كيف نساعد أطفالنا على تجاوز صعوبات التعلم؟
سنابل الأمل/ متابعات
كيف نساعد أطفالنا على تجاوز صعوبات التعلم؟
تخيل عالمًا حيث لا يستطيع الطفل قراءة قصته المفضلة، أو حل مسألة رياضية بسيطة، أو حتى فهم تعليمات بسيطة.
هذا هو الواقع الذي يعيشه ملايين الأطفال حول العالم الذين يعانون من صعوبات التعلم. هذه الصعوبات لا تعني أن الطفل أقل ذكاءً، بل تعني ببساطة أن دماغه يعمل بطريقة مختلفة. في هذا المقال، سنتعرف على صعوبات التعلم، أنواعها، وكيف يمكننا دعم الأطفال الذين يعانون منها. بحسب موقع webmd.
ما هي صعوبات التعلم؟
هي مشكلة تؤثر على كيفية تلقي الشخص للمعلومات ومعالجتها. قد يواجه الأشخاص مشكلات في:
قراءة
كتابة
القيام بالرياضيات
فهم الاتجاهات
وتعتبر صعوبات التعلم مشكلة شائعة. قد يعاني ما بين 8% و10% من الأطفال دون سن 18 عامًا في الدول الكبرى من نوع ما من صعوبات التعلم.
لا علاقة لإعاقات التعلم بمدى ذكاء الشخص.
بل إن الشخص الذي يعاني من صعوبات التعلم قد يرى الأشياء أو يسمعها أو يفهمها بشكل مختلف. أو أكثر صعوبة. هناك استراتيجيات يمكن للشخص أن يتعلمها لتسهيل التعامل مع هذه الاختلافات.
ما هي صعوبات التعلم
أنواع صعوبات التعلم:
هي عبارة عن مصطلح شامل يصف عددًا من صعوبات التعلم الأخرى الأكثر تحديدًا، وما يلي أهمها:
1-اضطراب المعالجة السمعية
يُعرف أيضًا باسم اضطراب المعالجة السمعية المركزية، وهي حالة تؤثر سلبًا على كيفية معالجة الصوت أو انتقاله من الدماغ دون وجود عوائق أو مشاكل في الأذن.
لا يتعرف الأفراد الذين يعانون من هذه الحالة على الفروقات الدقيقة بين الأصوات في الكلمات، حتى عندما تكون الأصوات عالية وواضحة بما يكفي لسماعها، كما يمكن أن يجدوا صعوبة في معرفة مصدر الأصوات، أو فهم ترتيب الأصوات، أو حجب الأصوات في الخلفية.
2- ضعف القدرة على حل المسائل الحسابية
وهي تعتبر إعاقة تعلم محددة تؤثر على قدرة الشخص على فهم الأرقام وتعلم حقائق الرياضيات.
الأفراد الذين يعانون من هذا النوع من الاضطرابات قد يكون لديهم فهم ضعيف لرموز الرياضيات، وقد يجدون صعوبة مع حفظ وتنظيم الأرقام، ويجدون صعوبة في معرفة الوقت، أو لديهم مشكلة مع العد.
3- عسر الكتابة
وهي إعاقة تعلم محدودة تؤثر على قدرة الشخص على الكتابة اليدوية والمهارات الحركية الدقيقة. قد تتضمن المشاكل التي يعاني منها الشخص:
كتابة خطية غير مقروءة، وتباعد غير متناسق في الخط.
تخطيط مكاني ضعيف على الورق، وسوء تهجئة.
صعوبة في كتابة الكلمات.
صعوبة التفكير والكتابة في نفس الوقت.
4- عسر القراءة
وهي إعاقة تعليمية محدودة تؤثر على القراءة ومهارات المعالجة اللغوية ذات الصلة.
ويمكن أن تختلف حدة شدة عسر القراءة في كل فرد عن الآخر.
يمكن أيضًا أن تؤثر على طلاقة القراءة. وفك شفرة الكلمات، وفهم المادة المقروءة. وكذلك التذكر، والكتابة. وأيضًا التهجئة، وأحيانًا الكلام.
يمكن أن توجد جنبًا إلى جنب مع الاضطرابات الأخرى ذات الصلة، ويشار أحيانًا إلى عسر القراءة باسم “عائق تعلم اللغة”.
5- اضطراب معالجة اللغة
وهو نوع محدد من اضطرابات المعالجة السمعية؛ حيث توجد صعوبة في إرفاق معنى للمجموعات الصوتية التي تُشكّل كلمات وجملًا، وقصصًا.
في حين أنّ اضطراب المعالجة السمعية يؤثر على تفسير جميع الأصوات القادمة إلى الدماغ، فإنّ اضطراب معالجة اللغة يتعلق فقط بمعالجة اللغة، ويمكن أن تؤثر على اللغة التعبيرية و/أو اللغة الاستقبالية.
6- اضطراب التعلم غير اللفظي
وهو اضطراب يتميز عادة بالتناقض الكبير بين المهارات اللفظية الضعيفة والحركية الضعيفة والمهارات البصرية والمكانية والاجتماعية.
عادةً ما يواجه الفرد المصاب مشكلة في تفسير الإشارات غير الشفهية مثل تعبيرات الوجه أو لغة الجسد، وقد يكون تنسيقه ضعيفًا.
7- اضطراب بصري إدراكي/ بصري حركي
وهو اضطراب يؤثر على فهم المعلومات التي يراها الشخص، أو القدرة على الرسم أو النسخ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى اختلافات طفيفة في الأشكال أو الحروف المطبوعة.
فقدان المكان بشكل متكرر.
إمساك قلم الرصاص بإحكام شديد
أو ضعف التنسيق بين العين واليد.
كيف نساعد أطفالنا على تجاوز صعوبات التعلم؟
تشخيص صعوبات التعلم
قد يكون تشخيص صعوبات التعلم صعبًا، وذلك لأنه لا توجد قائمة محددة بالأعراض التي تناسب كل طفل. ومع ذلك، قد تكون الأعراض التالية من علامات اضطراب التعلم:
عدم الحماس للقراءة أو الكتابة
مشكلة في حفظ الأشياء
العمل بوتيرة بطيئة
مشكلة في اتباع التعليمات
مشكلة في البقاء مركزًا على المهمة
صعوبة فهم الأفكار المجردة
عدم الاهتمام بالتفاصيل، أو الاهتمام بالتفاصيل أكثر من اللازم
مهارات اجتماعية ضعيفة
التخريب
الكشف المبكر عن صعوبات التعلم
إن معرفة العلامات المبكرة لإعاقة التعلم المحتملة يمكن أن تساعد الآباء في الحصول على المساعدة التي يحتاجها طفلهم في أقرب وقت ممكن.
لهذا السبب من المهم الانتباه إلى مراحل نمو طفلك.
يمكن أن تكون التأخيرات مثل التأخر في المشي أو التحدث أو مشاكل التنشئة الاجتماعية علامات على اضطراب التعلم لدى الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة.
لذا فإن الاكتشاف المبكر يساهم بشكل كبير في حل المشكلة.
إذا كان الطفل يعاني من صعوبات التعلم قد يوصي المدرس أو الطبيب الخاص به بإجراء أحد طرق علاج صعوبات التعلم الآتية:
1. استخدام تقنيات جديدة في التعليم
يمكن للمدرّس المسؤول عن القراءة أو مدرّس مادة الرياضيات أو أي من المدرسيين المختصين في تعليم الطفل استخدام تقنيات جديدة لتحسين مهاراته السلوكية والتعليمية.
2. تسجيل الطفل في برنامج التعليم الفردي
تقدم بعض المدارس نظام التعليم الفردي للأطفال المصابون بصعوبات التعلم، حيث يساعد هذا النظام على تحسين قدرات الطفل التعليمية.
3. وضع الطفل في فصول دراسية خاصة
تحتوي هذه الفصول على بعض السلوكيات التي تدعم الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم، مثل: منح الطفل مدة زمنية أطول لأداء واجباته وإنهاء امتحاناته، أو الجلوس بجانب المعلم لزيادة التركيز والانتباه، أو استخدام برامج الحاسوب التي تدعم الكتابة، أو تحتوي على معادلات رياضية أقل تعقيدًا، أو تحتوي على نصوص صوتية للمساعدة على القراءة.
4. العلاج الوظيفي
قد يساعد العلاج الوظيفي الطفل على تحسين المهارات الحركية للطفل مما يساعد على تحسين قدراته الكتابية، كما يمكن أن يساعد معالج اللغة والنطق في تحسين المشاكل اللغوية عند الطفل.
5. العلاج الدوائي
قد يلجأ الطبيب إلى صرف علاج للاكتئاب أو القلق الشديد في بعض الحالات، كما قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية علاج قصور الانتباه وفرط الحركة لتحسين قدرات الطفل المدرسية.
6. العلاج البديل
في الحقيقة هناك حاجة للمزيد من الأبحاث لدعم العلاج البديل لصعوبات التعلم، مثل: تغيير العادات الغذائية، واستخدام الفيتامينات، وإجراء تمارين للعين، والعلاجات العصبية.
يجب العلم بأن خطة علاج الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم تتغير من حين لآخر وخصوصًا إذا لم يتحسن وضع الطفل عند استخدام طريقة معين من طرق علاج صعوبات التعلم.
دور مقدمي الرعاية الصحية
يشارك مقدمي الرعاية الصحية المدارس في مساعدة الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم في الحصول على أفضل الخدمات لتحسين حالته، في الآتي أبرز المهام التي يقوم بها مقدمو الرعاية الصحية:
تحديد فئة الأطفال التي تحتاج إلى علاج مبكر أو خدمات تربوية محددة.
تبادل المعلومات التي تم التوصل إليها مع المدرسة.
اللقاء المبكر مع أهل الطفل أو معلمي الطفل أو الأشخاص المسؤولون عنه أو تحديد طرق علاج صعوبات التعلم المناسبة بشكل مبكّر.
استخدام المعلومات الخاصة بالطفل التي تم اكتشافها من قبل المدرسين في التشخيص.ذ
العمل مع المسؤولين في المدرسة والمشاركة في علاج الطفل.
العمل على المستوى الإداري لتحسين أداء الطفل
وفي النهاية، قد تشكل صعوبات التعلم تحديات كبيرة للأطفال وعائلاتهم، ولكن مع الدعم المناسب والتدخل المبكر، يمكن للأطفال الذين يعانون من هذه الصعوبات تحقيق النجاح في حياتهم.
يجب أن نتذكر أن كل طفل فريد من نوعه، وأن هناك العديد من الطرق لمساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة
الجوهرة