حنان الأم… ملاذ القلوب ودفء الحياة

سنابل الأمل/ خاص

بقلم: د. عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان

حين نتحدث عن الحنان، فإن أول ما يخطر في البال هو الأم، ذلك القلب الكبير الذي وسِع بحبه ما لم يسعه الكون. إن حنانها ليس مجرد عاطفة عابرة، بل هو نبع متدفق يروي الأرواح، ويُداوي الجراح، ويزرع الطمأنينة في القلوب.

لقد جعل الله سبحانه وتعالى للأم مكانة سامية، إذ قال:

﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾ [لقمان: 14].

فهي التي حملت، ثم وضعت، ثم سهرت وربّت وضحّت، وما تزال تبذل بلا منّ ولا انتظار لجزاء.

وقال رسول الله ﷺ: «أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك» [رواه مسلم].

تأكيدًا على أن برّها وتقديرها يسبق كل برّ، وأن رحمتها لا تضاهيها رحمة في دنيا البشر.

حنان الأم هو المدرسة الأولى التي يتعلّم فيها الأبناء معنى الحبّ الحقيقي، بلا مقابل ولا انتظار. هو الأمان الذي يجعل الطفل يواجه الدنيا بشجاعة، وهو الدفء الذي يظلّ يرافقه حتى وهو رجل كبير أو امرأة ناضجة.

ولعل الشعراء أحسنوا وصف مكانة الأم وحنانها، فقال الشاعر:

الأم مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعبًا طيّب الأعراقِ

أما العرب فكانوا يقولون في أمثالهم: “قلب الأم دليل ولدها”، إشارة إلى قوة إحساسها وصدق مشاعرها تجاه أبنائها.

إن حنان الأم ليس فقط شعورًا يُسعد الأبناء، بل هو في جوهره بناء للأمة، وصناعة للرجال والنساء العظماء. فمن أحسن رعاية أمه وتعلّم من فيض حنانها، كان أقدر على العطاء، وأصدق في الإحسان، وأوفى في المعاملة.

ويبقى حنان الأم أعظم هدية أودعها الله رب العالمين في قلب امرأة، ليبقى نورًا ودفئًا وذكرى لا تموت.

 هذا المقال اجتهاد شخصي، نسأل الله رب العالمين أن ينال رضاكم، وإن كان هناك قصور فالكمال لله وحده سبحانه وتعالى، ونرحب بأي ملاحظات على البريد الإلكتروني: OZO123@HOTMAIL.COM، شاكرين ومقدّرين حسن تعاونكم.

Comments (0)
Add Comment