فضفضة !!
سنابل الأمل- التحرير
سألوني ماذا اضاف لكي وجود طفل توحد في عائلتك ؟
قلت لهم لقد علمني ان اكون أما بحق .
ولكن أنتي أم من قبل وجوده !!
نعم كنت أما قبله ولكن بعد أن جاء طفلي التوحدي أنتقلت لمستوى أعلى من الأمومة التي نعرفها لأن اكون أما خارقة بجميع ما تحمله هذه الكلمة من معاني .
وليس انتقاصا من الامومة بحد ذاتها هي شيء رائع وخارق للطبيعة،
لكن أن تكوني أم لطفل توحد شيء مختلف كثيرا .
فانت العين واليد واللسان والروح ،
أنت الطبيب والاخصائي
أنت الأم والأب والأخ والصديق والعائلة كلها .
انت الجندي المدافع ، انت الحامية
، انت العبقرية التي ستخمن الطلب دون الكلام ولأ حتى النظر احيانا .
أنت الطبيب المشخص للألم دون أن تعلمي موضع وسبب الألم نفسه .
أنت الجدار الصاد لكل أذى محتمل أن يمس طفلك ، أنت المفكر الذي سيخترع طرق وحلول لمشاكل ان وقف امامها اي احد سيقف عاجزا . عليكي أن تخترعي الحلول في مدة قياسية .
أنت التي تفكر بمصروف المراكز والأطباء قبل مصروف الطعام والمدارس والملابس .
أنت التي لا تهتم لأي مناسبة محيطة لأنها على الاغلب لن تحضري .
نعم أنت وأنا .. آنا التي عرفتها حجارة الشارع إلى المراكز بين ذهاب وإياب آنا التي مل الناس المحيطين من كثرة كلامها عن التوحد .
آنا التي أذكر أبني خلال أي جملة اقولها مرة على الاقل .. آنا التي أناديه بين كل دقيقة ودقيقة .
نعم أشعر بالغربة والوحدة أن لم يكن بجانبي وأن لم أراه أمامي .
اصبحنا كـ توأم سيامي تلتصق أرواحنا بعضها ببعض ، لا يبدأ يومي دون نظرته وابتسامته الجميلة ، واصواته العشوائية التي تملأ المكان إنها أحب علي من كل أغاني العالم.
أختلفت اهتماماتي بعده ولكني اصبحت أفضل ، اصبحت أفكر ألف مرة بأي خطوة ساقوم بها في يومي وحياتي وكيف ستؤثر عليه قبل أي شخص .
لست أبالغ فنحن هكذا بل يمكن أن اكون مقصرة بالوصف ، أضاف لي نعم أضاف أصبحت حساسة أكثر واعية أكثر حاملة مسؤولية أكثر .
أفضله وأميزه عن غيره من أخوته لأني أحبه أكثر .. أحبهم كلهم لكنه مختلف شعوري ناحيته مختلف ..
آنه حبة قلبي توأمي السيامي أنه طفلي التوحدي .
فليبقى موجودا ويبقى معه كل شيء من الألم والفرح .
اللهم أرعاهم واحميهم وأحفظهم اينما حلو وكانو وأنت خير الحافظين.