مستشفى الملك فهد الجامعي: إنقاذ شاب من الإعاقة مم خلال زراعة مفصل

سنابل الأمل / متابعات

في إنجاز طبي لافت على مستوى المنطقة الشرقية، تمكن فريق جراحي بمستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر من إجراء عملية تعد الأولى من نوعها، حيث نجح في زراعة مفصل المرفق مع ترميم الأربطة لشاب عشريني تعرض لإصابة بالغة أدت إلى كسر مضاعف وفقدان جزء كبير من المفصل.

العملية التي وُصفت بالنادرة والمعقدة جاءت بعد أن عانى المريض من تهتك شديد في الأنسجة المحيطة، ما استدعى تدخلاً جراحياً عالي الدقة لتفادي فقدان كامل لوظيفة المرفق، وهو ما جعل الفريق الطبي يضع خطة متكاملة قبل الشروع في الجراحة.

قاد الفريق الطبي الدكتور سعد القحطاني رئيس قسم العظام واستشاري جراحة الأطراف العلوية، الذي أشار إلى أن التعامل مع الحالة بدأ من مرحلة التشخيص المبدئي مروراً بإجراء فحوص دقيقة وأشعات متطورة، وصولاً إلى الاعتماد على تقنيات مبتكرة لتقدير حجم الضرر.

وأوضح القحطاني أن الفريق استعان بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بالتعاون مع قسم الهندسة الطبية الحيوية بقيادة الدكتور محمد بارجاء، حيث مكّنت التقنية من تحديد حجم الجزء المفقود من المفصل بدقة متناهية، ما ساعد على رسم خطة علاجية متخصصة.

عادة ما يتم اللجوء في مثل هذه الحالات إلى تركيب مفصل صناعي، إلا أن صغر سن المريض كان عاملاً أساسياً في اتخاذ قرار مغاير يضمن له مستقبلاً أفضل من الناحية الوظيفية.

اختار الفريق الطبي خياراً استثنائياً يتمثل في زرع عظم ومفصل من متبرع مع ترميم الأربطة المحيطة، وذلك بهدف الحفاظ على الوظيفة الطبيعية للمرفق وضمان استقرار الحركة على المدى البعيد.

وأكد القحطاني أن العملية مثلت تحدياً كبيراً يتطلب تضافر الجهود بين مختلف التخصصات، من جراحة العظام والهندسة الطبية الحيوية والتخدير والتمريض، ما يعكس التكامل داخل المنظومة الطبية الجامعية.

نجاح العملية لم يكن محلياً فحسب بل يمثل إضافة علمية للمجال الطبي، إذ تضع المستشفى ضمن المراكز التي تمتلك خبرات عالية في إجراء العمليات المعقدة باستخدام تقنيات عالمية متطورة.

وأشار الفريق الطبي إلى أن النتائج الأولية أظهرت تحسناً ملحوظاً في حركة المرفق، وأن المريض استعاد قدرته على استخدام يده بشكل تدريجي بعد فترة وجيزة من التدخل الجراحي.

هذا النجاح يعكس مستوى التطور الذي تشهده المستشفيات الجامعية في المملكة ضمن رؤية 2030، والتي تسعى لرفع كفاءة القطاع الصحي وتعزيز الاعتماد على الكوادر الوطنية والتقنيات الحديثة.

من جانبه، أثنى المريض وذووه على الجهود الكبيرة التي بُذلت لإنقاذ ذراعه من عجز محتمل، مؤكدين أن التجربة كانت مثالاً على الإنسانية والاحترافية الطبية في آن واحد.

المستشفى أوضح أن هذا النوع من العمليات يحتاج إلى متابعة دقيقة خلال الفترة المقبلة، لضمان التئام العظم المزروع وتكيف الأربطة مع الوضع الجديد للمفصل.

وأشار الأطباء إلى أن فترة التأهيل والعلاج الطبيعي ستكون عنصراً محورياً في استعادة كامل الوظائف الحركية للمرفق، حيث وُضعت خطة علاجية متكاملة لمرافقة المريض حتى اكتمال الشفاء.

يمثل الإنجاز أيضاً خطوة مهمة في تدريب الأطباء المقيمين وطلاب الطب على كيفية التعامل مع الحالات المعقدة، ما ينعكس إيجاباً على بناء جيل طبي مؤهل لمواجهة التحديات المستقبلية.

كما يُبرز الدور الريادي لمستشفى الملك فهد الجامعي كجهة أكاديمية وطبية رائدة في المنطقة الشرقية، تجمع بين البحث العلمي والتطبيق العملي في خدمة المرضى.

ويؤكد نجاح العملية أن المملكة باتت تملك بيئة طبية قادرة على استيعاب أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العالمية، مع تطبيقها بمهارة عالية تخدم المرضى محلياً.

الفريق الطبي شدد على أن الاستعانة بالطباعة ثلاثية الأبعاد ستفتح آفاقاً جديدة في مجال جراحة العظام، إذ تتيح محاكاة الواقع بدقة وتوفير حلول مبتكرة للحالات المستعصية.

وقد غادر المريض المستشفى بصحة جيدة بعد أيام قليلة من العملية، ليشكل هذا الحدث إضافة جديدة في سجل النجاحات الطبية الوطنية التي تعكس طموح المملكة نحو الصدارة.

إعاقة
Comments (0)
Add Comment