مركـــز التــدخــل المبــكـر.. خـطــوة تسـبـق خـطــر الإعـاقـة
سنابل الأمل / متابعات
يؤدي مركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية دوراً حيوياً في الكشف المبكر عن حالات الإعاقة لدى الأطفال المعرضين لخطرها وذوي التأخر النمائي، لمساعدتهم بوسائل عدة وفق أفضل الممارسات العالمية.
يهدف المركز إلى دعم ومساندة وتعزيز الكفاءة والثقة للأسرة ومقدمي الرعاية لتقديم الفائدة المرجوة لتطوير قدرات الأطفال وتمكين الأُسر من تبنّي أنماط تنشئة بناءة معهم، والتدخل التربوي والنفسي والعلاجي الملائم نمائياً للصغار ذوي الإعاقة والمعرضين للخطر والمتأخرين نمائياً ومساعدتهم على الانخراط في المجتمع والتكيف، وتحسين وزيادة فرص التحاق ذوي الإعاقة ببرامج التعليم الدامج ومدارس التعليم العام (البيئات الطبيعية والأقل تقييداً).
وأكدت منى عبد الكريم اليافعي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أنه المركز الأول من نوعه في الإمارات والمنطقة، وافتتح في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 1994، ويقدم مجموعة من الخدمات للأطفال ذوي الإعاقة أو الذين لديهم تأخر نمائي أو المعرضين لخطر التأخر في النمو، بالإضافة إلى الأُسر والمجتمع عامة.
وقالت: يستمد المركز أهدافه الاستراتيجية من المدينة، فهدفه الاستراتيجي الأساسي تقديم خدمات وبرامج التدخل المبكر بصورة نموذجية للأطفال من ذوي الإعاقة أو الذين لديهم تأخر نمائي أو تحت خطر الإعاقة والتأخر في النمو/ التطور، وذلك منذ الولادة أو لحظة اكتشاف الحالة حتى عمر 5 سنوات من خلال أحدث وأفضل المعدات والممارسات العالمية والاستراتيجيات الحديثة في المجال.
وأضافت: من الخدمات التي كان للمركز دور الريادة فيها على مستوى الدولة، «برنامج المسح والكشف المبكر» منذ 2006 تماشياً مع ما نصّت عليه اتفاقية حقوق الطفل سنة 2000، وانسجاماً مع ريادة المدينة والأهداف المرجوة من التدخل المبكر بدءاً من الوقاية الأولية والتي تسعى للحد من أسباب الإعاقة، إلى الثانية والتي تتمثل بتقديم الخدمات وصولاً إلى الثالثة (المستقبلية) والتي تهدف للحد من تفاقم آثار التأخر في المستقبل، وذلك عبر تقديم خدمة المسح والكشف المبكر الشاملة من فحوص نمائي، وبصري، وسمعي، وفحوص الهيئة والقوام وتبسط الأقدام، وهو نهج يعد الأشمل والأول من نوعه في المنطقة.
وأشادت منى عبد الكريم اليافعي بحرص الاختصاصيين على تقديم التدخلات المناسبة والسريعة من النواحي التربوية والوقائية والعلاجية عند الاحتياج، وتوجيه الأسرة إلى الحلول العلاجية والتأهيلية والوقائية المناسبة.
فريق مؤهّل
تحدث محمد فوزي، مدير مركز التدخل المبكر عن برنامج المسح والكشف المبكر (مبادرة اطمئن على طفلك) معرفاً إيّاه بأنه فحص سريع لمجالات النمو المختلفة انطلاقاً من التطور الحركي، إلى التواصلي، وصولاً إلى الانفعالي والعاطفي والاجتماعي، والتكيفي وحل مشكلات الصغار في سن الطفولة المبكرة (الرضع والدارجون وأطفال الحضانات والروضات) للمساعدة على الكشف المبكر عن الإعاقات والمشكلات النمائية ومظاهر التأخر في النمو.
وأشار إلى أن البرنامج يعتمد على فريق مؤهل يشمل اختصاصيين اجتماعياً، ونفسياً، واختصاصيي سمعيات، وإعاقة بصرية، وعلاج طبيعي، وعلاج وظيفي، النطق واللغة، وإعداد تقارير موجزة تشمل التوصيات.
وقال: من أهم أهداف برنامج المسح الذي يشمل جميع الأطفال من عمر شهرين وحتى 60 شهراً: الحد من أسباب الإعاقة من خلال الكشف المبكر وإجراء دراسات مسحية على مجموعة من الأطفال واكتشاف الذين قد توجد لديهم مؤشرات احتمالية وجود مشكلات في مجالات النمو المختلفة، التدخل المبكر من خلال توجيه الأسر والمعنيين في الرياض والحضانات إلى الحلول المناسبة للتدخل والحد من تفاقم المشكلات، تقديم خدمات التدخل المبكر للحد من تفاقم اثر التأخر في المستقبل، زيادة وعي الأسر بمؤشرات الخطر وأهمية المشاركة الأسرية.
استمارة
أكد محمد فوزي أن برنامج المسح بدأ في المدارس للفئة العمرية من 4 إلى 6 سنوات منذ العام 2006، وأنه طور في 2015 ليشمل فئات عمرية أكثر وتطبيق استمارة مسحية ذات كفاءة عالية لتشمل الفئة من عمر 2-60 شهراً، وأن عام 2022 شهد استحداث استمارة مسح إلكتروني لتعبئتها من طرف الأسر على الموقع الالكتروني للمدينة.
ولفت إلى استفادة 10985 طفلاً، و115 جهة داخل الشارقة من برنامج المسح والكشف المبكر.
وعن دور الأسرة في برنامج المسح، قال فوزي: هذا الدور محوري ؛ لأن الأسرة المصدر الأول للمعلومات عن الطفل والملاحظ الأول، وهي البيئة التي يظهر فيها سلوكه الطبيعي.
معايير
وفق محمد فوزي، فإن تحديد حاجة الطفل للتدخل المبكر يعتمد على مجموعة من المعايير العلمية التي تستخدمها الجهات الصحية والتعليمية عالمياً. ومن المعايير الأساسية وجود تأخر نمائي واضح، عوامل خطورة، تشخيص طبي أو احتمالية اضطراب نمائي، نتائج التقييم المتخصص، ملاحظات أو مخاوف الأسرة أو مقدمي الرعاية.
وختم بالقول: الاكتشاف المبكر في سياق الحياة اليومية للأطفال والبيئة الطبيعية (سواء في التعليم أو في المجتمع) يُعدّ من أهم العوامل التي تُحدث فرقا حقيقياً في حياة الطفل. الفكرة ليست فقط في معرفة وجود تأخر أو احتياج معيّن، بل في منح الصغير فرصة عادلة للنمو والتعلّم والتفاعل في الوقت المناسب، ما يقلل الفجوة بينه وأقرانه ويعزز ثقته بنفسه وشعوره بالانتماء، ويدعم الأسرة وتمكينها، ويقلل من التحديات المستقبلية.
مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية