سنابل الأمل/ متابعات
أظهرت دراسة جديدة أنّ النساء الحوامل اللواتي يحتوي ماء الصنبور المنزلي لديهن على مستويات عالية من الليثيوم كنّ أكثر عرضة لمخاطر تشخيص نسلهن باضطراب طيف التوحد.
يعتقد أنّ الدراسة التي نشرت في الثالث من أبريل/ نيسان الحالي في JAMA Pediatrics، هي الأولى التي حدّدت الليثيوم الطبيعي في مياه الشرب كعامل خطر بيئي محتمل لمرض التوحد.
بسبب تأثيرات عنصر الليثيوم على استقرار الحالة المزاجية، تستخدم بعض مركبات الليثيوم منذ فترة طويلة كعلاج للاكتئاب والاضطرابات ثنائية القطب. ومع ذلك، كان هناك جدل حول ما إذا كان يمكن للأمهات تناول الليثيوم بأمان أثناء الحمل، وسط أدلة متزايدة على أنه مرتبط بارتفاع مخاطر الإجهاض وأمراض القلب، أو العيوب عند الأطفال حديثي الولادة.
تشير البيانات الحالية إلى أنّ اضطراب طيف التوحد (ASD) يؤثر على واحد من كل 36 طفلاً في الولايات المتحدة الأميركية. وعلى الرغم من انتشاره المتزايد، لا يزال العلماء غير متأكدين من الأسباب التي يرجع إليها هذا الاضطراب. في حين تشير بعض الأبحاث إلى أن الاختلافات الجينية هي المسؤولة عن تطور اضطراب طيف التوحد، تقول دراسات أخرى إنّ مشكلات في الجهاز المناعي أو العدوى أو العوامل البيئية قد تلعب دورا أيضاً.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة بيات ريتز، أستاذة علم الأعصاب والصحة البيئية في جامعة كاليفورنيا، إن أيّ ملوثات لمياه الشرب قد تؤثر على نمو الدماغ البشري تستحق تدقيقاً شديداً، وأشارت إلى أن مصادر الليثيوم البشرية المنشأ قد تصبح أكثر شيوعاً في الماء في المستقبل بسبب استخدام بطاريات الليثيوم والتخلص منها في مدافن النفايات، مع احتمال تلوث المياه الجوفية.
وأوضحت ريتز، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أنّ نتائج الدراسة تستند إلى بيانات دنماركية عالية الجودة، ولكن يلزم تكرارها ضمن مجموعات سكانية ومناطق أخرى من العالم.
ووفقاً للباحثة، فإن النتائج يمكن تطبيقها على مناطق أخرى من العالم، مثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع الأخذ في الاعتبار أن إمكانات تنقية المياه أعلى بكثير، ورغم ذلك كانت مستويات الليثيوم في المياه بين منخفضة ومتوسطة.
“قررت دراسة الارتباط المحتمل بين الليثيوم ومخاطر التوحد بعدما وجدت القليل من الأبحاث التي أجريت على البشر حول كيفية تأثير الليثيوم على نمو الدماغ وتطوره. ومع ذلك، وجدت أن بعض الأبحاث التجريبية أشارت إلى أن الليثيوم، وهو من بين العديد من المعادن الطبيعية الموجودة غالباً في الماء، يمكن أن يؤثر على مسار جزيئي مهم يشارك في النمو العصبي والتوحد”، قالت المؤلفة الرئيسية للدراسة
حدّد الفريق 8842 طفلاً مصاباً بالتوحد في الدنمارك ولدوا بين عامي 2000 و2013، و43864 طفلاً لا يعانون من اضطراب طيف التوحد. كما قاموا بتحليل مستويات الليثيوم في 151 مصدراً عاماً للمياه، تمثل قرابة 50% من إمدادات المياه في الدنمارك. واستخدم الفريق عناوين أمهات الأطفال لتحديد مصدر المياه الذي يزود الأسرة أثناء الحمل.
بعد تحليل البيانات والتحكم في عوامل الخطر الأخرى المعروفة لاضطراب طيف التوحد، وجد الفريق أنه مع زيادة مستويات الليثيوم في مياه الشرب، يزداد خطر الإصابة بالتوحد. علاوة على ذلك، كان خطر الإصابة بالتوحد للأطفال المولودين لأمهات تعرضن لأعلى مستويات الليثيوم في مياه الشرب أعلى بنسبة 46% من الأطفال في المنازل ذات الكميات الأقل.
إضافة إلى ذلك، كان الارتباط بين مستويات الليثيوم وخطر التوحد أكثر وضوحاً بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في المناطق الحضرية مقارنة بالمدن الصغيرة والمناطق الريفية.
شدّدت الباحثة على أنه في حال ظهور علامات على وجود الليثيوم في مياه الشرب، فيجب على النساء الحوامل على وجه الخصوص عدم استخدام هذه المياه أو استخدام فلاتر المياه أو تركيب أنظمة تنقية أخرى.
العربي