طفلتي رهينة انتظار “على أمل الدخول” في مستشفى الصداقة

0 5

سنابل الأمل .. كتب .. محمد العماري

في زاوية من زوايا مستشفى الصداقة في عدن، وقفت حائرًا أمام قسم الحضانة. أروي قصتي بحزن وأسى، فقد قررت إدخال طفلتي إلى الحضانة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، لكنني فوجئت برد صادم: “إذا في فضاوة ندخلها.” وكأن حياة طفلتي أصبحت رهينة بوفاة مريض أو مغادرة طفل ليتاح لها سرير!

 

هذا الرد الذي يخالف كل مبادئ الإنسانية والمنطق أثار استيائي، فلم أكن أطلب شيئًا مستحيلًا، بل حقًا طبيعيًا تكفله القوانين لجميع المرضى، بغض النظر عن ظروفهم.

 

مستشفى الصداقة، الذي يُفترض أن يكون منارة للرعاية الصحية والإنسانية، تحوّل في هذه الحادثة إلى نموذج للإهمال وسوء الإدارة. كيف يمكن لمؤسسة صحية أن تستخدم مثل هذه العبارات الجارحة، وكأن تقديم الخدمة بات مشروطًا بالمصادفات؟!

إن هذه الواقعة المؤسفة تتطلب تدخلًا عاجلًا من الجهات المعنية. نحن نناشد مدير مكتب الصحة في محافظة عدن التدخل لحل هذه المشكلة ووضع حد لهذه الممارسات التي تفتقر إلى الإنسانية. يجب تحسين الخدمات الصحية في مستشفى الصداقة، وزيادة الطاقة الاستيعابية لقسم الحضانة، وتطوير آليات استقبال المرضى بحيث تُعطى الأولوية للحالات الطارئة والمستحقة.

القصة ليست مجرد حادثة فردية، بل هي انعكاس لوضع مؤلم يعاني منه كثير من الأهالي، وخاصة الأشخاص ذوو الإعاقة. لا يمكن أن يكون الحل انتظار “الفضاوة”، بل يجب أن يكون هناك نظام عادل يُراعي حقوق الجميع.

نأمل أن يكون هذا المقال صرخة تُحرّك المسؤولين لمعالجة الخلل في مستشفى الصداقة، وضمان حصول الأطفال على الرعاية الصحية دون أي عوائق أو ممارسات غير منطقية. فالطفولة لا تنتظر، والمسؤولية أمانة في أعناق الجميع.

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق