير جراحية، مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تترجم إشارات الدماغ إلى أوامر حركية دقيقة. يعتمد النظام على قبعة لالتقاط النشاط الكهربائي للدماغ (EEG)، بينما تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي وكاميرا مدمجة بتحليل نية المستخدم لحظيًا وتوجيه الحركة في الاتجاه الصحيح.
نتائج واعدة في التجارب
في الاختبارات العملية، شارك أربعة متطوعين، بينهم شخص مصاب بالشلل في الجزء السفلي من جسده. ارتدى المشاركون القبعة الخاصة، وتمكنوا من:
تحريك مؤشر على الشاشة لإصابة ثمانية أهداف متتالية.
تشغيل ذراع روبوتية لنقل مكعبات من مكان إلى آخر.
النتائج كانت لافتة؛ جميع المشاركين أدوا المهام بسرعة أكبر بفضل دعم الذكاء الاصطناعي. والأكثر إثارة أن المشارك المشلول استطاع إنجاز مهمة الذراع الروبوتية في ست دقائق تقريبًا باستخدام النظام الجديد، بينما لم يتمكن من إتمامها بدونه.
خطوة نحو استقلالية أكبر
الباحث جوناثان كاو، أستاذ الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب في UCLA، أوضح أن الهدف من هذا الابتكار هو توفير بدائل غير جراحية وفعّالة لمرضى الاضطرابات الحركية مثل الشلل أو التصلب الجانبي الضموري (ALS)، مؤكدًا أن هذه الأنظمة قد تمنحهم استقلالية أكبر في حياتهم اليومية.