أطفال “متلازمة داون” بلا رعاية متخصصة في الشمال السوري

0 18

سنابل الأمل/ متابعات

لا تزال يُمن شيخ الحدّادين تذكر الصدمة التي شعرت بها لدى معرفتها بإصابة طفلها مصطفى بمتلازمة داون بعد ولادته. وتقول: “شعرت بحرقة في القلب. زرت الكثير من الأطباء والجميع أكّد لي أنّه لا مجال لعلاجه فرضيت بقسمتي. ومع الأيّام، تعلقت به كثيراً. حين يبتسم، تضحك لي الدنيا. وعندما خطا خطواته الأولى، كان عرساً بالنّسبة إليّ. أدعو الله دائماً أن يهيئ له أناساً يحبّونه ويساعدونه”.

لا تخلو تربية الطفل المصاب بمتلازمة داون من المصاعب، بحسب يمن. وتوضح أن طفلها “يميل إلى العناد والتشبث بالرأي وعدم الاستجابة في بعض الأحيان. ويعاني صعوبة في النطق وضعفاً في مناعة الجسم. كما أنه كثيراً ما يشعر بالملل ويحب الخروج من المنزل”.

وتوضح أن مركز “القلوب البيضاء” المخصص لرعاية الأطفال المصابين بمتلازمة داون في مدينة إدلب، والذي يرتاده طفلها، يساهم في تدريب الأطفال على مهارات الحياة اليوميّة والاستجابة للأوامر الصوتيّة والالتزام والانضباط والتعاون ضمن مجموعة، الأمر الذي يحد من الأنانيّة لدى الطفل المصاب. يضاف إلى ما سبق جلسات العلاج الفيزيائي والنطق والترفيه والترويح عن النفس واللعب، ما أدى إلى تعلق الأطفال بالمركز ومدربيه. أما رعاية الأهل، فتشمل النواحي الاجتماعية والمادية والصحيّة وتأهيل الطفل للتعامل مع المجتمع الخارجي”.

وفي ما يتعلق بالمشاكل التي تواجهها، تتحدث عن التنمر. وتقول: “حالات التنمّر والسخرية التي تعرّضنا لها قليلة”، مشيرة إلى “الإيجابيّة في التعامل من قبل المجتمع، وإن كان هناك نظرة شفقة وحزن أحياناً”.

من جهتها، تقول والدة الطفل مهنّد الإبراهيم هند لـ”العربي الجديد”: “منذ ولادة ابني، شعرنا بأنه غير قادر على التحكم بأعصابه أو رفع رأسه. راجعنا الطبيب وتمّ تشخيص الحالة. والصعوبات هي تأخّر في النّطق لديه ما يؤدي إلى تأخره دراسيّاً، بالإضافة إلى المزاجية والعناد وغير ذلك”.

وفي ما يتعلّق بالمركز، تقول إنه يدرب الأطفال المصابين بمتلازمة داون على ممارسة بعض المهارات الحياتيّة، وصقل سلوكياتهم، وتحفيز وتنشيط عقولهم من خلال ممارسة بعض الأنشطة الهادفة، بالإضافة إلى دمجهم مع الأطفال الذين لا يعانون من أية صعوبات من حين إلى آخر”.

وتثمّن هند دور الأهل قائلة: “إذا كان هناك متابعة لحالة الطفل منذ الولادة، يمكن أن يكونوا قادرين على مده بالمهارات اللازمة على غرار المراكز المتخصصة. لكن للمركز دور مهم لأن وجود الطّفل بين أقرانه ينمي قدراته، بالإضافة إلى ما يقوم به المركز من دمج للطفل المصاب بمتلازمة داون مع غير المصابين”. تضيف أن المركز يساهم في اكتشاف مهارات الأطفال وتطويرها بالتحفيز والتشجيع، الأمر الذي يزيد فعاليتهم في المجتمع. وهذا ما لا يمكن للأهل أن يقوموا به داخل المنزل”.

العربي

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق