هل يرتبط تقدم سن الأب بزيادة تشخيص التوحد؟.. دراسة تُجيب

سنابل الأمل / متابعات

استخدم باحثون من معهد “ويلكوم سانجر” في كامبردج تقنيات متقدمة لتحليل ل81 رجلًا تتراوح أعمارهم بين 24 و75 عامًا.

 

وأظهرت النتائج أن نسبة الطفرات الجينية ترتفع مع التقدم فى العمر، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.

 

ومع كون متوسط عمر الأب في إنجلترا وويلز في 2023 قد بلغ نحو 33.8 عامًا، تزايدت التساؤلات حول مدى ارتباط الأمر بتشخيصات التوحّد.

 

خبيرة: لا يوجد “وباء توحّد”… والزيادة في التشخيص فقط

 

وفقًا للدكتورة رايتشل موسلي، الأكاديمية المتخصصة في علم النفس بجامعة بورنموث، فإن الفكرة القائلة بوجود “ارتفاع حاد” في حالات التوحّد غير دقيقة.

 

وتوضح: “لا يوجد دليل على زيادة انتشار التوحّد، بل زيادة في عمليات التشخيص، نحن لا نرى أطفالًا أكثر إصابة، بل بالغين أكثر يُكتشف لديهم التوحّد في وقت متأخر.”

 

وتشير الدكتورة موسلي إلى أن التوحّد حالة عصبية نمائية موجودة منذ الولادة، لكنه قد لا يُكتشف إلا في مراحل لاحقة، خصوصًا لدى الفتيات والنساء اللاتي كانت فرص تشخيصهن أقل سابقًا.

 

 

 

ارتفاع الوعي يرفع من معدلات التشخيص

 

مع تزايد الوعي المجتمعي بالطيف التوحّدي، أصبح الأهالي أكثر حرصًا على الحصول على تقييمات دقيقة لأطفالهم. وقد أدى ذلك إلى ضغط كبير على الخدمات الصحية، حيث أظهرت بيانات ديسمبر 2024 أن أكثر من 224 ألف شخص في إنجلترا كانوا على قوائم انتظار التقييم، بينهم 130 ألفًا تحت سن 18 عامًا.

 

ولم يتوقف الأمر عند الأطفال؛ فالكثير من البالغين بدأوا في طلب تقييمات بعد ملاحظة صعوبات واجهوها خلال حياتهم.

 

هل تقدّم سنّ الأب عامل مباشر؟

 

تؤكد الدراسة الحديثة وجود ارتباط بين تقدّم سنّ الأب وارتفاع معدل الطفرات الجينية، لكن الخبراء يحذرون من تفسير الارتباط باعتباره سببًا مباشرًا للإصابة بالتوحّد.

 

وتوضح الدكتورة موسلي أن الأمر قد يكون أكثر تعقيدًا:

 

ربما يميل بعض الرجال ممن لديهم صفات توحدية إلى تأجيل الإنجاب.

 

وقد يورثون هذه الصفات لأطفالهم، وهو ما ينعكس في البيانات.

 

كما أن الآباء الأكبر سنًا غالبًا يمتلكون موارد مادية أكبر تخوّلهم متابعة التشخيصات، مما يؤثر على الإحصاءات.

 

يتفق الخبراء على أن التوحّد ليس مرضًا، بل حالة عصبية فطرية تختلف شدتها من شخص لآخر. وقد يمتلك بعض الأفراد احتياجات دعم بسيطة، بينما يحتاج آخرون إلى رعاية أكبر.

 

كما يؤكدون أن:التقدّم في العمر قد يلعب دورًا ضمن عوامل متعددة، لكنه لا يمثل تفسيرًا قاطعًا.

 

الارتفاع في التشخيصات يعكس وعيًا أكبر وخدمات تشخيص أفضل، وليس زيادة حقيقية في الحالات.

 

ومع استمرار الأبحاث، يبقى الهدف الأساسي هو تقديم دعم أفضل للأشخاص على طيف التوحّد ولأسرهم، بعيدًا عن اللوم أو التفسيرات المبسّطة.

 

 

 

 

Comments (0)
Add Comment