سنابل الأمل / متابعات
أشارت دراسة حديثة إلى أن الزيادة الملحوظة في معدلات الإصابة باضطراب طيف التوحد وغيره من اضطرابات النمو العصبي، قد تكون مرتبطة بكيفية تطور البشر عبر العصور.
ففي المملكة المتحدة، يُصاب طفل واحد من بين كل 36 طفلًا بالتوحد، فيما تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن واحدًا من كل 100 طفل حول العالم يعاني من هذا الاضطراب.
وعلى الرغم من أن أسباب ارتفاع الحالات متعددة، من بينها نقاشات حول الإفراط في التشخيص، أو عوامل بيئية، أو حتى تصريحات مثيرة للجدل مثل تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تناول تايلينول أثناء الحمل، إلا أن الباحثين لم يتوصلوا بعد إلى سبب حاسم.
ووفقًا لبحث أجراه علماء من جامعة ستانفورد ونشر في مجلة علم الأحياء الجزيئي والتطور، فإن الانتقاء الطبيعي ربما لعب دورًا في ظهور جينات مرتبطة بالتوحد.
وأظهرت الدراسة وفقاً لصحيفة “الديلي ميل”، أن النوع الأكثر وفرة من الخلايا العصبية في الطبقة الخارجية من الدماغ البشري، المعروف باسم الخلايا العصبية IT L2/3، تطور بسرعة غير مسبوقة مقارنة ببقية الثدييات.
هذا التطور السريع تضمن تغييرات جذرية في الجينات المرتبطة بالتوحد والفصام، ما يشير إلى أن هذه التحولات الجينية، على الرغم من كونها من سمات التفرد البشري، قد تزيد من احتمالية الإصابة باضطرابات النمو العصبي.
وأوضح الباحثون أن هذا التطور ربما أبطأ نمو الدماغ بعد الولادة، مما ساهم في زيادة القدرة على اللغة والتفكير المعقد.
وقال ألكسندر ستار، المؤلف الرئيسي للدراسة وخبير اضطرابات النمو العصبي: “تشير نتائجنا إلى أن بعض التغيرات الجينية التي تجعل الدماغ البشري فريدًا من نوعه، هي نفسها التي تجعل البشر أكثر تنوعًا عصبيًا”.
يأتي هذا البحث في وقت أثارت فيه تصريحات الرئيس الأمريكي موجة من الجدل، بعد أن ربط بين تناول الباراسيتامول أثناء الحمل وارتفاع حالات التوحد، وهو ما رفضه العديد من العلماء باعتباره “يخيف دون دليل علمي قوي”.
ومع ذلك، يبقى واضحًا أن عدد المصابين بالتوحد في تزايد مستمر، حيث أصبح واحد من بين كل 100 شخص متأثرًا بهذه الحالة حول العالم.
موقع إرم نيوز