تحقيق صادم.. 20 ألف جندي إسرائيلي معاق بسبب حرب غزة

سنابل الأمل / متابعات

كشفت صحيفة “معاريف” العبرية عن حجم الخسائر المتزايدة التي تواصل إسرائيل تكبدها جراء العمليات العسكرية في قطاع غزة، مؤكدة أن هذه الخسائر لم تعد تقتصر على الجوانب المالية والعسكرية فقط، بل امتدت لتطال البنية الاجتماعية، والاقتصاد، والمكانة السياسية الدولية.

 

وفي تقرير وصفته بـ”التحقيق الصادم”، أشارت الصحيفة إلى أن معلومات جديدة بدأت تتكشف داخل الدوائر المعنية في تل أبيب، تؤكد أن إسرائيل دخلت نفقًا مظلمًا يصعب الخروج منه، بل وُضعت في “شِراك فخ” شديد التعقيد، وفق تعبيرها.20 ألف عسكري مصاب بإعاقات دائمة

ومن بين أكثر المعطيات “إثارة للقلق”، بحسب الصحيفة، ما أعلنته شعبة إعادة التأهيل بوزارة الدفاع الإسرائيلية مساء الأحد، عن ارتفاع عدد الجنود والضباط المصابين بإعاقات دائمة إلى نحو 20 ألفًا، تم إدراجهم رسميًا ضمن قوائم “معاقي الجيش الإسرائيلي” نتيجة لإصاباتهم في الحرب.

 

ويمثل هذا الرقم قفزة غير مسبوقة في عدد الجرحى العسكريين، ويعكس، بحسب المراقبين، حجم الضغوط التي يتحملها الجيش في مواجهة العمليات المتواصلة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لاسيما مع تعثر العمليات البرية واتساع نطاق المواجهة.عجز في الميزانية

وفي السياق ذاته، أظهرت إحصاءات صادرة عن وزارة المالية الإسرائيلية أن ميزانية وزارة الدفاع تخطت حاجز 30 مليار شيكل (الدولار ≈ 3.3 شيكل)، مع توقعات بارتفاعات إضافية في ظل انطلاق عملية “عربات جدعون 2” داخل مدينة غزة.

 

وحذّرت جهات اقتصادية إسرائيلية من أن استمرار العمليات العسكرية بهذا النسق قد يؤدي إلى تآكل احتياطات الدولة المالية، وسط أزمات اقتصادية ومعيشية باتت تؤثر بشكل مباشر على المواطنين الإسرائيليين.

 

خسائر على جميع الأصعدة

ورصدت الصحيفة قائمة طويلة من الخسائر الأخرى غير العسكرية، أبرزها: محنة الرهائن المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، والتي ما تزال دون أفق للحل.

 

وتنامي المقاطعات لإسرائيل على المستويين الإقليمي والدولي في قطاعات عدة تشمل التعليم، والتجارة، والثقافة، والتعاون العسكري.

 

واندلاع مظاهرات واسعة النطاق مناهضة لإسرائيل في مدن وعواصم حول العالم، فضلاً عن تعرض السياح الإسرائيليين لمواقف عدائية في عدة دول، وصدور أوامر اعتقال دولية ضد قادة إسرائيليين سياسيين وعسكريين، وهي أوامر شملت حتى جنودًا مسرّحين.

 

بالإضافة إلى تراجع في القدرة التصديرية للاقتصاد الإسرائيلي، وتأثر جودة التعليم الأكاديمي بسبب الأوضاع الداخلية والخارجية.

 

 

غياب النقاش السياسي

ورغم حجم الخسائر، تلفت صحيفة “معاريف” إلى ما وصفته بـ”غياب النقاش الجاد” داخل إسرائيل بشأن تداعيات العملية العسكرية على المدى القريب والمتوسط والبعيد، محذّرة من استمرار الحكومة في إطلاق شعارات “مضللة” حول هدف “القضاء على حماس”، دون توفير استراتيجية واقعية لتحقيق هذا الهدف.

 

وتنقل الصحيفة عن مصادر أمنية في تل أبيب قولها إن “شعار القضاء على حماس ليس أكثر من خدعة أنتجها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”، مشيرة إلى أن “فزاعة حماس أخذت حيزًا أكبر من حجمها الواقعي، خاصة وأن الحركة ليست سوى ميليشيا محدودة القوة تدير حرب عصابات في أزقة القطاع”.

 

العودة إلى نقطة البداية

وتنتهي الصحيفة إلى تقدير مفاده أن “إسرائيل، أمام هذا الواقع، كان ينبغي أن تكون في وضع مختلف منذ وقت طويل، وأن تعطي الأولوية للعملية السياسية بدلًا من الرهان على الحل العسكري فقط”.

 

وحذّرت من أن العمليات العسكرية المتوقعة في مدينة غزة قد تعيد المشهد إلى نقطة البداية دون حسم حقيقي، ليبقى السؤال مفتوحًا: “ما هو الثمن الذي ستدفعه إسرائيل في مقابل مغامرات حكومتها داخل قطاع غزة؟”

 

ارم

Comments (0)
Add Comment