المتحف المصري الكبير يفتح أبوابه لـ “ذوي الهمم”: خطوة نحو دمج حضاري شامل!
يُعدّ المتحف المصري الكبير أيقونة معمارية وحضارية تُنتظر بفارغ الصبر على مستوى العالم.
ومع اقتراب افتتاحه، تتجه الأنظار ليس فقط نحو كنوزه الأثرية، بل نحو مدى التزامه بتقديم تجربة شاملة وميسرة لكل زائر. في هذا السياق، جاء الإعلان الهام من القومي للإعاقة عن تشكيل لجنة متخصصة منذ عامين، وهو ما يبعث برسالة قوية: المتحف المصري الكبير سيكون صديقًا لذوي الهمم.
رحلة عامين من العمل الدؤوب
إن تشكيل لجنة لتهيئة المتحف لزيارة “ذوي الهمم” (أصحاب الهمم) قبل الافتتاح بسنوات ينم عن رؤية استباقية وتخطيط جاد، وليس مجرد إجراء شكلي. هذه الفترة الزمنية الطويلة تشير إلى أن العمل لم يقتصر على إضافة منحدرات ومصاعد بسيطة، بل شمل:
مراجعة شاملة للبنية التحتية: التأكد من مسارات الحركة، وتوفير دورات مياه مجهزة، وتهيئة مناطق الجلوس والاستراحة. تجهيزات حسية ومعرفية:
التخطيط لتوفير لافتات بلغة برايل، وأدوات سمعية، ومحتوى تفسيري بلغة الإشارة أو بتقنيات لمسية لمساعدة المكفوفين والصم وذوي الإعاقات الذهنية على التفاعل مع المعروضات.
تدريب الكوادر: ضمان أن يكون موظفو المتحف على دراية بكيفية التعامل وتقديم المساعدة اللازمة للزوار من مختلف الإعاقات.
مكاسب الدمج الحضاري
إن جعل صرح بحجم المتحف المصري الكبير متاحًا للجميع ليس مجرد التزام اجتماعي، بل هو مكسب حضاري ووطني بالغ الأهمية:
حق أصيل في المعرفة: ذوو الهمم هم جزء لا يتجزأ من المجتمع، ومن حقهم الكامل التمتع بالتراث الإنساني والحضارة المصرية الخالدة دون عوائق. تعزيز صورة مصر الدولية:
الالتزام بمعايير الإتاحة العالمية يعزز من مكانة مصر كدولة تحترم حقوق الإنسان وتدمج كافة فئاتها في مسيرتها التنموية.
إثراء تجربة الزائر: توفير بيئة شاملة يضمن تجربة أغنى وأكثر عمقًا للجميع، ويشجع على السياحة الميسرة (Accessible Tourism) التي تستهدف شريحة كبيرة من السياح حول العالم. ما بعد التهيئة: استدامة الرعاية
الأمل معقود الآن على أن لا تتوقف الجهود عند مرحلة التهيئة الأولية، بل أن تمتد لتشمل:
التقييم المستمر: إنشاء آلية دائمة لاستقبال ملاحظات “ذوي الهمم” وذويهم لتحسين التجربة باستمرار. التكنولوجيا المساعدة:
استغلال أحدث التقنيات لتقديم شرح تفاعلي يتجاوز العوائق الحسية والحركية.
برامج تعليمية مدمجة: تصميم ورش عمل وجولات إرشادية تتناسب مع القدرات المختلفة.
خاتمة:
إن إعلان القومي للإعاقة عن جهود تهيئة المتحف المصري الكبير هو نقطة مضيئة في مسيرة بناء الجمهورية الجديدة. إنه يؤكد أن مصر لا تبني متحفًا عظيمًا لآثارها فحسب، بل تبني مستقبلًا شاملاً يحمل فيه كل مواطن -بكامل إمكانياته وتحدياته- مفتاح الدخول إلى كنوز وطنه. المتحف المصري الكبير سيكون بذلك أيقونة ليس فقط للحضارة القديمة، بل وللدمج الاجتماعي في العصر الحديث.