كورونا يعطل التشخيص المبكر للتوحد
سنابل الأمل/ متابعات
كشف مسؤولون بقطاع الصحة الأميركي أن الإنجازات الأميركية في التشخيص المبكر للتوحد لدى الأطفال تبددت إلى حد كبير بفعل تعطل التقييمات في الأشهر الأولى من جائحة كورونا.
ويُعد التشخيص المبكر للتوحد أمرا مهما للغاية يتيح للأطباء استغلال كامل إمكاناتهم.
ويمكن تشخيص إصابة الطفل بالتوحد في وقت مبكر من عمر 18 شهرا، رغم أن العلامات تظهر عادة في سن 3 سنوات، إلا أن التدخل المبكر وفهم العوامل المساهمة يمكن أن يكونا مفاتيح لتقديم المساعدة للطفل والتكيف مع أعراض التوحد.
وقالت الطبيبة كارين ريملي، في بيان، إن حالات التعطل هذه في توصيل الأطفال بالخدمات التي يحتاجون إليها “ربما يكون لها آثار طويلة الأمد”.
وريملي هي مديرة المركز الوطني لتشوهات الولادة وإعاقات النمو بالمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ونُشر تقريران حول الموضوع في التقرير الأسبوعي لمعدل الوفيات والأمراض الصادر عن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
واستند التقريران إلى استعراض للبيانات السريرية والتعليمية في 11 منطقة مختلطة الأعراق والتركيبة السكانية في الولايات المتحدة.
وقارن الباحثون في التقرير الذي ركز على التدخل الطبي المبكر، بين معدلات التشخيص للأطفال بعمر أربعة أعوام في 2020 وبين ما تلقاه الأطفال بعمر ثمانية أعوام منذ أربعة أعوام.
وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2020، خضع الأطفال بعمر أربعة أعوام إلى كثير من التقييمات وتلقوا كثيرا من الخدمات المتعلقة بالتوحد.
وأفادت معدة الدراسة كيلي شو وهي عاملة بالمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها خلال مقابلة أنه حينما تفشت الجائحة في مارس/آذار 2020 “حدث تراجع صادم في خدمات تشخيص التوحد”.
وأضافت “يبدو أن التحسن في التشخيص المبكر… تبددت نوعا ما بفعل الجائحة”، متابعة أن الأمل هو أن يجعل التقرير المجتمعات المحلية على دراية بالخسائر والعمل على تحديد هؤلاء الأطفال وتقديم الخدمات لهم.
واكتشف الباحثون في التقرير الثاني الذي يركز على انتشار التوحد بين الأطفال بعمر ثمانية أعوام، أنه للمرة الأولى كانت أعداد الأطفال المصابين بالتوحد من الآسيويين وذوي البشرة السمراء والإسبان أعلى من أعداد الأطفال المصابين به من ذوي البشرة البيضاء.
وفي المجمل، زاد انتشار التوحد بين الأطفال الأميركيين بعمر ثمانية أعوام ليُصاب طفل من بين كل 36 طفلا أو تكون نسبته 2.8 في المئة في 2020، بالمقارنة مع انتشاره بواقع طفل مصاب من بين كل 44 طفلا أو بنسبة 2.3 في المئة في 2018.
وقال معدو الدراسة إن هذه الزيادات تعكس إلى حد كبير التحسن في تحديد إصابة الأطفال بالتوحد.
وأشار ماثيو ماينر من المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها والمشاركة في إعداد الدراسة إلى أن النتائج تعكس سد فجوات في جهود تشخيص إصابة الأطفال بالتوحد على مستوى الحاجزين العرقي والإثني.
وأوضح “تاريخيا، كان تشخيص الإصابة بالتوحد بين الأطفال ذوي البشرة البيضاء أكثر من بين الأطفال ذوي البشرة السمراء أو الإسبان”، مضيفا أنه على غرار ذلك، وُجد اختلاف حاد بين الأطفال الذين يعيشون في مناطق يرتفع بها الدخل بالمقارنة مع مناطق يتدنى بها الدخل، إذ رُصد عدد أكبر من الإصابات بالتوحد في المناطق الأكثر ثراء.
ورغم عدم وصول العلماء إلى إجابة محددة بشأن أسباب التوحد، فإن الدراسات السابقة تشير إلى احتمالية أن يكون التوحد مرضا وراثيا، لاسيما إن كان أحد الأبوين يحمل هذا الاضطراب الجيني فقد يتم نقله إلى الطفل.
ويشير العلماء إلى أن العمر المتقدم للوالدين أو أحدهما قد يكون سببا في تشخيص الطفل بالتوحد، وكذلك مضاعفات الحمل والولادة قبل 26 أسبوعا، وانخفاض الوزن عند الولادة وحالات حمل التوائم.
Men