رحيل الأمير محمد بن فهد رحمه الله تعالى

0 3

سنابل الأمل/خاص
بقلم الدكتور عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان

الحمد لله الذي كتب على خلقه الفناء، وجعل الموت حقًا لا مفرّ منه، والصلاة والسلام على محمد، خير من وطئت قدماه الثرى، وعلى آله وصحبه أجمعين.

بقلوب يعتصرها الحزن، ونفوسٍ مطمئنة بقضاء الله وقدره، رحل الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- بعد أن أفنى حياته في خدمة الوطن والمواطن، وظل نموذجًا في العطاء والبذل، فكان أميرًا محبًا لوطنه، قائدًا رؤوفًا بشعبه، ورجلًا عُرف بسخاء يده، وكرم أخلاقه، وحكمته في القيادة والتوجيه.

لقد كان -رحمه الله تعالى- مثالًا في الإخلاص والتفاني، تشهد له إنجازاته العديدة، كما يشهد له الناس، إذ هم شهود الله في أرضه، ولا يُجمعون على الثناء إلا لمن كان في حياته نافعًا صالحًا، يترك أثرًا طيبًا في القلوب قبل أن يتركه في الميادين.

وُلد الأمير محمد بن فهد في كنف الملك فهد بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وتشرّب منذ نعومة أظافره قيم القيادة والحكمة والتخطيط الاستراتيجي. تولّى إمارة المنطقة الشرقية لأكثر من ربع قرن، فكان رمزًا للتنمية والازدهار، إذ شهدت المنطقة في عهده نهضة عمرانية واقتصادية وثقافية جعلت منها نموذجًا يُحتذى به في التطوير المستدام.

كانت بصماته واضحة في دعم المشاريع الخيرية والاجتماعية، فلم يكن حاكمًا إداريًا فحسب، بل كان أبًا حانيًا، يدرك احتياجات الناس ويعمل على تلبيتها. أسّس العديد من المبادرات التنموية، ومنها مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، التي ساهمت في تحسين حياة العديد من الفئات المستحقة، ودعمت التعليم، والإسكان، وتمكين الشباب، والأعمال التطوعية، وغيرها من المجالات.

عُرف بتواضعه الجمّ وقربه من المواطنين، فلم يكن بينه وبين الناس حواجز، وكان دائمًا يسعى إلى تلمّس احتياجاتهم، فتجد مجلسه مفتوحًا للجميع، يسمع لهم ويشاورهم، يفرح بإنجازاتهم، ويقف معهم في أزماتهم.

ولم يكن اهتمامه منصبًا على الداخل فحسب، بل كانت له بصمات إنسانية عالمية، إذ أطلق مشاريع عدة لخدمة اللاجئين والمحتاجين حول العالم، تجسيدًا لرسالة المملكة في دعم المحتاجين والمستضعفين في كل مكان.

ولأن الناس شهود الله في أرضه، فقد أجمع الجميع على فقدان رجلٍ عظيم، ترك أثرًا خالدًا في نفوسهم وأعمالًا خالدة في مسيرته، وما قلوب الناس التي تبتهل له بالدعاء إلا شاهدٌ على ما زرعه من خيرٍ في حياته.

برحيله، تفقد المملكة أحد رجالها المخلصين، الذين تركوا إرثًا خالدًا من الإنجازات والمواقف المشرفة، لكن عزاءنا أنه باقٍ في القلوب بذكراه العطرة، ومآثره التي ستظل تُروى للأجيال.

نسأل الله -عز وجل- أن يتغمده بواسع رحمته، ويجزيه عن وطنه وأمته خير الجزاء، ويجعله في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.

إنا لله وإنا إليه راجعون.
#وفاة_الأمير_محمد_بن_فهد
#الأمير_محمد_بن_فهد_في_ذمة_الله
#رحمك_الله_محمد_بن_فهد
#وداعًا_محمد_بن_فهد
#إنا_لله_وإنا_إليه_راجعون
#فقيد_الوطن
#رجال_الدولة
#رمز_القيادة
#المملكة_تفقد_أحد_رجالاتها
#بصمات_محمد_بن_فهد
#إرث_إنساني_خالد
#العطاء_المستدام
#محمد_بن_فهد_والتنمية
#مشاريع_محمد_بن_فهد
#رجل_الخير_والعطاء
#محمد_بن_فهد_الإنساني
#فقيد_الأعمال_الخيرية
#مؤسسة_محمد_بن_فهد

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق