تحدت الإعاقة والفقر.. قصة “بخيتة” من الأمية إلى الماجستير وحفظ القرآن الكريم

0 12

سنابل الأمل / متابعات

ضربت أروع الأمثلة فى المثابرة والكفاح على مدار حياتها .. تحولت من انسانة تغرق فى ظلام الجهل الى أعلى درجات العلم رغم أنها معاقة على كرسى متحرك ، بدأت رحلتها من الصفر وهى فى الثالثة والعشرين من عمرها عندما حصلت على شهادة محو الامية وواصلت كفاحها رغم معاناتها المستمرة وهى تجلس على كرسى متحرك بعد أن أصيب بمرض شلل الأطفال منذ صغرها ، وكانت صامدة للوصول الى حلمها حتى وصلت الى الحصول على تمهيدى الدكتوراة بكلية الآداب قسم الدراسات الاسلامية .

بخيتة محمد أحمد 44 عاما تعد رمزا للفخر بين أفراد أسرتها ومركز دار السلام فقد عاشت وسط 8 أشقاء بعضهم حاصل على مؤهلات متوسطة وعالى والخر لم ينل حظا من التعليم ، إلا أنها قررت تغيير مجرى حياتها والتى كانت تعج بالظلام وحصلت على شهادة محو الامية وهى عمرها 23 عاما من محمد الدالى مدير عام فرع محو الأمية بسوهاج ، وواصلت رحلة العلم حتى تحقق هدفها وكل ما تحلم به الآن الحصول على وظيفة بعد ان حصلت على ترتيب الثانى على دفعتها بكلية الآداب مناشدة محافظ سوهاج بايجاد فرصة عمل لها.

انتقل “اليوم السابع” الى نجع موسى بقرية النصيرات بمركز دار السلام بسوهاج والتقى بالفتاة بخيتة ليتعرف منها على حكايتها المشوقة، وقالت أصيبت بمرض شلل الأطفال في عمر سنة ونصف، واعتمد في كل تحركاتي على الكرسي المتحرك.

وكانا الوالدين غير متعلمين ، لذلك كان أمر تعليمي بالنسبة لهم صعب بسبب إعاقتي، ولم ألتحق بالمدرسة مثل باقي أشقائى، ودائما كان لدي رغبة قوية للحصول على حقي في التعليم ولم أيأس من هذا الأمر، وفي عمر 23 بدأت الطريق وحصلت على شهادة محو الأمية عام 2004، ثم إلتحقت بالمرحلة الاعدادية وكنت أدرس منازل( أذاكر في البيت وأذهب إلى المدرسة في الامتحانات فقط)، وبعدها إلتحقت بالثانوية العامة تخصص علمي علوم وكنت أدرس منازل أيضا، وكنت في امتحانات الشهادة الاعدادية والثانوية أختبر في اللجنة في الأدوار العليا الثالث والرابع والخامس من خلال حملي بالكرسي المتحرك على السلالم، ولم يتم عمل لجنة خاصة لي مطلقا.

وتضيف الفتاة ، بعد حصولى على الثانوية العامة بمجموع 85% التحقت بكلية العلوم جامعة أسيوط وكنت سعيدة جدا بالكلية وقتها ، وبعد تقديمي كل الأوراق المطلوبة ذهبت للجامعة في بداية الدراسة، وقمت بعمل الكشف الطبي وكانت نتيجة الكشف أنني غير لائقة طبيا للكليات العملية، وطلب مني وكيل الكلية التحويل لكلية أخرى، وكان هذا الأمر صدمة كبرى لي وكنت أنوي التوقف وعدم مواصلة مشوار التعليم، لكن ارادة الله غيرت كل شىء ، وبعد فترة قمت بسحب أوراقي من كلية العلوم جامعة أسيوط والتحويل إلى كلية الآداب جامعة سوهاج وكان ذلك قبل إنتهاء الترم الأول بشهرين فقط والتحقت بقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب، وكانت إقامتي فترة الدراسة بالمدينة الجامعية وكنت أحضر جميع المحاضرات، وكانت فترة معاناة لا يعلمها إلا الله لأن فترة دراستي كانت في الجامعة القديمة وهي غير معدة بأي شكل من الأشكال لمستخدمي الكرسي المتحرك.

وتواصل بخيتة حديثها قائلة “زملائي كانوا يحملونني بالكرسي المتحرك للدور الثالث مبني الفصول علشان أتمكن من حضور المحاضرات” ، والحمد لله تخرجت في عام 2014 بتقدير عام جيد جدا وترتيبي الثانية على الدفعة، وفي عام 2015 قدمت على الدراسات العليا والتحقت بتمهيدي الماجستير ثم توقفت فترة بسبب شعوري بالأحباط، فبعد التخرج حاولت كثيرا السعي للحصول على فرصة عمل داخل الجامعة فلم أتمكن ولم أجد مساعدة من أحد في ذلك الأمر، وحاولت البحث عن فرصة عمل في أماكن أخرى ولم أجد أيضا ، وقررت أن اتجه لحفظ القرآن الكريم والحمد لله منَّ الله علي بذلك الأمر وختمت القرآن الكريم حفظا عن ظهر قلب وبدأت فى تعليم الأطفال عندي في القرية من خلال حلقات على الإنترنت، وبعد ذلك قررت أن أكمل دراستي فقدمت على الدبلومة التربوية وحصلت عليها في عام 2022 بتقدير جيد وكان ذلك كي أتمكن من الحصول على فرصة عمل، ولكن ذلك لم يحدث، فقررت العودة لكلية الآداب لإكمال دراسة الماجستير بها وتم منحي الدرجة عام 2024بتقدير امتياز مع التوصية بالطبع والنشر والتداول بين الجامعات المصرية، ثم إلتحقت بتمهيدي الدكتوراة وحصلت على شهادة التمهيدي هذا العام 2025بتقدير امتياز وسأقوم قريبا بتسجيل موضوع رسالة الدكتوراة.

وتختتم بخيتة حديثها قائلة ، أثناء دراستى قمت بشراء ماكينة خياطة للعمل عليها ساعات يوميا لكى لأنفق على دراستى وكان العمل مرهق بالنسبة لى ولكنى تحديت الصعاب كثيرا ، وسط سعادة غامرة من أسرتى وكنت اقوم بتعليم أطفال القرية القرآن الكريم وشرح مادة اللغة العربية لهم ولم تمنعنى الاعاقة من ذلك وفخورة بنفسى كثيرا وخاصة أنى فتاة من ذوي الهمم ووصلت الى مرحلة الحصول على الدكتوراة والتى أستعد لمناقشتها قريبا .

اليوم السابع

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق