هيئة الشارقة للمتاحف تطلق الجولات اللمسية لذوي الإعاقة البصرية
سنابل الأمل / متابعات
ضمن جهودها الرائدة في مجال توفير خدمات ووسائل تعليمية مبتكرة وريادية لكافة أفراد المجتمع، تعتزم هيئة الشارقة للمتاحف إطلاق جولات لمسية مطلع أبريل المقبل في كل من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ومتحف الشارقة للآثار تحت عنوان “الجولات اللمسية”، حيث تستعرض في مرحلتها الأولى العديد من المقتنيات طبق الأصل القابلة للمس، مع كتيبات شارحة بلغة برايل كخدمة جديدة للأشخاص من فئة ذوي الإعاقة البصرية.
وتهدف الهيئة من خلال مبادرتها إلى منح الزوار، وفئة ذوي الإعاقة البصرية تحديداً تجربة متكاملة وفرصة تعليمية فريدة، تمكّنهم من استكشاف وفهم القطع الأثرية بطريقة أكثر تفاعلية، من خلال السماح بلمس المقتنيات المعروضة في كل من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية في قاعة أبو بكر للعقيدة الإسلامية ومتحف الشارقة للآثار فيما سيتم استكمال المرحلة الثانية خلال العام المقبل عبر إضافة مقتنيات جديدة مختارة بعناية.
وأكدت سعادة منال عطايا مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف حرص الهيئة والتزامها بدعم الأشخاص من ذوي الإعاقات المختلفة وتوفير تجارب متحفية فريدة وشاملة لهم.
وقالت سعادتها: “إن الهيئة تسعى إلى جعل تجربة متاحفها أكثر شمولاً ويسهل الوصول إليها، فعملت على توفير فرص تتيح للأفراد الذين يعانون من إعاقات مختلفة، زيارة المتاحف بسهولة والاطلاع على برامجها ومقتنياتها والوصول إلى المعلومات التي توفرها بيسر”.
أبرز معروضات
تتضمن المعروضات في متحف الشارقة للآثار نماذج طبق الأصل من عقد لؤلؤي يتجاوز عمره الـ 7000 عام وجد في موقع مقبرة البحيص 18، ويعود للعصر الحجري، بالإضافة إلى صندوق حجري مستطيل الشكل يعود للفترة ما بين 2500 و2000 ق.م، وحجر خشن الملمس مسطح من الأعلى تم جلبه من كلباء على الساحل الشرقي لإمارة الشارقة، يحمل رسماً غائراً لحيوان يعتقد أنه لثور ويعود تقديراً للفترة ما بين 2000 و1000 ق.م
وتشمل المعروضات القابلة للمس كذلك تمثال مصنوع من الطين، يجسد شكل الجمل وغطاء مبخرة خزفي دائري على شكل قبة، في أعلاه مجسم لحيوان يعتقد أنه ثور، عثر عليهما في موقع مويلح الأثري ويعود كليهما للفترة بين 900 و600 ق.م، بالإضافة إلى قطعة حجرية مسطحة مستطيلة الشكل تحمل كتابات بخط المسند الجنوبي، وعملة تيترا دراخما التي تحمل تصوير لرأس هرقل.
ويستعرض متحف الشارقة للحضارة الإسلامية نسخة طبق الأصل من المصحف الشريف المنسوب إلى الصحابي الجليل عثمان بن عفان “رضي الله عنه”، كتب بالخط الكوفي على الرق المصنوع من جلود الحيوانات ويبلغ طوله 41 سم وعرضه 46 سم، أما سمكه فيصل إلى 11سم، وستارة باب الكعبة مستطيلة الشكل، ومبطنة بقماش متين من الحرير، طُرز عليها آيات قرآنية وزخارف إسلامية بارزة، ويصل طولها إلى 6 أمتار، بالإضافة إلى نموذج لمصحف الخطاط أحمد قرة حصاري الذي يعد من أهم أعمال فن الخط العربي على مر التاريخ، وتوجد النسخة الأصلية في متحف قصر توب قابي بمدينة إسطنبول في تركيا.
كما تشمل معروضات المتحف الإسلامي نموذجاً للكعبة المشرفة، ونموذجاً لمسجد البدية في إمارة الفجيرة ويعد الأقدم في دولة الإمارات، حيث يعود بنائه إلى عام 1446م، ومازالت تقام فيه الصلاة حتى يومنا الحاضر.
ويقدم هذه الجولات اللمسية أشخاص لديهم القدرة على التعامل مع ذوي الإعاقة البصرية، فضلاً عن أن كتيبات برايل تحتوي على شرح مفصل للمقتنيات يتناسب مع قدرات واحتياجات هذه الفئة.
وتعتبر هيئة الشارقة للمتاحف إحدى الجهات الرائدة في مجال دعم ودمج وتعزيز حضور ذوي الإعاقة، انسجاماً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يولي فئة ذوي الإعاقة اهتماماً خاصاً، حيث أثمرت جهود الهيئة التي شملت حرصها على جعل مرافق المتاحف سهلة الوصول لمستخدمي الكراسي المتحركة، وإطلاقها العديد من البرامج والمبادرات مثل المبادرة الأولى من نوعها على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي “متاحف صديقة لذوي التوحد”، عن إدراج عدد من متاحفها على موقع الاتحاد العالمي للمعاقين كجهات صديقة لذوي الإعاقة خلال عامي 2020 و2021.
الشارقة ٢٤