جهود كبيرة لإشراك وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في القطاع الرياضي

0 10

سنابل الأمل- متابعات

استعرضت وزارة الثقافة والرياضة والشباب عددًا من جهودها في إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية ضمن الجلسة الحوارية “التمكين الثقافي والرياضي والشبابي للأشخاص ذوي الإعاقة” المقامة ضمن الملتقى الأول للأشخاص ذوي الإعاقة في مركز عمان للمعارض والمؤتمرات، وأكدت الجلسة أن تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة هو مسؤولية وطنية، وتحرص الوزارة على تهيئة المرافق الرياضية لهم وتنظيم الفعاليات والأنشطة الخاصة بهم، وتطمح للخروج من الملتقى بتوصيات تصب في مصلحة تطوير رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة.

وشارك في الجلسة محمد بن أحمد العامري مدير عام الأنشطة الرياضية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب ويحيى بن عزان المعمري نائب رئيس اللجنة العمانية لرياضة الصم والدكتور رائد بن عبدالحافظ الفارسي رئيس مجلس إدارة جمعية النور للمكفوفين وأسماء بنت مصبح الخايفية من مبادرة أستطيع، وقام بإدارة الجلسة أكرم المعولي.

وأشار الدكتور رائد الفارسي رئيس مجلس إدارة جمعية النور للمكفوفين إلى تنوّع المهارات والأنشطة الفنية والرياضية والثقافية التي يمارسها المستفيدون من الجمعية وعن دور الجمعية في دعم منتسبيها وتنمية مواهبهم، بالإضافة إلى تطبيق التحول الرقمي للاستفادة من خدمات الجمعية وربط جميع خدمات المؤسسات الأخرى المتعاونة مع الجمعية في منصة واحدة لتسهيل العملية للأشخاص من ذوي الإعاقة، وما زالت الجهود مستمرة للتحول الرقمي بشكل كامل في الجمعية، كما أن الجمعية في صدد تنظيم حلقات عمل خاصة في الذكاء الاصطناعي لمختلف الشرائح المنتسبة للجمعية وتمكينهم في هذا المجال، وتنظيم عدد من المسابقات والبرامج الرياضية لمنتسبي الجمعية.

وضع آلية واضحة

بينما أكد يحيى المعمري نائب رئيس اللجنة العمانية لرياضة الصم على أن الدور الأسمى للجمعية العمانية للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية والبصرية هو تأهيل الأشخاص في جميع المجالات وتمكينهم ودمجهم مع المجتمع، وأوضح دور اللجنة العمانية لرياضة الصم في تدريب المستفيدين في مختلف الأنشطة، وعملت اللجنة على وضع آلية واضحة للوصول إلى جميع الراغبين للمشاركة في برامج اللجنة، وفي بعض المحافظات تم تشكيل فرق للصم تشرف عليها اللجنة، ولكن بالرغم من ذلك ما زالت اللجنة تواجه تحديات للوصول إلى جميع الأشخاص من فئة ذوي الإعاقة، وتتضمن الخطة السنوية للجنة مجموعة من المسابقات والمهرجانات المحلية التي تستهدف شريحة كبيرة من فئة ذوي الإعاقة، ونادي الأمل الرياضي يفتح أبوبه على مدار العام لاحتضان جميع الأشخاص من ذوي الإعاقة لصقل مهاراتهم وتمكينهم رياضيا، وللمشاركات الخارجية تجهز اللجنة فرقا وتضع لهم جداول تدريبية للمنافسة على مختلف المحافل الإقليمية والدولية، وتوجد بعض الإشكاليات المتعلقة بقوانين وزارة الثقافة والرياضة والشباب تعيق هذه المشاركات في بعض الأوقات، لذلك ندعو الوزارة بوضع قوانين وتشريعات تتناسب مع هذه الفئة.

مبادرة تطوعية

وتحدثت أسماء الخايفية من مبادرة “أستطيع” ودور المبادرة التطوعية في دعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في مختلف المجالات بمحافظة الداخلية، وضربت المثال بتدشين قصة “نزوى الساحرة” بلغة الإشارة مؤخرًا، والتي عمل عليها مجموعة من الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية، وأكدت على أن التمكين الحقيقي لهذه الفئة من خلال إشراكهم في جميع المجالات ومنها الإدارية والقيادية، ومن أبرز التحديات التي تواجهها المبادرة الوصول إلى الجهات المعنية للحصول على الدعم اللازم لتفعيل برامج وأنشطة المبادرة.

وشددت الفرق الأهلية المشاركة في الجلسة على أهمية زيادة الدعم المالي من وزارة الثقافة والرياضة والشباب وترغيب القطاع الخاص للمساهمة في الدعم للارتقاء بالخدمات التي تقدمها الفرق الأهلية لهذه الفئة.

تعزيز الموازنات المالية

من جانب آخر قال محمد بن أحمد العامري مدير عام الأنشطة الرياضية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب: تم خلال الجلسة استعراض الواقع الرياضي للأشخاص ذوي الإعاقة والتحديات التي يواجهونها في القطاع الرياضي، وفي هذا الصدد الوزارة ماضية في خدمة هذه الفئة أسوة بغيرهم في المجتمع إيمانا منها بأن الأشخاص ذوي الإعاقة لديهم قدرات ومهارات لا بد أن تستثمر في الطريق الصحيح للمساهمة في دفع عجلة التنمية في كافة القطاعات، وستقوم الوزارة في الفترة القادمة بتشكيل فريق معني لزيارة جميع المنشآت الرياضية للتأكد من تمتعها بالمواصفات المناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، وهناك بعض الجهود في الوزارة لتعزيز الموازنات المالية المخصصة لهذه الفئة، حيث إن الوزارة انتهت من مشروع استراتيجية الرياضة العمانية ومتى ما اعتمدت الاستراتيجية سيرافق الاعتماد تعزيز الموازنات الخاصة باللجان، كما تقوم الوزارة حاليا بمراجعة جميع القوانين والتشريعات الخاصة بالاتحادات واللجان الرياضية وإعادة صياغتها بما يتناسب مع متطلبات فئة الأشخاص ذوي الإعاقة، ومن خلال أوراق العمل الخاصة بالقطاع الرياضي التي ستطرح في مختبر تطوير برامج وخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة سترفع توصيات للشراكة بين وزارة الثقافة والرياضة والشباب والتنمية الاجتماعية، ومن المؤكد أن هذه التوصيات ستترجم على أرض الواقع، ومن الجيد ذكره في هذا السياق أن مجالات التعاون بين الوزارتين قائمة منذ وقت طويل لتنفيذ مجموعة من المشاريع تنصب في خدمة هذه الفئة.

سبل تطوير الرياضة

بينما قال هشام السناني مدير عام التطوير والرعاية في وزارة الثقافة والرياضة والشباب: يأتي الملتقى الأول للأشخاص ذوي الإعاقة إضافة جديدة لتعزيز التكامل بين الوزارات وجميع المؤسسات التي لها علاقة بشؤون هذه الفئة في القطاع الرياضي، وشهدت جلسة “التمكين الثقافي والرياضي والشبابي للأشخاص ذوي الإعاقة” نقاشات مثرية تبحث من خلالها الجهات المشاركة عن سبل تطوير رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة مع مراعاة المستجدات العالمية وأهمها التحول الرقمي، ولفتت الجلسة إلى ضرورة توحيد الجهود في صياغة الخطط والاستراتيجيات الرياضية تفاديا للتعارض الذي قد يحدث بين المؤسسات، من المتوقع أن تعمم التوصيات الرياضية التي ستخرج من الملتقى على جميع القطاعات في وزارة الثقافة والرياضة والشباب المعنية بفئة الأشخاص ذوي الإعاقة، واستراتيجية الرياضة العمانية تتضمن عددا من المرتكزات الخاصة بهذه الفئة وتمت مناقشتها بمشاركة شريحة كبيرة من الأشخاص ذوي الإعاقة للأخذ بتوجهاتهم بعين الاعتبار عند صياغتها واعتمادها، وهناك مجموعة من المبادرات الجاري العمل عليها والمتعلقة بالمرافق الرياضية ونوعية النشاطات الرياضية والتشريعات والقوانين الخاصة بهذه الفئة، ونأمل أن نشهد نقلة نوعية كبيرة فور اعتماد استراتيجية الرياضة العمانية.

مقترح إشهار اتحاد لذوي الإعاقة

عبر عدد من المشاركين عن أهمية تجويد الخدمات الرياضية للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث قالت المشاركة أروى العجمية: يوجد عدد كبير من الأشخاص ذوي الإعاقة الموهوبين رياضيا ولديهم شغف للانخراط في مجال الرياضة ولكن ما يعيقهم بعض الشروط والقوانين التي تضعها الجهات المعنية وكذلك عدم تهيئة المرافق الرياضية بشكل يتناسب مع شتى أنواع الإعاقات فهذه من أبرز التحديات التي تواجهنا في القطاع الرياضي، ولذلك ندعو وزارة الثقافة والرياضة والشباب والأندية الرياضية بإنصاف هذه الفئة رياضيا وإتاحة الفرص لهم من أجل تحقيق طموحاتهم ورغباتهم في الألعاب الرياضية، والأخذ بأيديهم من أجل المساهمة في تطوير الرياضة العمانية كما يتطلب من الأسر وأولياء الأمور توفير كافة أشكال الدعم المعنوي والتشجيع لأبنائهم وعدم منعهم من ممارسة الألعاب والرياضات المفضلة لديهم من مبدأ الحرص والخوف عليهم، ونشكر وزارة التنمية الاجتماعية لتسليط الضوء على القضية الرياضية التي تمس الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل مباشر، ونتمنى أن نشهد خلال المرحلة المقبلة تطورا واضحا وصريحا في القطاع الرياضي لهذه الفئة من خلال إشهار لجنة أو اتحاد معني برياضات الأشخاص من ذوي الإعاقة فقط.

تخصيص مرافق رياضية

أما المشارك عمر البطاشي فقال: متفائلون بمستقبل الأشخاص ذوي الإعاقة في القطاع الرياضي، حيت إن الوزارة عرضت استراتيجية تتضمن جهود واسعة تصب في مصلحة هذه الفئة ونأمل أن تحقق في قادم الوقت، وبلا شك أن تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة له عوائد كبيرة منها ضمان حقوقهم في هذا القطاع ومساهمتهم في تطوير الرياضة ككل وتفتح لهم فرصا وآفاقا من خلال تحقيق مراكز وإنجازات في المسابقات والبطولات وتعزز ثقتهم بأنفسهم، ولا يخفى على الجميع أن الوزارة قامت وما زالت تقوم بعمل جبار لتمد نطاق خدماتها على جميع الشغوفين في المجال الرياضي من مختلف الإعاقات الذهنية أو الجسدية، حيث إن نادي الأمل يقدم برامج رياضية متنوعة لهذه الفئة وأنا شخصيا شاركت في العديد منها، ولكن ما يتطلب من الوزارة حاليا تخصيص مرافق رياضية أكثر لفئة ذوي الإعاقة ونشرها على كافة محافظات سلطنة عمان لتحقيق مبدأ الدمج والتمكين الرياضي.

صحيفة عمان

 

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق